بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على سيدنا و نبينا أبي القاسم المصطفى محمد، و على آله الأطيبين الأطهرين المنتجبين، سيما بقية الله في الأرضين.
سلام الله و رحمته على‌ الروح المطهرة للإمام الجليل و شهداء‌ الثورة الإسلامية. مرة أخرى يُحيي شعب إيران الذكر‌ى السنوية لإمامنا الجليل بتجديده هذه الذكرى باتجاه مدرسة الإمام و طريقه. يوم الرابع عشر من خرداد من كل عام فرصة لطرح جانب و بُعد من أبعاد الحياة الطاهرة للإمام و خطه المبارك النيّر. و في هذه السنة، تزامن هذا اليوم مع اليوم الأول من شهر رجب المبارك. شهر رجب شهر الرحمة و البركة الإلهية. روي عن رسول الإسلام الكريم أنه قال: «اللهم بارك لنا في رجب و شعبان». (1) هذا الشهر و شهر شعبان ممرّ المؤمنين إلى شهر الضيافة الإلهية شهر رمضان المبارك.
و قد تزامنت و اقترنت ذكرى‌ الإمام الخميني هذا العام مع حدث مهم آخر هو الصحوة الإسلامية. الحدث و الملحمة‌ التي كان إمامنا الجليل ينتظرها و يتمناها، و كان قد تفرس بها و أخبر عنها. كان الإمام الجليل قد تنبّأ بصحوة الشعوب المسلمة و قد تفضل الله تعالى و تحقق هذا التفرس، كما تنبّأ بسقوط الاتحاد السوفيتي و حققه الله تعالى.
كلمتي اليوم تنقسم إلى جزئين و أتمنى أن أستطيع ذكر هذين الجزئين خلال مدة قصيرة. الجزء الأول مراجعة للدرس الذي أعطاناه إمامنا الجليل و مراجعة لمدرسته الباقية و هي ذخر للشعب الإيراني و رصيد استطاع هذا الشعب بالاعتماد عليه تجاوز المنعطفات الصعبة التي عادة ما تعترض سبيل شعب له مثل هذه المبادئ. و الجزء الثاني نظرة لقضايا المنطقة.
حول مدرسة الإمام الخميني يعلم الشعب الإيراني تماماً أن حبّ الشعب للإمام ليس مجرد آصرة قلبية و عاطفية و شعورية، هذا رغم أن حبّ الإمام يموج في القلوب من الناحية الشعورية و العاطفية. لكن هذا الجانب لا يمثل القضية كلها، إنما حبّ الشعب للإمام الجليل بمعنى قبول مدرسته كطريق نيّر و خط واضح لحركة الشعب الإيراني العامة. إنه دليل نظري و عملي يوصل البلد و الشعب إلى العزة و التقدم و العدالة. و قد كان هذا هو الواقع طوال الأعوام الـ 32 الماضية. أي إننا حيثما حالفنا التوفيق و النجاح كان ذلك بفضل العمل بتوصيات الإمام، و حيثما استطعنا السير على ما أشار إليه الإمام حققنا نجاحات و توفيقات كبيرة. الشعب ينظر بهذه العين لطريق الإمام و خطه و تراثه الخالد. لقد استطاع شعبنا خلال هذه الأعوام الثلاثين الصمود أمام أشد المؤامرات. كانت هناك مؤامرات عسكرية أمام الشعب الإيراني و مؤامرات أمنية و مؤامرات اقتصادية - حالات الحظر هذه التي فرضت طوال الأعوام الثلاثين الماضية - و كانت هناك مؤامرات إعلامية - الامبراطورية الإعلامية و الدعائية الواسعة كانت تعمل و تحرّض بكل جهدها ضد الشعب الإيراني - و مؤامرات سياسية. و قد وقف الشعب الإيراني بوجه هذه المؤامرات بفضل مدرسة الإمام و طريقه.
مدرسة الإمام رزمة و مجموعة كاملة‌ لها أبعادها، و ينبغي مشاهدة و ملاحظة هذه الأبعاد مع بعضها. البعدان الأصليان في مدرسة إمامنا الجليل هما بعد المعنوية و العقلانية. بعد المعنوية معناه أن إمامنا الجليل لم يكن يسير في دربه اعتماداً على العوامل و الظواهر المادية فقط، إنما كان من أهل الارتباط بالله و أهل السلوك المعنوي و التوجه إلى الله و التذكر و الخشوع و الذكر. و كان مؤمناً بالعون الإلهي، و أمله بالله تعالى كان أملاً لامتناهياً. و في بعد العقلانية كان الإمام يستخدم العقل و التدبير و التفكير و الحسابات و يأخذ هذه العناصر بنظر الاعتبار. و سوف أذكر بعض النقاط حول كل واحدة من هذه الأمور.
و ثمة بعد ثالث مستمد من الإسلام أیضاً شأنه شأن المعنوية و العقلانية. عقلانية الإمام كانت مستقاة من الإسلام، و معنويته أيضاً كانت معنوية إسلامية و قرآنية، و هذا البعد أيضاً مستلهم من أصل القرآن و أساس الدين ألا و هو بعد العدالة. ينبغي النظر لهذه الأبعاد مع بعضها. فالتشديد على أحد هذه الأبعاد و عدم الاهتمام للأبعاد الأخری حالة‌ تجرّ المجتمع إلى الطريق الخطأ و الانحراف. هذه المجموعة‌ و هذه الرزمة الكاملة هي التراث الفكري و المعنوي للإمام الخميني. الإمام الجليل نفسه كان في سلوكه يعمل بالعقلانية و بالمعنوية، كما كان مهتماً من أعماق وجوده بالعدالة.
و سأذكر لكم نماذج عدة من عقلانية الإمام. النموذج الأول هو اختياره الديمقراطية و أصوات الشعب للنظام السياسي في البلاد، أي الاعتماد على أصوات الشعب. انتخاب الديمقراطية من المظاهر البيّنة لعقلانية الإمام في مدرسته المنقذة الباعثة على الحياة. منذ قرون و الحكومات الفردية متسلطة على بلادنا و حتى في الفترة التي كانت هناك في إيران حالة دستورية و كان القانون نافذاً في البلاد حسب الظاهر، كان استبداد و دكتاتورية الحقبة البهلوية‌ أشد في الواقع و ألذع و أسوء مصاباً من استبداد الماضين. في بلد بمثل هذه السوابق نجح الإمام الجليل في تحويل مشاركة الشعب و الانتخابات الشعبية إلى حقيقة مؤسساتية راسخة. لم يعرف شعبنا طعم الانتخابات الحرة باستثناء فترات قصيرة جداً في صدر الثورة الدستورية. في مثل هذا البلد و في مثل هذه الأجواء كرّس إمامنا الجليل الانتخابات في البلاد مؤسساتياً منذ الخطوة الأولى. سمعتم مراراً أنه طوال هذه الأعوام الـ 32 التي مضت على انتصار الثورة الإسلامية أقيمت حوالي 32 أو 33 انتخابات في البلاد، حيث جاء الناس إلى‌ صناديق الاقتراع بحرية و أدلوا بأصواتهم و شكلوا مجلس الشورى و الحكومة و مجلس الخبراء و المجالس البلدية و ما إلى ذلك. هذا هو أبرز نماذج عقلانية الإمام الخميني.
نموذج آخر لعقلانية الإمام و اعتماده على العقل و التدبير هو صلابته و عدم مرونته أمام العدو المهاجم. لم يثق الإمام بالعدو. بعد أن عرف عدو الشعب الإيراني و عدو هذه الثورة بصورة صحيحة وقف بوجهه كالجبل. الذين تصوروا و يتصورون أن مقتضى العقل هو أن يتنازل المرء أحياناً أمام العدو، كان الإمام يسير في الاتجاه المعاكس تماماً لتصوراتهم هذه. عقلانية الإمام و العقل الناضج القويم لهذا الرجل الإلهي كان قد أوصله إلى نتيجة فحواها أن أقل مرونة و تراجع و لين أمام العدو سوف يدفعه إلى التقدم. قلب العدو لا يلين بسبب تراجع الطرف المقابل في ميدان المواجهة. كل خطوة تراجع للشعب المناضل أمام الأعداء معناها تقدم الأعداء خطوة إليه و تسلطهم عليه. هذا من مظاهر عقلانية الإمام الخميني الكبير.
و من المظاهر الأخرى لعقلانية الإمام بثه روح الثقة بالنفس و الاعتماد على الذات في الشعب. طوال الأعوام و السنين و منذ بداية هيمنة الغربيين و دخولهم إلى هذا البلد - أي منذ أوائل القرن التاسع عشر للميلاد بدأ‌ الغربيون يتدخلون في إيران - كانوا دائماً يهينون الشعب الإيراني و ينكلون به بواسطة عملائهم و أعوانهم و بتحليلات شتى. كانوا يذلون الشعب الإيراني و يوحون إليه الاعتقاد بأنه لا يستطيع و هو عاجز عن اتخاذ خطوات تقدمية علمية و ليست لديه المقدرة على العمل و الوقوف على قدميه. ساسة النظام البهلوي و من كانوا قبلهم دأبوا على إهانة الشعب الإيراني. كانوا يوحون بأنه لو أمكن التطور و لو أمكن القيام بعمل كبير فيجب أن يقوم به الغربيون، و الشعب الإيراني غير قادر على ذلك. و قد بث الإمام الجليل روح الثقة بالذات في مثل هذا الشعب و كان ذلك بداية تحوّل الشعب الإيراني. مظاهر تقدمنا في الميادين العلمية و في المجالات الصناعية و على مختلف أصعدة الحياة ترجع إلى هذه الثقة بالذات. شبابنا الإيراني و أصحاب الصناعة الإيرانيون و العلماء الإيرانيون و الساسة الإيرانيون و المبلغون الإيرانيون يشعرون اليوم الاقتدار. الإمام العظيم هو الذي كرّس شعار «نحن قادرون» في أعماق روح هذا الشعب. هذا من المظاهر المهمة لعقلانية‌ الإمام الجليل.
مظهر آخر لهذه العقلانية‌ هو تدوين الدستور الإيراني. أمر الإمام خبراء الشعب عن طريق الانتخابات بأن يدوّنوا الدستور. الذين دونوا الدستور قاموا بهذا العمل بانتخاب الشعب. و لم يعين الإمام جماعة خاصة تكتب الدستور، إنما ترك هذا الأمر على عاتق الشعب، فانتخب الشعب خبراءه بتشخيصه و معرفته، و قام الخبراء بتدوين الدستور. ثم عرض الإمام هذا الدستور مرة أخرى على أصوات الشعب و أقيم استفتاء الدستور في البلاد. هذا من مظاهر عقلانية الإمام الخميني. لاحظوا أن الإمام ثبّت أسس النظام بهذه الصورة. سواء من الناحية الحقوقية أو من الناحية السياسية أو من حيث النشاط الاجتماعي و من حيث التقدم العلمي أوجد الإمام أركاناً متينة يمكن على أساسها تشييد حضارة إسلامية عظيمة.
و من جملة الأمور الدالة على عقلانية‌ الإمام الكبير هو أنه أفهم الناس أنهم هم أصحاب البلد و مالكوه. البلد له صاحبه. هذه عبارة كانوا يقولونها أيام الحكومات الاستبدادية و يكررون إن للبلد أصحابه. و كان مرادهم من صاحب البلد الدكتاتوريين و المستبدين الذين يحكمون البلد. و قد أفهم الإمام الشعب أن للبلد صاحبه و صاحبه هو الشعب نفسه.
أما مظهر المعنوية لدى الإمام الجليل فهو بالدرجة الأولى إخلاصه. كان الإمام يقوم بالأعمال لله. منذ البداية كان يقوم بكل ما يشعر أنه من التكليف الإلهي. و لم يتوان عن التضحية في هذا السبيل. عمل الإمام بهذه الطريقة منذ بدء الكفاح في سنة 1341 و كان يتقدم إلى الأمام حسب تكاليفه و واجباته. و قد ذكر للناس و المسؤولين مراراً هذا الدرس و هو أن المهم الواجب. فنحن نقوم بالواجب و تبقى النتائج و حصولها على الله. إذن المظهر المهم للمعنوية في سلوك الإمام هو إخلاصه. لم يقل و لم يفعل شيئاً من أجل أن يثني عليه فلان و فلان. و ما قام به من أجل الله بارك اللهُ تعالى فيه و أبقاه. هذه هي خصوصية الإخلاص. و كان الإمام يكرر هذه التوصية على المسؤولين. كان يأمرنا الإمام بأن نكون من أهل التوكل و الثقة بالله و حسن الظن بالله، و أن نعمل لله. و كان هو من أهل التوكل و التضرع و التوسل و الاستمداد من الله و العبادة. حينما كان المرء يرى الإمام الخميني بعد شهر رمضان كان يشعر بالنوارنية فيه على نحو ملموس. و كان ينتهز فرص الحياة للتقرب إلى‌ الله تعالى و تطهير قلبه و روحه. و كان يأمر الآخرين و يقول:‌ إننا في حضرة الله، و العالم حضرة الله، و مكان للتجليات الإلهية. كان يدل الجميع على هذا الطريق و كان هو نفسه من أهل مراعاة الأخلاق، و يأخذ بأيدي الآخرين إلى الأخلاق. الأخلاق جزء مهم من المعنوية في الإسلام، و الأخلاق هي الابتعاد عن الذنوب، و عن التهم، و عن سوء‌ الظن، و عن الغيبة، و عن سوء الطوية، و عن التفرقة بين القلوب. الإمام الخميني نفسه كان يراعي هذه الأمور و يوصي الناس و المسؤولين بمراعاتها. كان الإمام يوصينا بأن لا نصاب بالغرور، و لا نرى أنفسنا فوق الناس، و لا نعتبرها فوق النقد و خالية من العيوب. جميع المسؤولين رفيعي المستوى كانوا قد سمعوا من الإمام بأنه يجب أن نكون مستعدين لأن يسجلوا علينا عيوبنا و لا نقول عندها إننا فوق أن تكون لنا عيوب و فوق النقد. و قد كان الإمام كذلك. هو أيضاً قال مراراً في كتاباته - خصوصاً في أواخر عمره الشريف - و في تصريحاته إنني أخطأت في القضية الفلانية. و اعترف بأنه أخطأ في القضية الفلانية و الفلانیة، و هذا يستلزم درجة كبيرة من العظمة. يجب أن تكون روح الإنسان كبيرة حتى يستطيع أن يفعل ذلك و ينسب الخطأ لنفسه. كان هذا الجانب المعنوي في شخصية الإمام و أخلاقه. و هذا من الأبعاد المهمة‌ للدرس الذي يعلمنا الإمام إياه.
بُعد العدالة بدوره بارز جداً في مدرسة الإمام. و مع أن العدالة تنبع بمعنى من المعاني من العقلانية و المعنوية، لكن ميزة بُعد العدالة من زاوية نظر الإمام الجليل يجعله معروضاً أمامنا بنحو متبلور. منذ بدايات انتصار الثورة أصر الإمام على الاعتماد على الطبقات المستضعفة و كرر ذلك و أوصى بهم. عبارات «الحفاة» و «سكان الأكواخ» من العبارات التي تكررت كثيراً في كلمات الإمام. كان يصرّ على المسؤولين باجتناب الحالة الارستقراطية. كانت هذه من توصيات الإمام المهمة. و يجب أن لا ننسى هذا. آفة المسؤولية و المناصب في نظام يعتمد على أصوات الناس و إيمانهم هو أن يفكر المسؤولون برفاههم الشخصي و بمصالحهم و ما يجمعونه لأنفسهم، و أن تستهويهم الحياة الارستقراطية و يتخبطوا يميناً و شمالاً من أجلها. هذه آفة خطيرة جداً. و قد كان الإمام بمعزل عن هذه الآفة تماماً و أوصى المسؤولين مراراً بأن لا يميلوا للارستقراطية و البهرجة و سكن القصور و لا ينشغلوا بجمع المال و يكون لهم تواصلهم القريب مع الناس. نحن الذين كنا يومذاك من المسؤولين كان الإمام يحبّ أن نكون قريبين من الناس متعايشين معهم مستأنسين بهم، و كان يصرّ على إيصال الخدمات إلى أقصى أنحاء البلاد، و أن يتمتع الناس في المناطق النائية بالخدمات العامة في البلاد. هذه من خصائص بعد العدالة‌ لدى الإمام الخميني. كان الإمام الجليل مصرّاً على أن ينتخب المسؤولون من بين الناس و من صميم الناس و أن لا تكون التبعيات و المحسوبيات ملاكاً لتولي المسؤوليات. المحسوبيات على الشخصيات و على العوائل و حالة القرابات التي كانت بلاءً نزل بهذا البلد في العهدين القاجاري و البهلوي، كان إمامنا الجليل يحذرنا منها أشد التحذیر. أحياناً كان يقول في الثناء على مسؤول من المسؤولين إنه من صميم الناس. و كان يعتبر هذا ملاكاً. من وجهة نظر الإمام فإن الاعتماد على الثروة و على القوة و التنفذ لتولي المسؤوليات من الأخطار الكبيرة التي تهدد البلاد و الثورة. هذه هي أبعاد خط الإمام.
إخوتي و أخواتي، أيها الشعب الإيراني العزيز، هذه المدرسة أخذت بأيدينا طوال الأعوام الـ 32 الماضية و اجتازت بنا منعطفات خطيرة. لقد رفعت من مستوى عزتنا الوطنية و شرفنا الدولي. لقد تقدم البلد و اقترب من أهدافه بفضل سيره في هذا الطريق و بمقدار مراعاته لأصول هذه المدرسة. ينبغي علينا المراعاة، و لكن مراعاة كل الجوانب مع بعضها. إذا أراد شخص بذريعة العقلانية عدم مراعاة التقوى أمام الأعداء و السير نحو التبعية لهم فهذا انحراف و خيانة. العقلانية في مدرسة إمامنا الكبير لا تستدعي أن نغفل عن مخادعات الأعداء و كيدهم و مخططاتهم العميقة، و أن نثق بهم و نتنازل أمامهم. كلما تنازل المرء أمام الأعداء فقد رصيده المعنوي العظيم داخل البلاد و بين أبناء الشعب.
و في المقابل إذا سحقنا الأخلاق باسم العدالة و باسم النزعة الثورية نكون أيضاً قد خسرنا و انحرفنا عن خط الإمام. إذا أهنّا إخواننا المؤمنين الذين يختلفون عنا فكرياً لكننا نعلم أنهم مؤمنون بأصل النظام و بالإسلام، و آذيناهم باسم النزعة الثورية و العدالة نكون قد انحرفنا عن خط الإمام. إذا أردنا باسم الثورية و السلوك الثوري أن نسلب الأمن من جزء من أفراد المجتمع و البلد نكون قد انحرفنا عن خط الإمام. ثمة في البلاد آراء و عقائد متنوعة. إذا انطبق عنوان إجرامي على تحرك معين أو كلام معين فإن هذا العنوان الإجرامي يجب أن يتابع بالطبع و من واجب الأجهزة المسؤولة متابعة القضية و هي تقوم بذلك، أما إذا لم يكن العنوان إجرامياً و كان هناك شخص لا يريد إسقاط النظام و لا يريد الخيانة و لا يروم تنفيذ دساتير العدو في البلاد لكنه يختلف عنا في الذوق السياسي، فلا نستطيع حرمانه من الأمن و العدالة. «و لا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا». يأمرنا القرآن و يقول إن معارضتكم لجماعة معينة يجب أن لا تؤدي بكم إلى عدم مراعاة العدالة و نسيانها. «إعدلوا».. حتى تجاه المعارض يجب أن تعدلوا. «هو أقرب للتقوى» (2).. هذه العدالة أقرب للتقوى. حذار أن تتصوروا أن التقوى في أن يسحق المرء معارضيه تحت أقدامه، لا، العدالة منسجمة مع التقوى. يجب أن نكون كلنا واعين يقظين. و هذا البعد يجب أن لا يهمّش الأبعاد الأخرى.
و كذا الحال بالنسبة للبعد المعنوي. نشكر الله على أن جعلنا من أهل المعنوية و التوسل و التوجّه إليه و ذكره. مناخ مجتمعنا طافح بالتوجّه إلى الله. شهر رمضان في بلادنا شهر جدير بأن يتملاه الإنسان و يطيل النظر فيه، إنه ربيع المعنوية. فشبابنا الأعزاء يشاركون في جلسات القرآن و في مجالس الذكر و الدعاء مشاركة نورانية‌ تبعث البهجة و السرور في نفس الإنسان. و في الأيام المقبلة هناك مراسم الاعتكاف التي يقوم بها شبابنا و هي ظاهرة مذهلة.
في أيام شبابنا في الحوزة العلمية بقم و في أيام النصف من رجب و هي أيام الاعتكاف المعروفة ربما كان هناك عشرة أو خمسة عشر أو عشرون شخصاً من طلبة العلوم الدينية - و هذا في قطب الحوزة العلمية في قم - يعتكفون في مسجد الإمام. لم يكن هذا الأمر دارجاً مألوفاً. و اليوم يهبّ الآلآف من الشباب الجامعي -بنات و بنين - للاعتكاف في مساجد الجامعات في مختلف أنحاء البلاد فيتعبدون ثلاثة أيام و يختلون بالله و يتواصلون مع ربهم. هذا ناهيك عن المساجد و المراكز الكبرى التي تقام فيها هذه المراسم. هذه هي المعنوية. بلدنا بلد المعنوية لكن معنويتنا متواكبة و متناسقة مع الشعور بالمسؤولية. هذه المعنوية يجب أن لا تبعدنا إطلاقاً عن مسؤولياتنا الثورية العظيمة، بل يجب أن تساعدنا على المسيرة الثورية. الذين يحاولون بحجة التدين و تحت يافطة التدين عزل المجتمع عن السياسة و فصل الشباب عن السياسة و منع الشباب من المشاركة في ميادين البلاد مخطئون و يسيرون في الطريق المغلوط و يعانون الانحراف، لأن هذه الأبعاد متلازمة مع بعضها.
إنني هنا في جوار المرقد الطاهر للإمام الخميني و بجوار الأروح الطيبة للشهداء المدفونين في هذه الجنة المعنوية (بهشت زهرا) أشهد بأن شعبنا سار في هذا الدرب بصورة جيدة و صان درب الإمام. إنني أرى بعيني و أستطيع أن أشهد أن شبابنا الثوري اليوم إن لم يكونوا أفضل في إيمانهم و تقواهم و متانة عقيدتهم من الشباب الثوري في بداية الثورة فهم ليسوا بأقل منهم. إنني أشهد من صميم القلب و بضرس قاطع و اعتقد أن الشعب مارس أفضل الأدوار، و هو الذي حافظ على القيم و صانها و ثبت عليها و صمد من أجلها. الشعب هو الذي أحبط مخططات الأعداء.
لا أريد التحدث عن هذا الجانب بالتفصيل، إذ لا يوجد متسع من الوقت، و ربما ليست هذه مناسبة هذا الكلام، لكنني أشير إجمالاً إلى أن أعداءنا كانوا يتصورون أن رحيل الإمام الخميني بداية انهيار هذا النظام المقدس. كانوا يتوهمون أنه إذا رحل الإمام فسوف يخبو هذا المشعل تدريجياً و سوف ينطفئ هذا المصباح شيئاً فشيئاً. لكن مراسم تشييع جثمان الإمام و تلك المشاعر و التحرك الشعبي العظيم في دعم العمل الذي قام به مجلس خبراء القيادة بث في نفوسهم اليأس، فوضعوا مخططاً لمدة عشر سنوات - و هذا تحليلي و لا يعني الإطلاع، إنما هو تحليل تثبته لنا القرائن - و كانوا يتأملون أن يؤتي ثماره بعد عشرة أعوام. و وقعت في عام 78 تلك الأحداث و كان الذي أحبط تلك الأحداث هو الشعب. نزل الشعب في يوم الثالث و العشرين من تير سنة 78 إلى الشوارع و أحبط في يوم واحد مؤامرة الأعداء التي خطط و برمج لها طوال سنوات. و مضت تلك الفترة. و كانت الموجة الثانية مخططاً لمدة عشرة أعوام أيضاً يستمر حتى سنة 88 . و لاح لهم أنهم سيجدون فرصة معينة. و توهموا أنهم مهدوا الأرضيات، و كان لدى الناس مطاليب - الناس المرتبطين بالنظام و الأوفياء له - و ظنوا أن بوسعهم استغلال تلك المطاليب، لذلك وقعت أحداث سنة 88 و اشعلوا الاضطرابات لمدة شهرين أو ثلاثة في طهران - طبعاً في طهران فقط - استطاعوا إشغال القلوب و الأذهان لمدة شهرين أو ثلاثة. و هنا أيضاً نزل الشعب إلى الساحة. بعد أن ظهرت السرائر و البواطن شاهد الناس في يوم القدس ما هو مكنون قلوب هؤلاء، و في يوم عاشوراء أدرك الناس ما هي أعماق مطاليبهم و ما يريدونه، فنزل شعبنا العزيز إلى الساحة و خلقوا ملحمة التاسع من دي. لا في طهران و حسب بل في كل أنحاء البلاد نزل إلى الساحة الملايين من أبناء الشعب في التاسع من دي، ثم نزلوا إلى الساحة بعد مدة وجيزة جداً في الثاني و العشرين من بهمن و أنهوا الفتنة و الشغب. هذه هي ميزة الشعب و قدرته، فسلام على شعب إيران. سلام على شعب إيران المؤمن المناضل الواعي ذي البصيرة. و بتوفيق من الله سيواصل الشعب إن شاء الله هذا الطريق و هذا الخط و هذه الأهداف و هذه العزيمة و الهمّة إلى آخر المطاف.
و لحسن الحظ فقد آتت حركة الشعب العظيمة ثمراتها. بفضل الثقة التي أبداها الشعب بمسؤولي البلاد و ببركة الأمن الذي وفره تواجدُ الشعبِ و مشارکته في كل أرجاء البلاد استطاع المسؤولون تطوير خدماتهم و توسيعها و القيام بأعمال كبيرة، و تم إرساء بنى تحتية عظيمة في البلد و هي الشرط اللازم لتقدم أي بلد. إنها مشاريع البنى التحتية التي يتم إنجازها راهناً الواحد تلو الآخر، و الناس يرون ذلك، و سيشاهدون ثمار ذلك إن شاء الله على المدى القريب و البعيد. بفضل هذا الأمن الذي توفر عن طريق مشاركة الناس و تواجدهم تُحبط مؤامرات الأعداء الأمنية و مؤامراتهم الإعلامية. و بفضل هذا التواجد الشعبي ارتقى التطور العلمي و التقني للبلد إلى مستويات عالية. طبقاً‌ للإحصائيات الدولية - و ليس إحصائياتنا نحن - و طبقاً للحسابات الدولية التي تعلن رسمياً فإن سرعة التقدم العلمي في بلادنا حالياً أكثر من المتوسط العالمي بأحد عشر أو إثني عشر ضعفاً. و هذا ليس بالشيء القليل. هذا ما يقوله معارضونا و يعلنه أعداؤنا. لقد تقدم شبابكم العلماء اليوم في أكثر من عشرة حقول علمية و تقنية مهمة إلى درجة أضحت معها بلادكم ضمن البلدان العشرة الأولى في العالم في هذه الحقول. هذا كله ببركة مشاركة الشعب و تواجده. هذا التواجد و هذه الثقة المتبادلة و هذا الشعور بالمسؤولية العامة أحوال كلما استمرت كلما ازداد تقدم البلاد. هذا هو خط الإمام.
و أذكر عدة نقاط حول قضايا المنطقة. أولاً ما حدث في منطقة شمال أفريقيا و منطقتنا إنما هي أحداث مهمة و تاريخية للغاية. ما حدث في مصر و ما حدث في تونس و هذه الصحوة العظيمة التي قامت في البلدان الإسلامية من الأحداث التي ربما لا تحدث إلا مرة واحدة كل قرنين أو ثلاثة قرون. إنها من الأحداث المهمة‌ و المؤثرة جداً و الصانعة للتاريخ. طبعاً نجح الشعب المصري و نجح الشعب التونسي. و كان انتصار الثورة المصرية خصوصاً انتصاراً متألقاً جداً و عملاً عظيماً جداً. في بلدان أخرى مثل ليبيا و اليمن و الشعب البحريني المظلوم لا تزال عمليات النضال و الكفاح جارية، و لكل حالة حكمها الخاص. هناك أيضاً محكوم على تحركات الشعوب بالانتصار، و قد تكون القضية عالجة أو آجلة لكنها لن تفشل و لن تخفق. حينما يستيقظ الشعب و يشعر بالقوة و الاقتدار فلن يستطيع شيء سد طريقه. طبعاً أعداء الشعوب المسلمة - أي نظام الهيمنة و الشيطان الأكبر أمريكا و الصهيونية الغادرة الحيوانية الطباع - ينشطون و يبذلون جهودهم و يريدون الحيلولة دون أن تشعر الشعوب المسلمة بحلاوة هذه الانتصارات و تصل إلى النصر النهائي بالمعنى الحقيقي للكلمة. لكننا نحن الشعوب المسلمة إذا كنا يقظين و أصغينا لنداء القرآن الكريم الذي يدعونا للصبر و الاستقامة و الثبات و يبث فينا الأمل، و لم نسئ الظن بالله تعالى، و عقدنا الأمل على الوعود الإلهية، و عملنا لها و سعينا فلا شك أن هذه الشعوب سوف تصل للنصر. طبعاً سياسة الدول الغربية في ما يخص ليبيا هي إضعاف هذا البلد و امتصاص دمه و أن تستمر الحرب الداخلية حتى لا يبقى للبلد رمق، كي يأتوا هم بعد ذلك إما بصورة مباشرة‌ أو غير مباشرة ليمسكوا بزمام الأمور في هذا البلد الحساس. بلد ليبيا له أولاً مصادر نفطية ثرة، و ثانياً قريب جداً من أوربا. لذلك فهو مهم جداً بالنسبة للمستكبرين العالميين و أمريكا و البلدان المستكبرة في أوربا الغربية. و لا يريدون التخلي عنه بسهولة إنما یریدون إضعافه. و لو تركوا هذا البلد لحاله لاستطاع الشعب التغلب و لتولت حكومة شعبية‌ إسلامية زمام الأمور، و لكان هذا خطراً بالنسبة لهم. لذلك يريدون الحيلولة دون وقوع ذلك.
و الحال في اليمن شبيهة بذلك. اليمن أيضاً بلد مهم من الناحية العسكرية. مهم من حيث مجاورته لبعض البلدان المرتبطة بأمريكا و من حيث الجغرافيا السياسية. هناك أيضاً لا يريدون للشعب أن ينتصر. سياسة أمريكا و الغرب في هذين البلدين هي أن لا ينتصر الشعب.
و الشعب البحريني يعيش مظلومية مطلقة. هناك أيضاً يريدون الإعلان عن حركة الشعب باعتبارها حركة طائفية مذهبية‌ لمجرد أن الشعب من الشيعة، و الحال أن القضية ليست كذلك. طبعاً الشعب البحريني شيعي و قد كان شيعياً على امتداد التاريخ، الأكثرية فيه شيعية، بيد أن القضية ليست قضية شيعة و سنة. القضية هي أن هذا الشعب مظلوم و محروم من أبسط حقوق المواطنة في بلده و على أرضه. إنه شعب يطالب بحقه، يطالب بحق التصويت و الاقتراع و يقول نريد تمكيننا من التصويت و أن يكون لنا دور في تشكيل الحكومة‌. و هذه ليست جريمة إنما هي حق مشروع. و إذا بالأمريكان الكاذبين المرائين المخادعين الذين يتشدقون بحقوق الإنسان و مزاعم الديمقراطية يتصرفون بتلك الطريقة ضد الشعب البحريني. هم ينكرون الأمر طبعاً، و يقولون لسنا نحن المسؤولين إنما هم السعوديون، لكن السعوديين لم يكن بإمكانهم الدخول إلى البحرين و ارتكاب تلك الأعمال الدامية المريرة من دون ضوء أخضر من أمريكا. لذا فالأمريكان هم المسؤولون.
إذكر بضع نقاط و الوقت قد أدركنا. النقطة الأولى هي أن الميزة الأساسية في التحرك الشعبي في هذه البلدان هي ثلاثة أمور: الأمر الأول هو إسلامية التحرك، و الأمر الثاني مناهضته لأمريكا و الصهيونية، و الأمر الثالث هو طابعه الشعبي. هذه المميزات مشتركة في جميع هذه البلدان. الشعب المصري و هو شعب متميز في العالم العربي و الإسلامي شعب أطلق هذه النهضة و أشعل هذه الثورة في بلده و هي ثورة إسلامية و شعبية و مناهضة لأمريكا و الصهيونية بصراحة. و كذا الحال بالنسبة لباقي البلدان.
موقفنا حيال هذه التحركات الشعبية واضح. إننا نواكب أية حركة إسلامية شعبية مناهضة لأمريكا، و لكن إذا وجدنا حركة تقف وراءها أمريكا و تحرضها الصهيونية فسوف لن نواكبها طبعاً. إننا نواكب التحركات المناهضة لأمريكا و الصهيونية. أما حينما تتدخل أمريكا نفسها و الصهيونية نفسها لتسقط نظاماً معيناً أو لتحتل بلداً معيناً فسوف نقف على الضد من تحرك الأمريكان. لا تستطيع أمريكا أن تفكر و تعمل شيئاً لصالح شعوب هذه المنطقة. كل ما يفعلونه و كل ما فعلوه إلى اليوم كان ضد شعوب هذه المنطقة. هذا هو موقفنا.
النقطة الثانية هي أن على هذه البلدان التي انتصرت و الحمد لله - و خصوصاً مصر و هو بلد كبير و له تراث إسلامي و معنوي و ثقافي ثرّ - أن تحذر من أن يعود من الشباك العدو الذي خرج من الباب. هذه المساعدات التي يقال إن أمريكا قد تمنحها لمصر أو لأ ي بلد آخر هي بحد ذاتها سبب في المشاكل. الأمريكان يكرسون هيمنتهم على البلدان عن طريق هذه المساعدات و الدولارات، و يفرضون توقعاتهم و مطالیبهم، و يعيدون الشعب الذي حقق الحرية إلى قبضة اقتدارهم الظالم من جديد.
على الكل أن يتحلى باليقظة و الحذر. و الشعب المصري يقظ طبعاً. هذه الحركة العظيمة التي قام بها الشعب المصري اعتراضاً على موقف النظام المصري السابق بخصوص فلسطين و غزة و معبر رفح كانت حركة قيّمة جداً و يجب أن تستمر. مصر بلد مؤثر في العالم العربي، لذلك توجّه إليها الذين أرادوا تركيع البلدان العربية أمام الكيان الصهيوني الغاصب، و فرضوا معاهدة كامب ديفيد المخزية. و بعد القبول بمعاهدة كامب ديفيد في مصر استسلمت البلدان العربية الأخرى تدريجياً و خضعت لأمريكا و خرجت القضية الفلسطينية تماماً من دائرة قرار البلدان العربية. يجب أن يحذروا. فالأعداء لهم حساسيتهم تجاه مصر. ذات يوم عاد الغربيون و الاستكبار المطرود بعد فترة جمال عبد الناصر، و ينبغي عدم تكرار هذه التجربة في مصر. الشعب المصري يقظ و واع و نرجو أن يعينهم الله في هذه المجال.
النقطة الأخرى هي أن أعمال القمع هذه لا طائل من ورائها. فالشعوب حينما تستيقظ و تعرف قدراتها سوف تتابع السير في هذا الطريق، و سوف تنتصر إن شاء الله تحركات شعوب المنطقة سواء في البلدان التي تشهد اليوم تحركات معینة، أو البلدان التي توجد فيها هذه التحركات بنحو كامن. الشعوب في هذه البلدان سوف تنتصر و لكن ينبغي الحذر من ممارسات التفرقة التي يقوم بها الأعداء. الأعداء‌ اليوم يسعون لبث الفرقة و الشقاق في مصر و في تونس و في شمال أفريقيا و في باقي البلدان الإسلامية. و لأن إيران قطب التحرك ضد الاستكبار يريدون على وجه الخصوص أن يفصلوا بين إيران الإسلامية‌ و باقي البلدان. يختلقون فواصل قومية و مذهبية. يريدون زرع التفرقة في داخل تلك البلدان نفسها. في مصر اليوم أفراد من هذه الجماعات التكفيرية و الوهابية يحاولون زرع الخلافات بين الناس بذرائع شتى. و ينبغي الحذر و اليقظة حيال هذه المساعي الرامية‌ إلى التفرقة و الشقاق.
و موقفنا إزاء فلسطين أيضاً موقف واضح. نعتقد أن أرض فلسطين و بلد فلسطين كله ملك للفلسطينيين. أخطأ الذين حاولوا محو خارطة فلسطين من الجغرافيا، فمثل هذا الشيء لن يقع، و فلسطين باقية. اغتصبها المغتصبون لعدة عقود لكنها ستعود دون شك للشعب الفلسطيني و لأحضان الإسلام، و هذا ما سيحدث. و الشعب الفلسطيني بدوره يقظ. و فلسطين لا تقبل التجزئة. فلسطين كلها ملك للفلسطينيين. و قد أعلنت الجمهورية الإسلامية منذ سنوات طريق الحل. طريق حل القضية الفلسطينية ليس طرق الحلول التي يريدها الأمريكان و أمثالهم، فهذه الطرق لن تؤدي إلى شيء. الحل هو أن يقام للشعب الفلسطيني استفتاء، و أي نظام يختارونه في الاستفتاء يجب أن يحكم كل فلسطين. ثم يقررون هم كيف يتعاملون مع الصهاينة الذين دخلوا فلسطين من خارجها، فهذا أمر يرجع للنظام الذي يتشكل بأصوات الشعب الفلسطيني.
اللهم انصر الشعوب المسلمة، الشعب المصري، و الشعب التونسي، و الشعب الليبي، و الشعب اليمني، و الشعب البحريني، و الشعب الفلسطيني المظلوم، انصرهم بعنايتك و رعايتك نصراً مؤزراً تاماًً. اللهم ضاعف من بركاتك على الشعب الإيراني العزيز. اللهم اشمل بنعمائك الروح المطهرة لإمامنا الجليل و أرواح الشهداء الطيبة في أعلى مقاماتك. و اشملنا بالأدعية‌ الزاكية لسيدنا بقية الله الإمام المهدي المنتظر (أرواحنا فداه).
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

الهوامش:
1 - مفاتيح الجنان، أعمال الأول من شهر رجب.
2 - سورة المائدة، الآية‌ 8 .