وخلال اللقاء أشار قائد الثورة الإسلامية إلى أهميّة مشاركة الشعب ودورها الفاعل في دفع مكائد الأعداء وقال سماحته: ما هو ضروري بشكل مستعجل لإدارة مصالح الشعب والحفاظ عليها هو مشاركة الشعب. مشاركة الشعب هي التي تجعل العدو يهاب الجمهورية الإسلامية.
للجمهورية الإسلامية هيبة في عين أعدائها؛ هل مصدر هذه الهيبة أمثالي أنا العبد الحقير؟ أبداً؛ منشؤها الناس والمشاركة الشعبية. منشؤها مشاعر وعواطف النّاس.
وتابع الإمام الخامنئي: أقول كلامي هذا. عليهم أن لا يحرّفوا ما قلته بصراحة ويقولوا أنّ مراد فلاني هو أن مشاركة شعب ما تؤدّي إلى مجيء حكومة، وتلك الحكومة... لا؛ لا يوجد أي تأثير للحكومات.
ثم لفت سماحته قائلاً: هل نسيتم ما حدث في تسعينيّات القرن الماضي؟ حيث قامت إحدى الحكومات الأوروبيّة باتّهام رئيس جمهوريّتنا واستدعائه إلى المحكمة؟ مع أنّنا كنّا نبدي المودّة لتلك الحكومة ونراسلها باستمرار. قامت تلك الحكومة ذاتها باستدعاء رئيس جمهوريّتنا؛ وجّهنا لها صفعة حتّى تراجعت. لم تكن لتتراجع لو لم نوجّه لها تلك الصفعة.
وأكّد قائد الثورة الإسلاميّة: العدو، عدو. لا تهمّه هذه الحكومة وتلك. يضخّ العدو سمومه متى ما أتيح له المجال. لا يراعي أيّاً كان. لا يراعي أيضاً التصريحات الجميلة والمواقف السياسية. ما يحول دون العداء ويمنع العداء هو الخوف من تواجد الشعب. لأن يخشى أن يقف في وجهه بلد بثمانين مليون نسمة، بلد يحتوي على طاقة بشريّة قوية وذكيّة ولديه الملايين من الشباب.
وفيما يخصّ انتخابات رئاسة الجمهوريّة المقبلة قال قائد الثورة الإسلامية: إنّ اعتماد آراء النّاس أساس الجمهورية الإسلاميّة. لقد علّمنا الإسلام اعتماد رأي الناس ولم يكن الأمر على هذا الشكل بأن نلزم الإسلام بالجمهورية. ولو لم تكن الانتخابات لما بقي اليوم أثرٌ للجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة.
وتابع سماحته القول: عليكم أن تشاركوا في الانتخابات إذا ما أردتم أن يستمر شعورنا بالعظمة والاستقرار والأمان. عليكم أن تشاركوا إذا ما أردتم أن يحافظ نظام الجمهورية الإسلامية على شموخه وقوّته أمام عيون الناس -الأعداء والأصدقاء- في أرجاء العالم.
واعتبر الإمام الخامنئي أن المشاركة في الانتخابات حفاظ على قوة وهيبة وأمن البلاد.
كما أكّد سماحته على أنّ المشاركة هامّة بغضّ النظر عن الشّخص المنتخب وقال: ليس مهمّاً من نختار، المهم هو أن يحضر الجميع ويشارك. أن يبدي الشعب جهوزيّته للدفاع عن الإسلام وعن الجمهوريّة الإسلاميّة.
وأضاف قائد الثورة الإسلامية: إنّ أي تقصيرٍ في الانتخابات سيمهّد الأرضية لأن ييأس النّاس وستتضرّر البلاد وأيّ شخص يساهم في هذا الضرر سيكون مسؤولاً في حضرة الله عزّوجل.
واستكمل الإمام الخامنئي حديثه قائلاً: إذا ما استمرّت هذه الهمّة والإرادة في شعبنا بحول وقوّة من الله فسيستحيل أن يرتكب العدو أيّ حماقة.
وفي مضمار آخر من حديث سماحته قال الإمام الخامنئي معلّقاً على الوثيقة التي صدرت عن الأمم المتّحدة مؤخّراً: إنّ وثيقة الأونيسكو ٢٠٣٠ وما شابهها ليست من الأمور التي يمكن أن تقبل بها الجمهورية الإسلامية وتخضع لها. واستنكر سماحته فرض الأمم المتحدة التوقيع على هذه الوثيقة قائلاً: بأي صفة تقوم مجموعة دوليّة تقع تحت سيطرة القوى العالمية بممارسة حقّها في إملاء إرادتها على الشعوب ذات الثقافات المتنوّعة؟
أساس العمل خاطئ. أن نذهب لنوقّع وثيقة ومن ثمّ نأتي لننفّذها دون أدنى اعتراض؛ لا! هذا أمرٌ غير جائز على الإطلاق؛ لقد أعلننا ذلك.
وتابع سماحته: لدي عتاب على المجلس الأعلى للثورة الثقافية. كان عليهم أن يحذروا ويحولوا دون أن ينتهي الأمر بذهابنا واعتراضنا لهذا العمل. هنا الجمهورية الإسلاميّة. الأساس هنا هو الإسلام. الأساس هو القرآن. ليس هنا ذاك المكان الذي يمكن أن يُفرض فيه نمط العيش الغربي الفاسد والمدمّر.
كما تحدّث الإمام الخامنئي حول التربية والتعليم معتبراً أنّ التربية والتعليم تشكّل المبنى الأساسي للعلم والأبحاث في البلاد وأكّد سماحته على ضرورة إيلاء المسؤولين الأهميّة وبشكل جدّي لتنفيذ وثيقة التحوّل في التربية والتعليم، وأضاف: مسؤولية وزارة التربية والتعليم هي تربية جيل "مؤمن، وفي، قادرٌ على تحمّل المسؤولية، لديه ثقة بالنفس، مبدع، صادق، شجاع، صاحب حياء، صاحب فكر ومعرفة، عاشق للشعب والنظام والبلاد ويسعى لتأمين مصالح البلاد".
وخلال حديثه أشار قائد الثورة الإسلامية إلى آية الله الشهيد مرتضى مطهّري واعتبر أن المعلّم الشهيد كان أستاذاً حقيقيّاً في القول، الفعل ونمط العيش وأضاف سماحته: لقد سلبنا أعداء البشرية والبلاد والإسلام إيّاه لكن كتب ذلك العظيم لا زالت تربّي العقول وتسوقها نحو المعارف الإسلامية ويجب أن يستفاد من هذه الكتب القيّمة استفادة قصوى.
وتابع سماحته: قوّة، قيمة وماء وجه البلاد، كلّ هذه الأمور مرهونة بالطاقة البشرية أكثر من أيّ شيء آخر والمعلّمون هم صنّاع أجيال المستقبل وصنّاع الطاقة البشريّة.
وأكّد قائد الثورة الإسلامية على ضرورة تكريم المعلم ومعرفة قدره في المجتمع قائلاً: صرف الموازنات على الأساتذة والمعلمين من جملة وظائف المسؤولين لأنّ صرف موازنة للمعلمين هو استثمار كما قلتُ مراراً.
وأشار سماحته إلى دور المعلّم البارز في ترويج الأخلاق والخصال الحسنة لدى التلاميذ قائلاً: المعلم الصبور، المتديّن والرّزين، يستطيع أن ينقل هذه الصفات لتلامذته من خلال تصرفاته.
وأضاف الإمام الخامنئي متحدّثاً عن التربية والتعليم: إذا كان مسار التربية والتعليم مطابقاً للبرامج والسياسات السليمة فإنّ البلاد ستغدو غنيّةً من حيث العلم والأبحاث لكن في حال أُهملت التربية والتعليم فإن البنية التحتية ستتضرّر ولن يكون من الممكن حساب كمية الأضرار الناجمة عن هذا الأمر.
وحذّر الإمام الخامنئي من الحراك الذي يسعى للقضاء على مكانة وقيمة وزارة التربية والتعليم وسلب الثقة من هذا الجهاز البالغ الأهميّة وتابع سماحته القول: تتمّ إدارة هذا الحراك من خارج البلاد وإنّ السبيل الوحيد لمواجهته هو إزالة نقاط الضعف الموجودة في التربية والتعليم وسدّ الطريق أمام أي تغلغل واختراق.
وختم قائد الثورة حديثه بالإشارة إلى شهر شعبان وضرورة استغلال فرصة النصف من شعبان في المناجاة والتقرّب إلى الله قائلاً: شهر شعبان هو شهر التوسّل والدعاء وهو مقدّمةٌ للدخول إلى شهر رمضان المبارك وقد تمّ تبيين سبل السعادة والهداية في الأدعية الواردة في هذا الشهر.