وخلال اللقاء أشار القائد العام للقوات المسلّحة إلى أهميّة قضيّة الانتخابات والتأثير الإيجابي أو السلبي الذي أن تتركه قائلاً: الانتخابات هي إحدى المجالات التي يُمكن أن تكون مدعاة رفعة وعزّة ويمكن لها أيضاً أن تكون مدعاة ضعف ووهن وسبباً لخلق المشاكل.
وتابع الإمام الخامنئي: إذا ما شارك النّاس وراعوا الأخلاق والموازين الإسلامية وعملوا بالقانون خلال مشاركتهم فسيكون هذا الأمر السبب في عزّة الجمهورية الإسلامية. لكنّهم في حال خرقوا القانون وابتعدوا عن الأخلاق وجعلوا العدوّ يزداد أملاً بهم من خلال أقاويلهم فإنّ الانتخابات ستعود علينا بالسّوء والضرر.
ولفت الإمام الخامنئي إلى ما يسعى إليه العدو قائلاً: هدف العدو القصير الأمد هو الإخلال بالأمن وإثارة الشّغب واختلاق الفتن في البلاد؛ الهدف هو القضاء على مفخرة الجمهورية الإسلاميّة العظيمة هذه.
وتابع سماحته في هذا المضمار حديثه قائلاً: نحن نعيش في ظلّ منطقة مشحونة بالاضطرابات وعالم مليء بالتشنّجات ومع ذلك تمكنّا من الحفاظ على بيئة هادئة، يريدون سلب الشعب هذا الأمن. إذا ما كنّا متأهّبين لمواجهة قضية الإخلال بالأمن واختلاق الفتن هذه فسوف نتمكّن بكلّ تأكيد من إحباطها.
وفي معرض حديثه عن العدو تابع الإمام الخامنئي قائلاً: هدف العدو المتوسّط المدى هو استهداف قضية اقتصاد ومعيشة النّاس؛ أن لا يتحرّك الإقتصاد ويبقى عالقاً في المعوّقات، أن تبقى نسبة العمل والإنتاج متدنّية في البلاد وأن تتفشّى قضيّة البطالة في أنحاء البلاد وتكون بمثابة البلاء حتّى يفقد النّاس الأمل بالجمهوريّة الإسلامية بسبب المشاكل المعيشيّة.
وتابع قائد الثورة الإسلامية: هدف العدو الطويل الأمد هو "تغيير أساس النظام الإسلامي". كانوا يتحدّثون بصراحة في إحدى الفترات عن وجوب زوال الجمهوريّة الإسلاميّة؛ ثم تبيّن لهم عدم قدرتهم على ذلك وأنّ الأمر لن يكون بصالحهم، جاؤوا وعدّلوا كلامهم هذا وبدأوا يتحدّثون عن تغيير سلوك الجمهوريّة الإسلامية. حينها توجّهت للمسؤولين بالقول، إحذروا فإنّ "تغيير السّلوك" لا يختلف بتاتاً عن "تغيير النّظام".
وأوضح سماحته: تغيير السّلوك يعني أنّنا كنّا نسير في مسار الإسلام والثورة ونهج الإمام الخميني، ثمّ نبدأ بالانحراف رويداً رويداً حتّى نصير في الجبهة المقابلة. تغيير سلوك النظام يعني إزالة النظام الإسلامي.
واستكمل الإمام الخامنئي حديثه عن الانتخابات قائلاً: لسنا حديثي العهد في قضيّة الانتخابات، لقد مرّ ٣٨ عاماً ونحن نتعامل مع الانتخابات.لدينا خبرة في هذا الشأن، نعلم من يتدخّل في شؤون الانتخابات وأي بيئة فكرية يمكن أن تكون لديهم وأي نوع من العداء يكنّون وأيّ وساوس تجتاحهم.
وتوجّه قائد الثورة الإسلامية إلى المرشّحين في الدورة الثانية عشر لانتخابات رئاسة الجمهوريّة موصياً إياهم بمراعاة هذه النّقاط في الوعود التي يتقدّمون بها قائلاً: بداية يجب أن يتم الالتفات إلى "القضايا الاقتصادية" بشكل جدّي وحاسم أن يعدوا النّاس بشكل جدّي وحاسم بأنّهم سيسعون من أجل النهوض باقتصاد البلاد حيث تقع معيشة النّاس في الدّرجة الأولى من الأهميّة.
وتابع سماحته: النقطة الثانية التي يجب أن تبرز في الوعود والتصريحات هي قضيّة "العزّة الوطنيّة واستقلال الشّعب الإيراني"؛ الشّعب الإيراني شعبٌ ثوري؛ يجب الحفاظ على عزّة الشعب.
وأضاف سماحته: النقطة الثالثة هي "الأمن الوطني والاستقرار الوطني"؛ فليسعوا لعدم إثارة النّعرات العقائديّة، الجغرافيّة، اللغويّة والقوميّة؛ فليحذروا؛ فليحذر المرشّحون إثارة هذه النّعرات لصالح العدو نتيجة الخطأ في تشخيص الأمور.
وشدّد الإمام الخامنئي على أهميّة قضيّة الأمن في الانتخابات قائلاً: قضيّة الأمن والاستقرار تقع على درجةٍ عالية من الأهميّة. يجب على المسؤولين -القوّة القضائيّة، قوى الأمن، وزارة الداخليّة وسائر المسؤولين- أن يواظبوا على حفظ الأمن.
وتابع سماحته: إنّ كلّ من يسعى للإخلال بأمن البلاد سيواجه حتماً ردّة فعل قاسية.
ثمّ توجّه الإمام الخامنئي إلى الأعداء المتربّصين بأمن البلاد قائلاً: ذلك الصهيوني الأمريكي المتموّل الخبيث الذي قال بأنّه تمكّن من زعزعة أمن جورجيا بمبلغ ١٠ ملايين دولار ظنّ في العام ٢٠٠٩ بحماقة أنّه قادر على التأثير على الجمهورية الإسلامية التي هي بهذه العظمة؛ اصطدموا بحائط الإرادة والعزم الوطني الصّلب؛ لا يختلف الأمر اليوم.
وشدّد سماحته مرّة أخرى: أمن البلاد في غاية الأهميّة؛ يجب أن يتمّ توفير أمن البلاد بشكل كامل خلال الانتخابات. فليعلم أي شخصٍ يتخطّى هذا المسار أنّه سيتلقّى صفعةً قاسية.
وفي مضمارٍ آخر من حديثه أشار القائد العام للقوات المسلّحة إلى "القوة العسكريّة" على أنّها من مقوّمات القوّة والاقتدار ولفت قائلاً: تُثار إشاعات ضخمة حول قوة الجمهوريّة الإسلاميّة الصاروخيّة وهذا منبعه الحقد والغضب الذي يعتمر قلوبهم من وجود عامل القوّة هذا.
وأكّد سماحته: لدينا الصواريخ وصواريخنا دقيقة للغاية ويمكنها ضرب الأهداف التي تَبعد آلاف الكيلومترات وإصابتها بمنتهى الدّقة ، سنحافظ على هذه القوّة وسنضاعفها بكلّ ما استطعنا من قوّة.
وأضاف قائد الثورة الإسلامية: حرس الثورة الإسلامية عامل من عوامل قوّة البلاد حيث أنّ علامات الغضب والحقد عليه واضحة في الدعايات الدوليّة وتصريحات سياسيي الاستكبار.
واعتبر سماحته أن "العلم والتقدّم العلمي" أيضاً من عوامل قوّة البلاد وقال: لهذا السبب قاموا بإرسال عملائهم واغتالوا علمائنا النوويين، لأنهم غاضبون من نسبة التطوّر العلمي في إيران.
واستكمل الإمام الخامنئي خطابه بالقول: "إيمان، حياء وأخلاق الشباب" وكذلك "روحيّة الجهاد والمقاومة لدى الشّعب" من عوامل القوّة أيضاً ولذلك يتم تلفيق تهمة "الخشونة والتشدّد" لروحيّة المقاومة والجهاد، وللأسف فإنّ البعض يردّد هذه الأدبيّات الاستعماريّة في الداخل.
وأشار سماحته إلى عامل آخر من عوامل القوّة قائلاً: إنّ "المؤسسات التي تصون الأمن" من ضمنها "القوات المسلّحة" هي أيضاً من عوامل القوّة وإن توفّر الأمن من القضايا التي تهمّ أي بلد أكثر من أيّ شيء آخر لأنّه في حال انعدم الأمن فلن يكون هناك أي تطوّر علمي واقتصادي.
وبعد الانتهاء من تعداد عوامل القوّة شرح قائد الثورة الإسلامية موضوع "دولة المقاومة" قائلاً: الجمهورية الإسلامية الإيرانية اليوم هي دولة مقاومة ودولة المقاومة تعني عدم الانصياع لأي تجبّر والثبات في موقع القوّة.
وأكّد سماحته على أنّ دولة المقاومة مختلفة عن عنصر أو مؤسسة المقاومة في البلد الفلاني ولا تقبل أي مقارنة معها ثمّ قال: دولة المقاومة تحتوي على سياسة، اقتصاد، قوى مسلّحة، تحرّك دولي ودائرة نفوذ واسعة.
وتابع سماحته الشّرح بأن دولة المقاومة تقع دائماً في دائرة عداء السّاعين وراء السلطة والقوّة ومعهم عبيدهم ثم قال: دولة المقاومة لا تسعى وراء السلطة والإيقاع بالبلدان الأخرى ولا تقف في موضع دفاعي أو انفعالي.
وأوضح الإمام الخامنئي: يُخيّل للبعض أنّنا ومن أجل أن ندفع تهمة السّعي وراء السلطة والقوّة الدوليّة والإقليميّة نلجأ لاتخاذ موضع دفاعي بيد أنّ هذا النوع من التفكير تفكيرٌ خاطئ.
ثم أشار سماحته إلى آيات من القرآن الكريم وأوضح قائلاً: الموضع الذي تتّخذه دولة المقاومة هو موضع "القوّة الرّادعة" و "قوّة الرّدع" والجمهورية الإسلاميّة ستواصل كما في السّابق سيرها في مسار "القوّة الرادعة" بالاعتماد على همّتها وسَعيها وإبداعها وقدراتها.
وأوضح القائد العام للقوات المسلّحة أنّ الهدف من سياسة "قوّة ردع النّظام الإسلامي" هي دفع فكرة التعدّي على إيران التي تراود الجبابرة الدوليين وأكّد سماحته: فليعلم الأعداء أنّه في حال فكّروا في الاعتداء على إيران فإنّهم سيواجهون ردّة فعل قاسية لأنّه كما ذكرتُ في السابق، لقد ولّى زمن "إضرب واهرب" حيث أنّ بداية الحرب قد تكون بأيديهم لكنّ نهايتها ستخرج عن سيطرتهم.