يوم ميلاد النبي (عليه وآله السلام) هو يوم استثنائي في التاريخ، والسبب في ذلك هو أنّ ولادة النبي الأكرم كانت مقدمة ضرورية ولازمة للنبوة الخاتمة، والتي تمثل في الحقيقة النسخة النهائية والتامة لتحقيق سعادة البشرية ورقيّها.
يجب علينا ألّا نستهين بيوم ميلاد النبي (ص). لا بدّ أن ننهل منه الدروس، ولا ينبغي الاكتفاء بالتوصيف والثناء. إن درس النبي هو درسٌ كامل وجامع وشامل ومخصص للحياة بأكملها. كل جزء من هذا الدرس يستحق التبيين والتشريح والتوصيف العميق.
يرتكب الكيان الصهيونيّ اليوم الجرائم علانية وبكل وقاحة. في غزة بأسلوب، وفي الضفة الغربيّة بأسلوب آخر، وفي لبنان بنحو، وفي سوريا بنحو آخر. هم لا يواجهون المقاتلين، بل يستهدفون عامّة الناس.
نحن اليوم نفتقد [مفهوم] الأمّة الإسلاميّة. صحيح أنّ هناك العديد من الدول الإسلاميّة، ويبلغ عدد المسلمين في العالم نحو ملياري شخص، إلّا أنّه لا يمكن وصف هذه المجموعة بالأمّة؛ لأنّها غير متماسكة وغير موحّدة. إنّ نتيجة هذه الفرقة هي سيطرة أعداء الإسلام، إضافةً إلى شعور بعض الدول الإسلاميّة بأنّ الحفاظ على وجودها يتطلّب الاعتماد على أمريكا.
الخطوة الأولى اليوم نحو اتّحاد العالم الإسلاميّ في مواجهة العصابة الإجراميّة والعصابة الإرهابية، التي غصبت أرض فلسطين، هي أن تقطع الدول الإسلاميّة علاقاتها الاقتصاديّة مع هذه العصابة الإجراميّة بنحو تامّ. وهذا أقلّ ما يمكن فعله.
يتعيّن على العالم الإسلاميّ تقليص علاقاته السياسيّة مع الكيان الصهيوني، وتعزيز حملاته الإعلاميّة، وأن يعلن بنحو صريح وقوفه إلى جانب شعب فلسطين المظلوم.
نحن اليوم بحاجة إلى إرساء الأمّة الإسلاميّة، فمَن يستطيع المساعدة في هذا المجال؟ يمكن للحكومات أن تؤثّر، وإن لم يكن دافعها قويًّا بما يكفي. ينبغي على السياسيّين، العلماء، الأكاديميّين، أصحاب الفكر، الشعراء، الكتّاب، والمحلّلين السياسيّين والاجتماعيّين، أن يعززوا دوافع الحكومات من أجل إرساء الأمة الإسلامية.