وأضاف سماحته: من خلال الإتكاء إلى النخب الحكيمة ومن خلال إيجاد نسل شاب ونشيط، سوف تتحول إيران إلى دولة متقدمة، قوية، عزيزة ورافعة لعَلَم الحضارة والتمدن الإسلامي الحديث.
واعتبر السيد الخامنئي تقوية اعتقاد "نحن نستطيع" في المجتمع هو السبب الذي يدفعه للتأكيد مراراً على وجوب معرفة قيمة النخب الشابة ودعمها وأضاف سماحته قائلاً: "للأسف في العهد القاجاري والبهلوي، قاموا بحقن جين "عدم القدرة"، "نحن لا نستطيع"، "التبعية" في دماء الناس والشباب وقاموا بإرساء هذا الاعتقاد في المجتمع، الأمر الذي أدى ببلد كبير وغني بالموارد الإنسانية والمادية وذي تاريخ وحضارة قديمين إلى تحويله إلى بلد معلق بذيل الغرب بشكل حقير ومذل"
ورأى الإمام الخامنئي في سنوات الدفاع المقدس تجلياً واضحاً وباعثاً للفخر والاعتزاز "للإيمان بالذات والثقة بالنفس" وأكد سماحته: "على الرغم من كون الحرب حادثة مريرة وصعبة للغاية تسببت بخسارات عديدة، إلا أنها أثبتت للشباب الإيراني أن بإمكانهم من خلال التوكل على الله والاعتماد على قدراتهم وطاقاتهم الداخلية بإمكانهم التغلب على عدو تدعمه كل القوى الكبرى.
أثبتت سنوات الدفاع المقدس للشباب الإيراني أن بإمكانهم من خلال التوكل على الله والاعتماد على قدراتهم وطاقاتهم الداخلية بإمكانهم التغلب على عدو تدعمه كل القوى الكبرى.
وأضاف السيد القائد: "مع أن الثورة الإسلامية عملت على إعادة إحياء روح "نحن نستطيع" في وجه روح "التبعية" وقامت بترويج الثقة بالذات بين أطياف المجتمع، إلا أن الطرف المقابل وبناء على طبيعة الحروب الكبيرة التي نسميها اليوم الحرب الناعمة، يعمل اليوم على إعادة صناعة آفة ثقافة التبعية بأشكال جديدة وبغلاف جذاب"
واعتبر قائد الثورة الإسلامية موضوع "العالمية" والشروط التي اشترطها الأمريكيون والأوروبيون على إيران من أجل الانضمام إلى "الأسرة الدولية" نموذجاً بارزاً لإعادة تصنيع ثقافة التبعية بقوله: "معارضة الانضمام إلى ما يسميه الغرب المجتمع الدولي، لا يعني معارضة العلاقات الخارجية؛ إنما يعني مقاومة الثقافات المفروضة التي تفرضها القوى الكبرى على اقتصاد، سياسة وأمن البلاد "
وأشار الإمام الخامنئي في كلمته إلى أهداف نظام الجمهورية الإسلامية الكبرى بقوله: "يجب أن تتحول الجمهورية الإسلامية إلى دولة متقدمة، قوية، عزيزة، صاحبة كلام جديد، مفعمة بإحساس العزة، ومغمورة بالإيمان والمعنوية ورافعة لعَلَم الحضارة والتمدن الإسلامي الحديث، حيث يعتبر إيلاء الأهمية للنخب ومعرفة قيمة هذه النعمة الإلهية شرطاً أساسياً للوصول إلى هذه الأهداف السامية"
وتطرق قائد الثورة الإسلامية إلى مصائب ومشكلات الإنسانية اليوم والطرق المسدودة التي وصل إليها التفكر المادي والتي جعلت العالم يحتاج كلاماً جديداً في القضايا الإنسانية والقضايا الدولية من خلال قوله: "إن المناظرات الانتخابية في أمريكا والمواضيع التي يتم طرحها بين المرشحَين نموذجٌ بارزٌ وواضحٌ لما يؤدي إليه انعدام الإيمان والمعنوية لدى أصحاب القوة"
وأضاف سماحته: "خلال الأسابيع القادمة، سيكون أحد هذين المرشّحَين الحاليين الذَين تلاحظون تصريحاتهما وما هما عليه رئيس بلد لديه أكبر كمٍّ من القوة والثروة والسلاح النووي وأضخم الوسائل الإعلامية في العالم"
كما أشار الإمام الخامنئي إلى تأكيده المكرر خلال الخمسة عشر عاماً الماضية على أهمية النهضة العلمية والبرمجية بقوله: "لقد أفرزت هذه الحركة ومن خلال عمل وجهد النخب، الأساتذة والطلبة الجامعيين نتائج جيدة، لكنها واجهت بعض العوائق التي يتوجب معرفتها ومعالجتها"
وعدَّ قائد الثورة الإسلامية العوائق التي يضعها الأعداء واحدة من هذه العوائق وقال سماحته: "البعض ينزعج بمجرد أن تتكرر كلمة عدو، لكن هذا التكرار والتحذير، شبيه بتكرار كلمة الشيطان في القرآن الكريم، والذي يهدف إلى إيجاد وعي دائم وهو في الحقيقة "معرفة المؤامرة" وليس "تخيل المؤامرة".
الهدف الأساسي للجمهورية الإسلامية، هو تأسيس مجتمع يتمتع "بالإيمان والمعنوية والرفعة" إلى جانب المعايير العالمية "كالتطور العلمي والقوة والثروة"
واعتبر السيد الخامنئي إيقاف المسيرة العلمية لإيران هدف الأعداء الأساسي وأضاف سماحته: "لو أخفقوا بتحقيق هذا الهدف، سوف يسعون لحرف هذه المسيرة وإن أخفقوا أيضاً، سوف يعملون على تلويث سمعة وتشويه حقيقة هذه المسيرة، لهذا ينبغي علينا جميعاً الحذر من ارتكاب أخطاء قد تساعد الأعداء على تحقيق هذه الأهداف" وتابع سماحته كلامه بقوله: "سرعة التقدم العلمي في إيران وصلت إلى 13 ضعف متوسط سرعة التقدم العلمي في العالم، يجب أن لا تتراجع هذه السرعة أبداً بل يجب أن تزداد."
وخلال كلمته اعتبر الإمام الخامنئي الهدف الأساسي للجمهورية الإسلامية، هو تأسيس مجتمع ودولة يتمتع "بالإيمان والمعنوية والرفعة" إلى جانب المعايير العالمية "كالتطور العلمي والقوة والثروة"، يعمل على انقاذ الإنسانية من الجهل والضلال الحالي من خلال جذب قلوب الشعوب إليه، من دون أي شك أن بإستطاعة شعب إيران العظيم والشباب الأحبة، الأذكياء وأصحاب الدوافع القوية، بإستطاعته تحقيق هذا الهدف المهم.
الإمام الخامنئي مخاطباً المسؤولين الأمريكيين: مع هكذا تصريحات، هل يمكننا الثقة بكم؟
كما أشار الإمام الخامنئي إلى عداء القوى الشيطانية لكل حركة معارضة لهم بقوله: "قبل عدة أيام صرّح أحد المسؤولين الأمريكيين أنّه ما دام دعم إيران للمقاومة مستمرّاً، فلن يكون مؤكداً أن يتم المضي خطوة واحدة تجاه رفع العقوبات وهذا ما قلناه مراراً للمسؤولين"
وخاطب السيد الخامنئي المسؤولين الأمريكيين الذين انتقدوا سوء ظنه بأمريكا قائلاً: "مع هكذا تصريحات، هل يمكننا الثقة بكم؟"
واستذكر السيد الخامنئي كلامه الذي وجهه للمسؤولين في الجمهورية الإسلامية خلال الاجتماعات العامة والخاصة: لقد قلنا مراراً أنّه إن تراجعتم في الملف النووي فسوف يطرحون ملف الصواريخ، فإن تراجعتم مجدّداً سوف يطرحون مسألة دعم المقاومة ثم لو استمرّيتم في التراجع سوف يطرحون قضية حقوق الإنسان، ومن ثم إذا رفضتم معاييرهم سوف يتجهون صوب إلغاء المعايير الدينيّة في الدولة.
حادثة عاشوراء تجسيد حقيقي للصراع بين النور والظلمة، والحرب بين الشرف والدناءة
وبعد إشارته لبيان الاتحاد الأوروبي الأخير الذي تمت الإشارة فيه إلى قدرات وإمكانيات إيران الهائلة، قال الإمام الخامنئي: ما نتحدث حوله فيما يخص إمكانيات تقدم إيران ومواردها الإنسانية والطبيعية، ليس مبالغة ومجرد ادعاء بل هو حقيقة يذعن لها الغربيون.
وتابع سماحته كلامه بقوله: من المحتّم أن الأمريكيين يحاربون "إيران التي تتمتّع بهذا الكم من التطور وحكومة مبنية على الأسس الإسلامية" وإن إدراك وتحليل هذا الأمر من قبل النُّخب الشابّة سيساعدهم في تأدية مسؤولياتهم التاريخية.
وخلال كلمته وصف الإمام الخامنئي حادثة عاشوراء بأنها شمس تأبى الأفول وقال سماحته: إن حادثة عاشوراء تجسيد حقيقي للصراع بين النور والظلمة، والحرب بين الشرف والدناءة حيث استكملت السيدة زينب سلام الله عليها ومعها الإمام السجاد عليه السلام هذه المسيرة.