هذه المسيرات التي انطلقت في يوم القدس العالمي كانت خطوة سياسية دولية مذهلة. أين يمكن العثور على أمرٍ من هذا القبيل؟ كان يوم القدس في البلاد هذا العام صرخة هدّارة عامة بكلّ ما للكلمة من معنى، فالجموع الحاشدة كانت أكبر مقارنة بالسنوات السابقة، وهذا أمر يستحق الشكر حقاً.

إنّ نزول النّاس إلى الشوارع في أفريقيا، آسيا، أوروبا وأمريكا نفسها وإطلاقهم الشعارات الداعمة لشعب فلسطين هو أمرٌ غير مسبوقٍ طيلة عشرات الأعوام التي مرّت على غصب فلسطين. من الواضح إذاً انطلاق خطوة جديدة وتحوّل جديد في العالم الإسلامي.

أمريكا تقدّم للكيان الصهيوني مساعدات في التسليح، ومساعدات مالية، ومساعدات سياسية، وكذلك بريطانيا وبعض الدول الأوروبيّة الأخرى. لكن المؤسف أكثر هو أنّ بعض الدول الإسلامية أيضاً تساعد الكيان الصهيوني! في أي وقت؟ في الوقت الذي يمارس الكيان الخبيث قتل الأطفال والنساء. لا يمكن برأيي فهم هذا الأمر إطلاقاً، لكنّه يحدث للأسف.

مساعدة الدول الإسلامي الكيان الصهيوني خيانة، خيانة للأمة الإسلامية، كما أنها خيانة لأنفسهم، لأنهم بهذا يعزّزون الأجهزة الصهيونية الآيلة إلى الضعف، وهذا التعزيز سينتهي بضررهم هم أنفسهم. عندما يدخل الصهاينة إلى بلد ما، فإنهم لن يتصرّفوا لمصلحة ذلك البلد. إذا نفذوا، فإنهم سيمتصون دماء ذلك البلد  كالبعوضة، لمصلحتهم الخاصة.

على الدول الإسلامية أن تقطع علاقاتها - العلاقات الاقتصادية والسياسية - مع الكيان الصهيوني. على الأقل مؤقتاً! فلتبقَ العلاقات مقطوعة ما دام هؤلاء مستمرين في ارتكاب هذه الجرائم، ولتتوقف المساعدة، ولينقطع التواصل. وهذا ليس توقّعنا نحن فقط، بل إنه توقّع الشعوب الإسلامية.

تقع قضية غزة اليوم على رأس قضايا العالم الإسلامي. يجب أن نشعر جميعاً بالمسؤولية تجاهها.