التقى صباح اليوم (١٦ يناير) قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي بالآلاف من أهالي محافظة أصفهان في حسينية الإمام الخميني (قدس سرّه) وجاء في تصريحات سماحته: لا تعليق لدي حول انتخابات أمريكا. هذا الحزب وذاك الحزب كلاهما لم يصدر منهما غير الشّر.
وحول العداء الذي يكنّه مختلف رؤساء الجمهورية في أمريكا للشعب الإيراني صرّح سماحته: أحدهم فرض العقوبات، أحدهم استهدف طائرة الركاب [الإيرانية] وأحدهم شنّ الهجوم على مصفاة النفط. لا يساورنا أي قلق ونحن مستعدّون لأي حادث محتمل. لقد أعلن البعض الحداد في أرجاء العالم وأظهر البعض الآخر مشاعر السرور والفرح. نحن لا نعلن الحداد ولا نظهر الفرح بل نفكّر بكيفية تخليص البلاد من المشاكل المحتملة؟
أكّد الإمام الخامنئي على أن الجمهورية الإسلامية كانت على الدوام محطّ عداء من كلا الحزبين الأساسيين في هذه البلاد واستكمل حديثه قائلا: إن الحاجة الملحّة والأساسية للبلاد اليوم وخاصة للنخب ومسؤولي البلاد هي امتلاك "البصيرة السياسية وعدم الوقوع في غفلة عن حيَل العدو"، "الحفاظ على الروحيّة والتوجهات الثوريّة"، "المبادرة والعمل في ساحة الإقتصاد المقاوم"، "متابعة مسار التطور العلمي السريع"، "الاتحاد والتلاحم الوطني" و"حفظ التماسك الروحي والداخلي".
كما أشار قائد الثورة خلال اللقاء الذي عقد بمناسبة ذكرى الملحمة البطولية لأهالي اصفهان في تشييع 370 شهيدا من شهداء عمليات محرم في ١٦/١١/١٩٨٢، المطلوب منا الثبات فيما يخص مبادئ وأسس الثورة الاسلامية التي أوضحها وبينها الامام الراحل(رحمه الله) في وصيته.
جدد سماحته توصيته للشباب بضرورة مطالعة خطابات ووصية الامام الخميني (رحمه الله) باعتبارها خارطة طريق لحركة النظام الاسلامي وذكّر قائلا: ذاك الإمام الذي هزّ العالم مجسّد في هذه الخطابات والوصايا ولا يمكن تأويل وتفسير الإمام (قدّس سره) خلافا لما كان عليه.
تابع الإمام الخامنئي: : لقد ظن العدو أن الاقتصاد نقطة ضعف هذا البلد لذلك علينا أن ندعم اقتصادنا المقاوم، وعلى المسؤولين العمل على دعم هذه المسيرة وتجسيدها أمام أعين الناس.
ثم سلّط سماحته الضوء على المشاكل والحقائق التي يعاني منها المجتمع الأمريكي والتي تم طرحها مؤخرا في مناظرات الانتخابات الأمريكية الأخيرة قائلا: لقد قال شخص تم انتخابه كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية في المناظرات الانتخاباتية أن الأموال التي صرفت في الحروب الخارجية خلال السنوات الأخيرة يمكنها اعادة بناء أمريكا مرتين؛ هل يدرك المعجبون بأمريكا والمجذوبون إليها ما يعنيه هذا الكلام؟
وقد أشار سماحته في خطابه إلى الفقر والمشاكل الاجتماعية في المجتمع الامريكي قائلا: لقد صرفت أمريكا في السنوات الأخيرة أموال الشعب في حروب غير مشرفة كانت نتيجتها قتل آلاف المدنيين الأبرياء وخلفت الدمار في: أفغانستان ،العراق،ليبيا،سوريا واليمن.
استكمل الإمام الخامنئي خطابه بالتأكيد على أن الحقائق التي طرحت في المنافسات الانتخابية الأمريكية هي كلام تم طرحه كثيرا خلال السنوات المنصرمة لكن البعض لم يكن يتقبّله وقال: ما تعنيه البصيرة هو أن تعرفوا من يواجهكم وكيف يفكّر وأنّكم إن أغمضتم عيونكم فسوف تتلقّوا الصفعات.
أكّد سماحته أن المتوقّع من النخب السياسية وغير السياسية هو حيازة هكذا بصيرة ثم أضاف قائلا: لحسن الحظ فإن الناس العاديين يحوزون هذه البصيرة لكن الغريب هو أن بعض النخب محرومون من هذه البصيرة وغارقون في الأوهام.
و أخيرا تحدّث قائد الثورة الإسلامية عن مسيرة الأربعين قائلا: هذه المسيرة المليونية بين النجف وكربلاء ما هي إلا حركة الشوق والتوق رغم كل المخاطر الموجودة، وهذه الحركة ستبقى و تستمر وسيبقى هذا الشوق يلوح في قلوب شبابنا وشعبنا، لذا يجب المحافظة على هذه الذخيرة لأنها ضامنة بقاء واستمرارية البلاد.