إشعال الخلافات الطائفيّة في العالم الإسلاميّ، وخاصّة في إيران، هو نهج اعتاد عليه الأعداء منذ زمن بعيد. يسعى الأعداء، باستخدام الأدوات الفكريّة والإعلاميّة والاقتصاديّة، إلى بثّ الفرقة بين الشيعة والسنّة، سواء في بلدنا أو في أيّ منطقة إسلاميّة أخرى. إنّهم يحرّضون أفرادًا من كِلا الطرفين على التناحر والتخاصم والإساءة، بهدف إثارة الخلافات، والوحدة هي السبيل لمواجهة هذه المؤامرات.
الوحدة ليست مسألة تكتيكيّة، بل هي مبدأ قرآنيّ.
إنّ أعداء الإسلام يسعون جاهدين لجعلنا غير مبالين بهويّتنا الإسلاميّة الموحّدة، التي تُسمّى «الأمّة الإسلاميّة»؛ فلا يصحّ أن أعدّ نفسي مسلمًا في حين أتجاهل معاناة المسلمين في ميانمار، غزة، الهند، أو في أيّ مكان آخر.
من الواجبات الحتميّة اليوم نُصرة المظلومين في غزّة وفلسطين، ومَن يتخلّف عن هذا الواجب، فسيُسأل قطعًا أمام الله.
لا يمكن تحقيق الهدف المهمّ المتمثّل في عزّة الأمّة الإسلاميّة إلّا من خلال الوحدة.
إنّ قضيّة «الأمّة الإسلاميّة» قضيّة جوهريّة يجب ألّا تُنسى، وصون هويّتها ضروريّ للغاية. فالأمّة الإسلاميّة تتجاوز مفهوم القوميّة، ولا تغيّر الحدود الجغرافيّة من حقيقتها وهويّتها.
رغم كثرة المؤامرات لتشويه الوحدة ما بين الشيعة والسنّة، إلّا أنّ مجتمع أهل السنّة في إيران تصدّى لهذه التوجّهات العدائيّة، وخير دليل على ذلك هو ارتقاء 15 ألف شهيد من أهل السنّة في مرحلة «الدفاع المقدس»، واستشهاد عدد كبير من علمائهم في سبيل الحقّ والثورة.