لقد أحيت هذه الثورة الآمال في العالم الإسلامي والعالم الغري. عندما انتصرت ثورتنا، كان العالم الغري والعالم الإسلامي يعيشان بشكل عام حالة رکود وصمت ويأس؛ وكان الصهاينة قد مضوا في مخططاتهم وأرعبوا الجميع، ولم يكن هناك شعب يظن أن أمامه باب أمل مفتوحا. واذا بباب الفرج العظيم يفتح وتنبعث الآمال بين الشعوب. كان الصهاينة يتصورون إنّهم قد التهموا فلسطين وانتهى الأمر. لاحظوا الشعب الفلسطيني قد نزل اليوم في وسط الساحة بكل وجوده وقوته وما يزال صامداً رغم الضغوط الموجهة إليه. وهذا لا يعتبر هزيمة لإسرائيل فحسب، بل هزيمة لأمريكا ولكل القوى الصهيونية المسيطرة على العالم. لقد أعیى هذا الشعب الأعزل المحاصر في الأراضي الفلسطينية الجميع، وخلق أملاً أيقظ الشعب اللبناني. كان لبنان يعيش حالة الفوضى في أيام ثورتنا؛ وكان الصهاينة يفعلون في لبنان ما يحلو لهم: كانوا يهاجمون ويقتلون ويعتدون، وكانت طائراتهم تخترق سماء لبنان؛ وكأنها سماء بلدهم! وفي المقابل، كانت الفصائل اللبنانية تتقاتل. وأنا أذكر أن شريط مدته ساعتان للمرحوم الدكتور "جمران" جيء به قبل انتصار الثورة؛ وكنت أستمع إليه في مشهد. كان يستعرض فيه فترة وجوده هناك تفاصيل مصائب الشعب اللبناني. وقد بلغ وضع الشعب اللبناني اليوم حداً أخذ يوجه لإسرائيل ضربة لم توجهها أية دولة عربيّة منذ بدء تواجد الصهاينة في هذه المنطقة.

لقد أجبروهم على الانسحاب قبل سنتين کما أطلقوا سراح يضع مئات من سجنائهم قبل بضعة أسابيع رغم أنوف الصهاينة، واحتفلوا بذلك كلّ قوة، ولو لم تكن شعلة الأمل في قلب شعب ما، لما حدث ذلك؛ لقد أحييتم أنتم هذا الأمل، وانبعاث الأمل هذا يطلعنا اليوم في كلّ العالم الإسلامي والعربي.