لقد حدث ظلم قبل خمسة وأربعين عاماً واغتصب من الشعب الفلسطيني بيته. يجب أن يعود هذا البيت كله دون قيد أو شرط إلى الشعب الفلسطيني. إن خصوصية الحكومة الإسلاميّة أنها لا تتراجع بفعل الشائعات المحمومة. فليكرروا تحذيرهم بأننا سنعيش العزلة، ترى ماذا تعني "العزلة "؟! واذا جاءت قوى العالم تثير الضجة والضوضاء وتريد أن تضفي الشرعية على ظلم ما، فهل علينا أن ننسحب كالآخرين ونقول إن ما تقولونه صحيح؟! إذن ماذا تعني الحكومة الإسلاميّة؟

إن من الطبيعي أن الإنسان سينعزل بين الأشخاص الذين لا يعرفون شيئاً سوى الباطل وسوى القوة اللامشروعة. «إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُوا». أولم يكن النبي صلوات الله عليه منعزلاً حينما جاء بالدعوة؟ أو لم يكن إمامنا الكبير غريباً ومنعزلا في داره في عهد الطاغوت؟ ماذا تعني العزلة؟ إن الحكومة الإسلاميّة تمتلك المروءة والجرأة على أن تقول ما هو الحق وأن لا تخشى أمريكا وقوى العالم المتحالفة. وهذا ما يميزنا عن ذلك البلد الضعيف الذي يعاني من التبعية. إن الدول التي يسيطر عليها الخوف هي التي لا ترتبط بشعوبها. فإن كانوا مرتبطين بشعوبهم، لكانت لديهم الجرأة على إعلان ما في ضميرهم. وأما نحن فإننا مرتبطون بشعبنا؛ ولسنا أصحاب حكومة لادائم ولا ملاذ لها، أوكستارة إن تزاح إلى جانب لا يكون خلفها شيء. إن ظهرنا محمي وقوي للغاية، لأن خلفنا شعب عظيم، يبلغ خمسون مليون مؤمن ونيفاً. خلفنا منطق واستدلال یحكماننا ویحكمان أرواحنا.

إننا لا نستسلم للظلم. لا نستسلم لمارسات أمريكا الظالمة وشراستها هي والقوى المتحالفة معها. لقد علمنا القرآن أن ننطق بالحق بقوة وأن نصر عليه ونستنفر قوتنا له. والله تعالى سوف يبارك موقفنا بدوره ويساعدنا؛ کما أثبتت مسيرتنا ذلك خلال ١٥ سنة مضت على ملحمة الشعب الإيراني.