تشير الأدلة إلى أن الأحداث في سوريا كانت نتيجة غرفة قيادة مشتركة بين أمريكا و"إسرائيل". ما هو رأيك في الدور الذي يلعبه الأمريكان والصهاينة في هذا المجال؟
الدور الذي يلعبه الأمريكيون هو الاتصال بقيادات الجيش السوري وتهديدهم وإغرائهم للانفصال عن النظام والتوافق معهم على تجنّب خوض الحرب وتجنّب مواجهة المجموعات المسلحة. بنسبة إلى الإسرائيليين طبعاً أو بالنسبة لإلى الأمريكيين، أكيد أنهم نسقوا الحركة مع الأتراك ومع الجماعات المسلحة ومع الإسرائيليين الذين يؤدون دوراً يتعلق بالأمن والتوسع أو توسيع الجغرافيا المحتلة عبر التقدم خارج نطاق الجولان المحتل، وهم يقدمون الأراضي يومياً.
تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى تثبيت وجودها في سوريا على المدى البعيد. ما هي أهداف واشنطن في سوريا وهل ستتمكن من تحقيق هذه الأهداف في المستقبل؟
إدارة الديمقراطيين تميل دائماً إلى دعم الأكراد وإلى الاستمرار في تواجد في سوريا. ترامب كان لديه اتجاه آخر في المرة السابقة. في الولاية السابقة، حاول سحب القوات من سوريا، ولكن الضغط الإسرائيلي المباشر والمعلن والمصرّح به هو الذي منع ذلك. الآن هو لديه اتجاه أيضاً، يقول إننا ليس لدينا علاقة بهذه الحرب وسوريا أرض الرمال والحروب والموت، وكان لديه تصريح في الولاية السابقة عن أننا دفعنا في سوريا والعراق 7 تريليونات دولار دون أي نتيجة، وبالتالي هو يشعر بأن الفائدة المباشرة الإيجابية للولايات المتحدة الأمريكية من التواجد في سوريا غير واضحة. في حين أن المنظور الذي يحكم التواجد الأمريكي في سوريا هو منظور أمني سلبي، بمعنى ليس فيه أرباح، وإنما فيه منع مخاطر تتعلق بنشاط حالة التحرر في المنطقة وتواصل قوى التحرر بين إيران وسوريا ولبنان، وبالتالي هو يريد البقاء، يعني أنّ المنظور الديموقراطي يفضّل البقاء من ناحية أمنية في تلك المنطقة.
الآن مع التغيرات الجارية قد نشهد تحولاً مختلفاً ورؤية أمريكية أخرى تقول إنه ما دام أن سوريا لم يعد فيها نظام منتمٍ إلى محور المقاومة ويؤيد المقاومة ويدعمها، فلم يعد هناك حاجة إلى التواجد المباشر للقوات الأمريكية، فينوب عنها النظام السياسي الجديد ضمن مهمات قطع الطريق أو منع الإمداد أو عدم المساهمة في الإمداد. بالتالي هناك أسئلة عمّا ستفعله الولايات المتحدة الأمريكية بالنسبة إلى سوريا وإن كان حضورها مباشراً أو غير مباشر. نحن نتحدث عن تأثير الولايات المتحدة الأمريكية في بعض الجماعات المسلحة ونفوذها على «هيئة تحرير الشام» وعلاقاتها بها، وهي علاقات كانت أجزاء منها في السابق وإن كانت غير مباشرة، وتأثيرها في الدول الإقليمية أيضاً، تركيا والأردن بصورة رئيسية، أي الدول المحاذية لسوريا، والدور غير المباشر أو الدور الذي يُنسّق بين الأمريكيين والكيان الصهيوني لتحقيق الأهداف الإسرائيلية أيضاً، وهي ضمن البرنامج الأمريكي العام في المنطقة.
في رأيكم كيف سيكون مستقبل محور المقاومة في المنطقة وسط الأحداث الجارية في سوريا؟
مستقبل محور المقاومة يتعلق أو يرتبط بموقف قوى المقاومة في المنطقة وقراراتها، هل ستنتقل إلى رد الفعل وإلى الهجوم؟ هل ستنتقل إلى تسجيل موارد كبرى في هذه المواجهة أم ستبقى في المسار الحالي الجاري من تلقّي الصدمات والضربات ثم الاستمرار في المواجهة على طريقة الاستنزاف التدريجي والبطيء؟
كلام الإمام القائد عن إخراج الولايات المتحدة الأمريكية من المنطقة في المستقبل يشير إلى أن هناك رد فعل، يعني هناك تعميم لحالة المقاومة في المنطقة ويعني تأسيس بؤر جديدة أو تفعيل بؤر جديدة للمقاومة على مستوى المنطقة.