وفيما يلي النص الكامل للكلمة التي ألقاها قائد الثورة الإسلامية خلال هذا اللقاء:

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين وعلى آله الأطيبين الأطهرين المنتجبين، سيما بقية الله في الأرضين. 

كانت جلسة جيدة جداً. مجموعة الآراء التي طرحها الإخوة والأخوات الأعزاء من الطلبة الجامعيين - أبنائي الأعزاء - هنا كانت آراء ممتازة وراقية. نعم، قد لا تمثل كل كلام طلاب الجامعات وما يدور في خلد وأذهان عموم الطلبة الجامعيين في البلاد - وهذا طبيعي كما أشار هذا الشاب العزيز، فهذا مما أتفهمه وأتقبله تماماً، ما قيل هو جزء مما يدور في خلد وأذهان عموم الطلبة الجامعيين في البلاد وليس كله، هذا صحيح - لكن ما قيل كان جدّ متين ورصين ومدروس ودقيق، وقد انتفعت منه حقاً. قد لا أوافق بعض الآراء والأفكار التي طرحت في بعض كلمات المتحدثين، ولكن لا يتسنى إنكار رصانة الفكرة ومتانة الطرح وقدرة الذهن الذي صاغ هذه الأفكار. لقد تحدث الإخوة والأخوات، سواء الأختان العزيزتان من الطلبة الجامعيين أو الإخوة الذين ألقوا كلماتهم، تحدثوا بشكل مناسب جداً. حالات القلق التي تساورهم ونظراتهم للمجالات المختلفة من قضايا الجامعات، حالات قلق في محلها. لقد سجلتُها هنا على نحو الاختصار، وقد سُجلتْ تفاصيل الكلمات بكاملها وسوف تُدون وقد أقرؤها - قد أقرأ الكلمات ثانية، إما كلها أو خلاصة لها، وسوف استفيد من الجوانب التي يمكنني الاستفادة منها - لكنني أعتقد أن المسؤولين المحترمين الحاضرين في الجلسة هذه، سواء من وزارة العلوم والتعليم العالي، أو من جامعة آزاد (جامعة آزاد الإسلامية)، أو من باقي القطاعات والأقسام الخاصة بالطلبة الجامعيين، يجب أن يستفيدوا من هؤلاء الشباب ومن هذه الأفكار ومن هذه الذهنيات. لقد كان مستوى الكلمات عالياً، وفهم الأمور والأفكار قوياً وصحيحاً، وإن الإنسان ليشعر بالاعتزاز لذلك. 
هذا الاجتماع مستمر منذ سنين - ولا أدري منذ كم سنة، لكنه قديم جداً، ولدينا في كل سنة اجتماعنا مع الطلبة الجامعيين في شهر رمضان، ربما منذ عشرين سنة أو أكثر أو أقل، لا أتذكر على وجه التحديد - وأشعر بوضوح أن مستوى أفكار الجماعات الطلابية قد تطور وارتفع، وهذا هو ما نتوقعه ونرنو إليه، وهو ما نحتاجه. طبعاً هم شباب ولهم توقعاتهم وتطلعاتهم، والكثير من هذه التوقعات لا تتحقق، لذلك فهم يعتبون ويلومون. هذا شيء يُحفظ في مكانه، بيد أن هذه الأفكار وهذه الكلمات تترك تأثيراتها. لا يتصور البعض أن هذا كان مجرد كلام قلناه وانتهى، لا، هذه الكلمات تترك تأثيراتها تماماً في مستقبل جامعات البلاد، وفي عموم البلاد، وفي ذهنية وأفكار عموم أبناء الشعب، وهي على جانب كبير من الأهمية. وقد سجلتُ بعض الملاحظات لأطرحها، وكلامنا تقريباً تكملة لكلمات هؤلاء الأعزاء. 
سوف أطرح نقاطاً حول الطلبة الجامعيين والجامعات تتعلق بنظرتنا للجامعات وطلابها وتوقعاتنا من الجامعات والطلبة الجامعيين. هذا جانب سوف أتحدث عنه، وهناك جانب آخر يتعلق بالتنظيمات الطلابية في الجامعات، لأن الأصدقاء الذين تحدثوا هنا كانوا ممثلي تنظيماتهم الطلابية الجامعية لذلك سيكون لي كلامي حول التنظيمات الطلابية. ولأقدم مقدمة. 
ثمة في أدبياتنا السياسية كلمة أساسية مهمة هي «نظام الهيمنة». هذه الكلمة الأساسية عظيمة المحتوى والمعاني. ما معنى نظام الهيمنة؟ نريد أن تكون لنا مراجعتنا السريعة للماضي وللجذور إلى أن نصل إلى وضعنا الحالي اليوم. نظام الهيمنة معناه نظام ذو قطبين بين بلدان العالم. استقطاب ثنائي واضح ومتفاقم بين البلدان، هذا هو نظام الهيمنة. أحد القطبين هو القطب المهيمن، والقطب الثاني هو القطب الخاضع للهيمنة. هذا هو نظام القطبين. وأشرتُ إلى أن هناك الكثير من الكلام والتفاصيل في إطار هذه المفردة الأساسية. وقد تحدثت ببعض النقاط والآراء خلال هذه الأعوام، لكنكم أيها الطلبة الجامعيين عندما تجلسون وتجتمعون في اجتماعات فكرية وتحليلية تستطيعون أن تجدوا كلاماً وآراء أكثر وأفضل فيما يتعلق بهذه المفردة الأساسية. على كل حال تكونت في العالم فئتان من البلدان - ويعود هذا إلى منذ قرنين أو ثلاثة قرون سابقة فصاعداً - هما البلدان المهيمنة والبلدان الخاضعة للهيمنة. البلدان المهيمنة هي في الأعم الأغلب بلدان أوربية. وهناك أسباب تشرح كيف ولماذا تحولت هذه البلدان إلى بلدان مهيمنة، وما هي الخصوصية التي توفرت فأفضت إلى هذه النتيجة. هل كان لهم امتياز معين من حيث الخلقة مثلاً؟ هل كان لهم تفوقهم من الناحية الذهنية؟ أم لا، تتفاعل وتظهر عوامل فتسبب رجحان جزء من العالم أو بلد من بلدان العالم على الآخرين. هناك أسباب بالتالي ولا نريد الخوض في تلك الأسباب الآن، لأن نقاشنا ليس حول الأسباب. هذا شيء حصل وحدث على كل حال: بلدان مهيمنة وبلدان تحت الهيمنة. 
حسناً، انبثقت ثنائيات معينة منها ثنائية التقدم والمراوحة؛ بمعنى أن البلدان المهيمنة شهدت تطوراً مطرداً بسرعة متصاعدة على نحو مستمر - أي إن سرعة تطورهم هي الأخرى في تزايد وتصاعد مستمر - أما البلدان الخاضعة للهيمنة فتوقفت وتراجعت. ثمة نقطة مهمة تكمن في هذا الشيء. لا يتصور أن البلدان الخاضعة للهيمنة، أي البلدان الآسيوية أو الإفريقية أو بعض بلدان أمريكا اللاتينية وهي البلدان الخاضعة للهيمنة، كانت هكذا منذ البداية من دون علم ولا ثقافة ولا حضارة. لا، ليس الأمر كذلك. لاحظوا كتاب «لمحات من تاريخ العالم» لنهرو (2). يشرح نهرو أن بريطانيا عندما دخلت الهند كانت الهند تتمتع بحركة صناعية، صناعة متطورة في مقاييس ذلك الزمن. هذا ما يذكره نهرو في كتابه «لمحات من تاريخ العالم». أي كان لها في ذلك الحين نتاجات صناعية متطورة. وكذا الحال بالنسبة لبلدان أخرى. عندما دخل البريطانيون الهند حالوا دون هذه الحركة الصناعية ومنعوها. أي فعلوا ما من شأنه أن تتوقف الصناعة المحلية في الهند تماماً وتتراجع إلى الوراء ليحتاجوا إلى الصناعات المستوردة والمنتجات الإنجليزية. بل لقد خططوا وبرمجوا لذلك. وقد حدث هذا في كل مكان. حدث في إيران أيضاً. طبعاً الفرق ما بين إيران والهند وبعض المناطق الأخرى هو أن إيران لم تستعمر بشكل رسمي، بل كان هناك نفوذ ولم يكن هناك استعمار، أما في الهند فقد كان هناك استعمار رسمي. ثنائية التقدم والمراوحة. 
وهناك ثنائية الإبداع والتقليد، بمعنى أن البلدان المهيمنة تطلق كل يوم إبداعاً جديداً في الحياة وفي العلم وفي الإمكانيات الحياتية، بينما البلدان الخاضعة للهيمنة لا تبدع أيّ شيء ولا تبدي من نفسها أي ابتكار، أو لا يُسمح لها بمثل هذا الشيء، بل بقيت تقلد وتقلد، وقد أبدع أولئك باستمرار وبقي هؤلاء ينظرون ويقلدون. 
وهناك ثنائية الاستقلال والتبعية، الاستقلال السياسي والتبعية. بلد صغير مثل بريطانيا كان مستقلاً، وبحر عظيم مثل شبه القارة الهندية - والتي تشمل الهند وباكستان وبنغلادش لاحقاً - كانت خاضعة لنفوذ بريطانيا وتابعة سياسياً لها. أو بلد مثل إيران بتلك السوابق الثقافية كان تابعاً من الناحية السياسية، سواء في أواخر العهد القاجاري أو في العهد البهلوي. تابعاً لمن؟ تابعاً لبلد صغير مثل بريطانيا. تكونت ثنائية من هذا القبيل، الاستقلال السياسي والتبعية السياسية. 
الثقة بالنفس والانفعال. هذه أيضاً ثنائية أخرى من الثنائيات التي تبلورت. كان للبلدان المهيمنة ثقتها بنفسها، فهي تتكلم وتتوقع وتعتبر العالم ملكها، أما هذه المجموعة الخاضعة للهيمنة، والتي كانت من الناحية الكمية أكبر من البلدان المهيمنة بكثير، فابتليت بالانفعال والهزيمة النفسية والضعف النفسي. 
وهناك تصدير الرؤية الكونية والإيديولوجيا والثقافة والعادات والتقاليد. من لوازم وتبعات هذا النظام الذي يسمّى نظام الهيمنة هو أن تنقل تلك البلدان التي تمتاز بالإبداعات والتقدم والثقة بالنفس عاداتها وتقاليدها وإيديولوجيتها إلى البلدان الخاضعة للهيمنة، وأن تتقبل البلدان الخاضعة للهيمنة تلك العادات والتقاليد والإيديولوجيا من مُصدّريها على شكل كتب وبحوث وغير ذلك من المنتجات، ولكل واحدة من هذه شواهدها التاريخية الواضحة البيّنة. وإذا كنتم من أهل المطالعة والقراءة وتابعتم هذه القضية فستجدوها واضحة تماماً. وهناك بالإضافة إلى كل هذا البرمجة والتخطيط لاستمرار هذه الحالة. أي إن تلك البلدان المهيمنة المسيطرة خططت تخطيطاً علميا دقيقاً من أجل استمرار هذه الحالة، أي من أجل أن تكون هذه الحالة أبدية ولا تتغير. تكونت في العالم مثل هذه الحالة. هذا هو واقع العالم خلال القرنين أو القرون الثلاثة الأخيرة. 
وبالطبع وقعت في هذه الغمرة أحداث واستطاعت بعض البلدان أن تنتشل نفسها من هذا المستنقع؛ طبعاً ليس بشكل كامل، ولكن بشكل جزئي. افترضوا مثلاً بلدٌ (مثل) الولايات المتحدة الأمريكية الذي كان تحت هيمنة بريطانيا وتحت الاستعمار البريطاني، استطاع أن ينقذ نفسه من النواحي السياسية والاقتصادية، أما من الناحية الثقافية فلا. كان من الناحية الثقافية خاضعاً تمام الخضوع لتأثيرات أوروبا ومنفعلاً إزائها، واستمر على هذه الحال إلى يومنا هذا. أو بلد مثل الهند استطاع من الناحية السياسية أن ينقذ نفسه، واستطاع من الناحية الاقتصادية أن ينتشل نفسه إلى حدّ كبير، ولكنه لم يستطع ذلك من الناحية الثقافية. لم يستطع أن يخلص نفسه ويحررها من الناحية الثقافية، وثمة تفاصيل وأمور في هذا الشأن. شاهدتُ في وسط ساحة في إحدى مدن الهند تمثالاً، فسألتُ: تمثال من هذا؟ قالوا إنه تمثال القائد البريطاني الذي كان يحكم هذه المدينة. أعوذ بالله. تنصبون هنا تمثال ظالم كافحتم سنين طويلة لطرده وطردتموهم؟ كان تمثاله منصوباً هناك، وربما هو موجود الآن أيضاً، في إحدى المحافظات الجنوبية من الهند. وقد شاهدتُ ما يشبه ذلك في إفريقيا أيضاً. في أحد البلدان الإفريقية، وسط غابة سياحية مهمة - وكانت من الغابات التي أخذونا لمشاهدتها - شاهدت هناك أيضاً تمثالاً، فسألت: تمثال من هذا؟ فقالوا إن هذا هو الحاكم البريطاني مثلاً الذي كان يحكم هذا البلد، وقد كان اسمه موجوداً هناك، والغابة أيضاً كانت باسمه. أي إنهم لم يستطيعوا إنقاذ أنفسهم. هذا هو وضع العالم. 
حسناً، ثورتنا والجمهورية الإسلامية تصدت لمثل هذا الوضع واستطاعت أن تنقذ إيران من هذا المستنقع، فانتشلتها بشكل كامل. وهذا هو المهم. لا تقولوا: «كيف تقول بشكل كامل؟! فلا تزال الكثير من العناصر الثقافية الغربية تسود بلادنا»، نعم، لكن هذه مخالفات وحالات خروج عن الخط العام. وضعت الثورة نفسها رسمياً في مقابل الغرب من الناحية الإيديولوجية، ومن حيث الأفكار، ومن حيث الثقافة، ومن الناحية الاقتصادية، ومن حيث السياسة، ومن حيث كل الشؤون الإدارية في البلاد. وقد كان هذا هو معنى «لا شرقية لا غربية» الذي جعله الإمام الخميني شعاراً للجمهورية الإسلامية. لا تتأثر بنظام الهيمنة أي تأثر. طبعاً نعم، الحالة أشبه بقانون يُسَنُّ ويشرع، ولكن قد يخالف أحدهم ذلك القانون في مكان ما. هذا شيء، وأنْ لا تكون هذه الحالة قانوناً بل يكون عكسها هو القانون شيء آخر. في الجمهورية الإسلامية تحول هذا النهج إلى قانون، تحول التخلص والخروج عن كل تلك الأمور التي تفرض في نظام الهيمنة على بلد خاضع للهيمنة وتحت الهيمنة، تحول إلى قانون قطعي يقيني. 
واستطاعت الجمهورية الإسلامية أن تقاوم وتصمد. لقد استخدموا كل الأدوات والأساليب ضد الجمهورية الإسلامية. وعلى حد تعبير هؤلاء الأصدقاء والشباب الأعزاء - الذين تحدثوا عن حادثة اليوم (3) وقد أجادوا الحديث حقاً - يشاهِد جيلُ اليوم وشبابُ طهران اليوم ما هو الإرهاب، وما هي التحركات والأعمال الإرهابية، وكيف يمكن لشخصين أو ثلاثة أو خمسة أن يُقتلوا وهم أبرياء في حادثة، ومن هم الذين يهاجمون. لقد كان هذا الوضع سائداً ومستمراً لسنتين أو ثلاث سنين في البلاد بصورة واسعة وفي كل مكان. لقد استخدموا هذه الوسيلة، واستخدموا أسلوب الحرب، واستخدموا وسيلة الانقلاب، واستخدموا أداة الإعلام، واستخدموا أسلوب الحظر، استخدموا كل هذه الوسائل والأساليب ضد هذا النظام وضد هذه الثورة وضد هذه الحركة العظيمة، لكنهم لم ينجحوا، ونجحت الثورة وتقدمت إلى الأمام وفرضت نفسها على أوضاع العالم، وأوجدت النظام الإسلامي. 
البعض يتمتمون: إن النظام غير كفوء. لماذا؟ لأن الوزارة الفلانية أساءت العمل. لا، لو كان النظام غير كفوء لكانوا قد ابتلعوه عشر مرات لحد الآن، ولزال من الوجود. أكبر دليل على كفاءة هذا النظام نفس وجود هذا النظام وبقائه. أن يقف نظام ويقول كلمته بصراحة ولا يعير انتباهاً لأحد ويعلن موقفه الحاسم بصراحة على العالم، على الرغم من علمنا بحالات العداء، لا أننا غافلون عن حالات العداء، لا، أركان النظام ومجاميع الشعب والحكومة في النظام تعلم بحالات العداء والتآمر، ومع ذلك يبقي هذا النظام واقفاً، فهذه قضية على جانب كبير من الأهمية، وهي حادثة عجيبة جداً. أكبر علامة على كفاءة النظام هي أنه استطاع أن يحافظ على نفسه في هذا الاتجاه. هذا ما عدا حالات التقدم الكثيرة التي أشار لها بعض الإخوة. وهذه بالذات إحدى توصياتي. لا ينسى الشاب المتدين الثوري الحزب اللهي مكتسبات النظام الإسلامي. ومكتسبات النظام الإسلامي ليست واحدة أو اثنتين، بل هي بالآلاف. وقد أشاروا الآن مثلاً إلى أن البلاد كانت تستعين بالأطباء الهنود والفلبينيين، ويوجد لدينا اليوم أرقى الاختصاصات وأفضل المتخصصين وأبرزهم. هذه زاوية واحدة من المجالات والجوانب، وهناك العشرات والمئات من هذا القبيل من النجاحات، وهي جديرة بالاهتمام والتدقيق. 
على كل حال، استطاعت هذه الثورة أن تمنحنا الهوية والمبادئ، وهذا هو المهم. لقد اكتسبنا هوية، وأدركنا من نحن، وعلمنا أننا لسنا مغلوبين ومهضومين في هاضمة السياسة العالمية ونظام الهيمنة، بل نحن نحن أنفسنا ولسنا شيئاً آخر، ولنا هويتنا ومبادئنا. لقد منحتنا الثورة المبادئ والمُثل، مبادئ كثيرة سوف أشير لها. 
حسناً، تحطمت هذه الدائرة المعيبة والطوق الخاطئ، لذلك سوف ينطلق كفاحٌ ونضالٌ بصورة طبيعية حتمية عندما يحصل مثل هذا الوضع. طيب، من هم الطرف المقابل؟ لقد قلتُ في ذلك اليوم عند مرقد الإمام الخميني (4) إنهم الحكومات القوية، والقوى القديرة، والتيارات الكبيرة التأثير، التيارات السياسية التي تأتي وتذهب في الوقت الراهن بالحكومات في بلدان أوربا، بل وفي أمريكا أيضاً. يأتون بحكومات ويسقطون حكومات. كل هذه التيارات اصطفت مقابل نظام الجمهورية الإسلامية واختبرت قدراتها ووجهت ضرباتها، وبدأت معركة وكفاح صلد، ونصف صلد، وناعم. حالات نضال صلدة، وأخرى نصف صلدة، وأخرى ناعمة. والجامعات إحدى ساحات هذا الكفاح. 
دخل الطالب الجامعي ساحة هذا الكفاح بشكل تلقائي وطبيعي منذ اليوم الأول. كان الطلبة الجامعيون يكافحون ويعملون منذ زمن الكفاح قبل انتصار الثورة، وعندما تأسس هذا النظام وانتصرت الثورة بقيت الجامعات في ساحة النضال. لقد جذب الكفاح إليه الكثيرين، بيد أن من أهم المراكز التي نزلت إلى ساحة الكفاح هي الجامعات والطلبة الجامعيين. كان العدو يركز في ذلك الحين على الجامعة والطالب الجامعي وقد سيطر عليهما في بداية الثورة. أي إن العدو ركب الجامعات. الكثيرون منكم ربما لم يكونوا قد ولدوا بعد في ذلك الحين، ولم تكونوا طلبة جامعيين بالتأكيد، لكنني كنتُ أعقد في ذلك الزمن جلسة في جامعة طهران كل أسبوع. كنت أذهب كل أسبوع إلى جامعة طهران فأصلي وألقي كلمة وأجيب عن الأسئلة. وكان الطلبة الجامعيون يجتمعون ويطرحون الأسئلة ويثيرون ما لديهم من نقاط غامضة ويتحدثون ونجيب على إشكالاتهم. وقد كانت حرباً بالمعنى الحقيقي وإطلاق نار داخل جامعة طهران إلى درجة أنني، وقد كنتُ أذهب مرة كل أسبوع في أيام الإثنين أو الأحد، عندما وصلت ذات أسبوع إلى الجامعة جاءني بعضهم وقالوا لا تدخل الجامعة فالأجواء فيها خطيرة. وقد كان معنا عدد من الحماية فقالوا هم أيضاً لا تدخل، لكنني قلتُ: لا يمكن، يجب أن أذهب إلى الجامعة، لابدَّ أنهم ينتظرونني في المسجد، جئنا ودخلنا الجامعة، وكانت خالية، وكان هناك إطلاق نار، يطلقون النار بعضهم على بعض. في نفس جامعة طهران هذه. 
جئت إلى مسجد الجامعة فوجدته خالياً والطلبة الجامعيون لم يحضروا لأنهم خافوا الحضور، وعندما وجدت أن الشباب قد خافوا فنحن من باب أولى، عدنا أدراجنا (5). مثل هذا الوضع كان في الجامعة. كانت الجامعة قد تحولت إلى ساحة حرب حقيقية. هذه هي هيمنة العدو. أما من هم الذين كانوا؟ كانوا من اليساريين وأيضاً من أنصار الملكية. هؤلاء الذين كانوا دائماً ضد بعضهم وضعوا يداً بيد مقابل الثورة والنظام الإسلامي والإمام الخميني الجليل، واتحدوا واتفقوا، وكان هناك أيضاً من أبناء عناصر السافاك - فالسافاكيون أيضاً لهم بالتالي نساؤهم وأطفالهم وأبناؤهم الشباب والجامعيين - وكان هناك اليساريون الماركسيون، وكان هناك فدائيو خلق والمجاهدين وما شاكل، وأنتم تعرفونهم وسمعتم بهم وربما قرأتم عنهم. اجتمعوا كلهم مقابل جماعات الطلبة الجامعيين المتدينين. 
طبعاً فتح الطالب الجامعي الثوري المتدين الجامعة. اعلموا هذا. لقد استطاع الطلبة الجامعيون المتدينون فتح الجامعة على صعيد النقاشات والحوارات، وأيضاً على صعيد الكفاح الحربي، أي في هذه الأحداث التي وقعت، استطاع الطلبة الجامعيون فتح الجامعة. ثم انتهت الأمور بالتالي إلى إغلاق الجامعات وما شابه تلك الأحداث. ثم حصلت بعض الالتباسات بين الطلبة الجامعيين المتدينين أنفسهم. لقد فتح الطالب الجامعي المتدين المسلم الجامعة، وفتح وكر التجسس، لكنه هو نفسه غلب من الداخل. أعتقد أن هذه نقطة لافتة. لماذا؟ لأنه كان يعاني من ضعف في التحليل والمضمون. كان هناك هياج وحماس شديد - بعض الشباب من الطلبة الجامعيين في ذلك الحين لم يكونوا يعتبروننا نحن الذين كنا قد خرجنا لتوّنا من السجون والمنافي وما شاكل، لم يكونوا يعتبروننا ثوريين. أي إنهم كانوا يعتبروننا خاطئين في مقام التقييم، نفس هؤلاء الموجودين لحد الآن، وبعضهم موجودون لحد الآن. أي إنهم كانوا أرثوذكسيين حقاً، ثوريين أرثوذكسيين متصلبين متشددين كل التشدد والصلابة، لكن تلك الذهنية كانت خالية من المضمون اللازم، لذلك انهارت أمام الضربات في نقاط معينة. والأحداث كثيرة بالتالي، ولا أروم مراجعتها واستعراضها، إنما أردت فقط الإشارة إلى جذور أحداث الجامعات. 
ما أريد قوله هو أنهم قاموا بمحاولات كثيرة طوال هذه السنين ضد الجامعة ولأجل إخراج الجامعة من ساحة الكفاح هذه. والسبب هو أن الجامعة مهمة ومؤثرة. إذا عملت الجامعة لخدمة الثورة فهي مهمة جداً، وتأثيرها أكثر من كثير من الشرائح الأخرى. أولاً الكل فيها شباب، وقليلو التعلق بالماديات، وجاهزون للعمل، ولهم أذهان نشطة فاعلة، وفاهمون، وهذه كلها نقاط مهمة للغاية. ثم إن لهم تأثيرهم على أجواء المجتمع. أي إن الطالب الجامعي الثوري يستطيع التأثير على الأجواء التي تحيط به. وأول هذه الأجواء هي العائلة، ثم المرتبطين به، ثم الأصدقاء. ويستطيع الطالب الجامعي التأثير في بيئته الاجتماعية. لذلك سعوا سعياً بليغاً لإفراغ الجامعة من هويتها الثورية، عملوا كثيراً ومارسوا السياسة على هذا الصعيد. وللأسف فقد امتدت يد العون لهم من الداخل أحياناً ليستطيعوا أن يفصلوا الجامعة عن الثورة ويبعدوا الحالة الثورية عن الجامعة، أي أن يسلبوا الأجواء الطلابية الجامعية روحها الثورية وروحها الحزب اللهية وروحها الكفاحية، كانت هذه مقدمة. 
الذي أروم قوله هو أنكم، وأنا أدري طبعاً أنْ ليس كل منظومة الطلبة الجامعيين في البلاد بما لهم من تنوع - الجماعات الموجودة في الجامعة بمحفزاتهم وميولهم المختلفة -  حاضرين هنا، هذا ما أعلمه. إنني لستُ غير مطلع على الوضع الموجود حالياً في جامعات البلاد، لكن خطابي موجّه للمنظومة الثورية والمحبة لقضايا الثورة، الذين يحبون الثورة والذين يعتبرون الثورة الإسلامية وسيلة لإنقاذ البلاد وتأمين مستقبل البلاد بالمعنى الحقيقي للكلمة، خطابي لهؤلاء. أقول لكم أيها الطلبة الجامعيون إنكم يجب أن تشعروا بأنكم في الصفوف الأمامية من هذا الكفاح. إنه كفاح قائم ولم ينته وقد يستمر ولا ينتهي في القريب العاجل، يجب أن تشعروا بأنكم في الصفوف الأولى من هذا الكفاح والنضال وتضعوا أنفسكم في الصفوف الأمامية. لاحظوا ساحة الاشتباك. من الإشكالات أن البعض لا يشعرون بالاشتباك ولا يرون ساحة النزال، ولا يفهمون أن لدينا معركة. خذوا بعين الإعتبار ارتباط هذا الكفاح بأنفسكم. على الطالب الجامعي أن يشعر بالمسؤولية الإنسانية، وأن يشعر بالمسؤولية الوطنية، وأن يشعر بالمسؤولية الدينية والاجتماعية والدولية. هذا هو الشيء المتوقع من الطالب الجامعي. 
نظرة الطالب الجامعي لقضايا البلاد. إنني أؤيد مائة بالمائة هذه النظرة الناقدة التي أبداها الطلبة الجامعيون هنا. طبعاً قد لا أعتبر بعض الانتقادات واردة، سواء ما يتعلق بأجهزة السلطة التنفيذية، أو ما يتعلق بالسلطة القضائية، أو ما يتعلق بمكتب القيادة. قد يكون بعض الانتقادات وارد وقد يكون بعضها غير وارد، ولكن نفس هذه الرؤية النقدية أؤيدها أنا مائة بالمائة. أقول يجب أن لا نسلب الطالب الجامعي والأجواء الجامعية هذه النظرة الناقدة المهمومة، النظرة الناقدة والمبدئية في الوقت نفسه. يجب أن يسعوا باتجاه المبادئ. ويضعوا علامات استفهام على النواقص والإعوجاجات. على الطالب الجامعي أن يرى النواقص والإعوجاجات والعيوب ويسأل بشأنها. وقد يكون لدى الطرف المقابل عذره المبرر لعدم إجابته عن هذا السؤال، لكن هذا لا يعني أن لا تطرحوا الأسئلة. إطرحوا أنتم الأسئلة. روح طرح الأسئلة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومطالبة الطالب الجامعي الجادة بالمبادئ والقيم، روح مقبولة. 
كما يجب أن لا يصاب الطالب الجامعي باليأس والقنوط من حالات الخسارة والهزيمة المرحلية المؤقتة. دققوا في هذه النقطة. أن تقولوا إننا في القضية الفلانية قلنا كذا وكذا ولم يحصل شيء، وكان قصدنا في القضية الفلانية كذا وكذا ولم تتحقق المقاصد.. فيجب أن لا تسمحوا لليأس والقنوط إطلاقاً أن يتغلب عليكم. إذا تقرر أن ييأس الإنسان من حالات الانكسار لكان يجب أن نيأس ونتراجع مائة مرة خلال فترة النضال ومائة مرة خلال حرب الأعوام الثمانية المفروضة. يهجمون ليلاً على بيت الإنسان وينهالون عليه بالضرب والشتم أمام أعين زوجته وأطفاله ويقيدونه ويأخذونه، أو حتى أسوء من هذا. إذا تقرر أن ييأس الإنسان وينزعج من تلقي الضربات، وعلى حد تعبير ابنتنا العزيزة هذه من أن ينهالوا عليه بالضرب والشتم، إذن لوجب أن ييأس المناضلون خلال فترة النضال، لكنهم لم ييأسوا، ولو يئسوا لما انتصر النضال. وكذا الحال بالنسبة للحرب أيضاً. في الحرب لم يتحقق الشيء الذي كنا نتصوره ونتوقعه مراراً. على سبيل المثال في عمليات رمضان كنا نتصور أن العمليات ستتقدم إلى الأمام، وكان الوقت صيفاً والجوّ حاراً وكان الشهر شهر رمضان، وقد استشهد عدد كبير من شبابنا، وفشلت العمليات. فهل يئسنا؟ هل يئسوا؟ وكذا الحال في كربلاء الرابعة، وكذلك في عمليات والفجر التمهيدية. في عمليات والفجر التمهيدية سار عدد كبير من التعبويين إلى الجبهة، وكانوا قد عينوا نقطة ما، وكنا واثقين تقريباً من أننا سوف نتقدم وننجح في هذه العمليات - وكانت العمليات مقابل العمارة من الجانب العراقي - لكن العمليات كانت قد انكشفت وعلم بها العدو وفشلت بشكل عجيب. لو تقرر أن ييأس الإنسان بما يصيبه من هزيمة وتراجع مرحلي وما إلى ذلك لما أمكن قيام وتمام أي شيء. لا، لا تسمحوا لليأس بسبب الإخفاقات المرحلية المؤقتة أن يتطرق إلى حياتكم. 
ونقطة أخرى سبق أن أشرت لها هي أن تنظروا لمجموع المكتسبات والنجاحات والتي يعتبر بعضها منقطع النظير حقاً. أي أن تشعروا بالفخر والشموخ بالثورة. لاحظوا يا أعزائي، إن سياسات أكبر القوى العالمية، سياساتهم في منطقة غرب آسيا أصيبت بالمراوحة والتوقف وعدم التقدم، وهذا ما يقولونه هم أنفسهم، بسبب نفوذ الجمهورية الإسلامية واقتدارها. هذا شيء على جانب كبير من الأهمية. كان المقرر أن يفعلوا كل ما حلا لهم من ويلات بالعراق وسورية أو البلد الفلاني، ولم يستطيعوا. هذا شيء مهم للغاية. وهذا هو الشيء الذي كنتم تريدونه. وهذا هو الشيء الذي أرادته الثورة. لقد تحققت إرادة الثورة، ولم تتحقق إرادة أمريكا وأتباع أمريكا، وليس أمريكا وحدها. هذا نموذج واحد فقط، وهناك الكثير من هذا القبيل من الانتصارات والقدرات وحالات التقدم. لا تنسوا هذه الحالات أبداً. من أساليب العدو أن يقول لكم إنكم لا تستطيعون، وأنكم قد هزمتم، وأنكم لا تستطيعون إنجاز شيء، وأنتم عاجزون ولا تنفعون شيئاً وقد انتهيتم وذهبتم إلى سبيلكم. هذا من أساليب العدو. لا تتقبلوا هذا الأسلوب على الإطلاق. بالطبع، يوجد في الداخل أفراد ينادون بنفس ما يريده العدو بصوت عال ويتحدثون به. يوجد أشخاص من هذا القبيل ينادون بنفس ذلك الشيء الذي يريد العدو أن يدسه في ذهنية المجتمع، بأصوات عالية في الصحافة أو غير الصحافة وفي الفضاء الإفتراضي، طالما يوجد الآن فضاء إفتراضي. أقول إن حمل الهموم والتحذير من النواقص والأخطاء والخوض في الأمور على شكل مطالبات في شؤون النظام والنواقص مما أؤيده مائة بالمائة. 
وأقول طبعاً بشكل هامشي إن التعامل مع المشكلات داخل النظام ينبغي أن يكون تعاملاً علاجياً تطبيبياً. قد يتشدد الطبيب أحياناً مع مريضه وقد يسمعه كلاماً مراً لكن قصده هو المعالجة. مقابل العدو، يجب أن يكون نوع التعامل قاطعاً وصريحاً وطبقاً لتعامله هو نفسه - وهو تعامل خصامي - أي التعامل الخصامي، أما في الداخل ومع النظام فلا، يجب أن يكون التعامل مخلصاً وعلاجياً وما شابه. أنتم طبعاً أحرار في التعامل مع العدو الخارجي في كلامكم ومواقفكم وما شاكل. طبعاً في المضمار الدبلوماسي لا بد من بعض الطلاء والألوان الدبلوماسية، وهذا يقع على عاتق الدبلوماسيين، يعمل أولئك بالشكل الذي يريدونه، ويطلون الأمور بالألوان التي يريدونها، أما أنتم كطلبة جامعيين ومجاميع طلابية فأطلقوا كلماتكم بصراحة وبشكل قاطع وبصوت عال. 
وأشير إلى نقطة مهمة بخصوص الجامعة حتى لا تُنسى، وهي أن الجامعة مكان للعلم. ليس معنى هذا الكلام الذي قلناه أن الجامعة لم تعد مكاناً للعلم، بل هي مكان للنشاطات السياسية فقط، لا، العلم هو الركن الأساسي للجامعة. بأي معنى؟ بمعنى أنه ينبغي في الجامعة إنتاج العالم وإنتاج العلم وأن يتخذ العالم والعلم اتجاهاً صحيحاً. ينبغي أن تتوفر هذه النقاط الثلاثة الأساسية في الجامعة. إعداد العلماء والذي أسميه إنتاج العلماء، وإنتاج العلم وهو الشيء الذي نكرره منذ سنين، أي كسر الخطوط الحدودية للعلم والتقدم إلى الأمام، وهذه عملية لم نستطع القيام بها في بلادنا لحد الآن بالشكل الذي يجدر بنظام الجمهورية الإسلامية. تم إنجاز بعض الأمور لكننا متأخرون. يجب أن نستطيع التقدم من الناحية العلمية، وعندما يتقدم العلم إلى الأمام فسوف تتقدم التقنية أيضاً، وعندما تتقدم التقنية فستترك تأثيراتها على الحياة. عندما تحقق التقنية تقدماً تلتفت الأنظار في العالم إليكم وتشعر بالحاجة إليكم، وسوف تتركون بصماتكم في حياة البشر. هذه قضايا على جانب كبير من الأهمية. ولهذا أشدد على العلم والتقنية وما شابه من الأمور التي أذكرها دائماً. يجب عدم نسيان هذه الأمور. كل منظومة الجامعات - مدراء الجامعات ابتداء من الوزير المحترم، إلى رؤساء الجامعات، وإلى الأساتذة والطلبة الجامعيين، والنصوص الدراسية، وعمليات التعليم، والورشات والمختبرات، وما إلى ذلك، كلها - يجب أن تتموضع ضمن هذا الإطار، بمعنى أنه ينبغي إنتاج العلم وإنتاج العلماء وتوجيه ذلك بالاتجاه الصحيح. ودققوا في هذه النقطة الثالثة، الاتجاه الصحيح للعلم والعلماء. لقد تحول العلم والعلماء في الحضارة المادية إلى وسيلة لتعاسة الإنسان، ووسيلة لإنتاج القنبلة الذرية، ووسيلة لإنتاج الأسلحة الكيميائية، ووسيلة لإنتاج الفيروسات الخطيرة التي راح الأقوياء في العالم اليوم للأسف ينشرونها بطرق مختلفة في أجسام المجتمعات وأرواحها. هكذا أضحى العلم، لقد انحرف العلم. ينبغي أن يتحرك العلم بالاتجاه الصحيح ولصالح منافع الإنسان وكماله. هذا فيما يتعلق بالطالب الجامعي وبمجموعة القضايا الطلابية في الجامعات. 
أما حول التنظيمات الطلابية، وأنا عندما أتحدث أعلم أن هناك تنظيمات متنوعة في الجامعات. وقد عبرت في السنة الماضية بتعبير التنظيمات ذات الاستهلاك لمرة واحدة (6). بعضها للاستهلاك مرة واحدة كأن تتأسس تنظيمات قبل الانتخابات. وثمة نوع آخر من التنظيمات ليست للاستهلاك مرة واحدة لكنها تؤسس أصلاً لمعارضة المنظومة الثورية والمجاميع المتدينة، ولا شأن لي بهذه، إنما أتحدث عن التنظيمات المؤمنة بالثورة والمعتقدة بالدين والمعتقدة بالنظام الإسلامي والمؤمنة بهذا الكفاح العظيم مهما كانت أسماؤها، لا يختلف الأمر بأية مسمّيات كانت. خطابي موجّه لهذه التنظيمات. 
أولاً لا تنسوا النزعة المبدئية، لا تنسوا النزعة المبدئية. ما هي المبادئ؟ الوصول إلى مجتمع عادل، مجتمع حر، مجتمع متقدم، مجتمع مؤمن، مجتمع متعبد، مجتمع مرفه، مجتمع متحد، مجتمع قوي محكم، مجتمع مستقل، هذه هي المبادئ والمثل. وهي مبادئ تستحق أن يضحي الإنسان بروحه من أجلها في سبيل الله. وهذا معنى الآية الشريفة من سورة النساء: «وَما لَكم لا تُقاتِلونَ في سَبيلِ اللهِ والمُستَضعَفينَ مِنَ الرِّجالِ والنِّساءِ والوِلدان» (7). أي صدر الأمر بالقتال في سبيل إنقاذ البلاد وتخليص المستضعفين. وهذه الآية طبعاً آية قتال، لينتبه أخونا إلى أن هذه الآية آية قتال وليست آية جهاد. فالجهاد شيء والقتال شيء آخر. وثمة بينهما عموم وخصوص مطلق. إذن، هذا هو أساس الإسلام وهذا هو اتجاه الإسلام، وينبغي السير في طريق هذه المبادئ. هدفكم هو هذه المبادئ التي تحدثت عنها، أي هكذا مجتمع. لا تنسوا النزعة المبدئية. 
الواقعية.. كونوا واقعيين. ذات مرة قلتُ في جلسة المسؤولين في شهر رمضان هنا (8) إن هناك من يقول لنا دائماً كونوا واقعيين، كونوا واقعيين. ومرادهم من «كونوا واقعيين» أي شاهدوا الموانع والعقبات. وأقول كونوا واقعيين أي شاهدوا الواقعيات الإيجابية. شاهدوا نسبة الشباب من السكان، وشاهدوا العدد الكبير من المواهب، وشاهدوا الطاقات البشرية الممتازة، وشاهدوا مواهب الشعب الضخمة، وشاهدوا المصادر الجوفية، وشاهدوا الموقع الجغرافي، وشاهدوا تقدم الجمهورية الإسلامية وتطورها، شاهدوا هذه الأمور فهي واقع. إذن، هذا جانب من الواقع ويجب مشاهدته. 
جانب آخر من الواقع هو أنكم حين تكونوا مبدئيين وتريدون التحرك والسير نحو هذه المبادئ فينبغي أن تتنبهوا إلى أنه لا يمكن للإنسان أن يوصل نفسه إلى المبادئ عن طريق معجزة، لا، هناك مشكلات وموانع وعقبات، ويتعين أن تجدوا طريقكم بين تعرجات هذه العقبات. هذه هي الواقعية. لقد تكلمتم الآن بكلام جيد جداً وعددتم الموانع والعقبات، فهل ثمة بين تعرجات هذه الموانع طريق من أجل أن تتقدموا إلى الأمام أم لا؟ ابحثوا وجدوا هذا الطريق. أقول لكم يقيناً وقطعاً إن هناك طريقاً، فابحثوا واعثروا على ذلك الطريق. هذا هو معنى الواقعية. طيب، هذه كلها تحتاج إلى نقاشات فكرية، أي بحوث نظرية (تيوريك) على حد تعبير المتأثرين بالغرب. هذه الأمور التي أقولها قضايا تحتاج إلى أعمال فكرية تنظيرية حولها. 
التوصية الثالثة هي أن يكون للتنظيمات الطلابية دور فاعل، ولا تكون متفرجة. ينبغي للتنظيم الطلابي أن لا يجلس ويكتفي بالفرح حيال حادث يمثل تقدماً، وبالحزن والغم إزاء حادث فيه تراجع إلى الوراء، لا، يجب أن يكون التنظيم نشيطاً فاعلاً في كلا الحالين، ولا يكون متفرجاً. 
والتوصية التالية هي السعي الجاد والشامل لتغليب خطاب الثورة في الجامعات. لا تقولوا لم يعد بالإمكان فعل شيء في الجامعات. سمعت أن البعض يقولون: «يا سيدي، لم يعد بالمقدور فعل شيء في الجامعات». لا يا أخي، يمكن القيام بالكثير من الأعمال وفعل الكثير في الجامعات، بل يجب القيام بذلك في الجامعات تحديداً. من الذين ينبغي أن يعملوا في الجامعات؟ أنتم. أنتم التنظيمات الطلابية من يجب أن يعمل في الجامعات. طبعاً خطابي في غير هذه الجلسة موجّه للجميع. إنني أقول دائماً لكل الخلايا الفكرية والعلمية الجهادية والفكرية والثقافية في كل أرجاء البلاد: اعملوا كل واحد منكم على حدة وبشكل مستقل، وعلى حد التعبير الحربي: حر الإطلاق. طبعاً ثمة في الحرب مقر مركزي يصدر الأوامر، ولكن إذا انقطع الارتباط بين المقر المركزي أو إذا حصل عيب في المقر، يصدر القائد هنا الأمر بالإطلاق الحر. طيب، أنتم ضباط الحرب الناعمة - تقرر أن تكونوا ضباط الحرب الناعمة الشباب - حين تشعرون بوجود خلل في الجهاز المركزي بحيث لا يستطيع الإدارة بشكل صحيح فستكونون هناك أحراراً في الإطلاق، أي يجب أن تقرروا بأنفسكم وتفكروا وتجدوا وتتحركوا وتبادروا. 
يشعر الإنسان أحياناً أن الأجهزة المركزية الفكرية والثقافية والسياسية وما إلى ذلك تعاني من خلل أو انطفاء أو عطل. الواقع أن المرء يشعر بذلك أحياناً. لنفترض على سبيل المثال أن لدينا كل هذا الكم من القضايا الثقافية في البلاد، قضايا مهمة، وقد أستطيع تعداد عشر قضايا ثقافية أصلية فيها مشاكل، من قبيل قضايا السينما التي تعتبر قضية مهمة. أي هناك قضية ثقافية مهمة وهي كيف تدار السينما ودور السينما في البلاد، ومن أين تدعم - ويجدون للأفلام دعماً خارجياً أيضاً - إدارة الفن والسينما في البلاد ليست بالقضية الصغيرة. افترضوا مثلاً وجود عشر قضايا من هذا القبيل، ولكن فجأة تجدون أن بث اللحن الفلاني أو عدم بثه قبل الإفطار يتحول إلى قضية أصلية ويكتبون الكتب الرسمية بشأنه (9). واضح أن هذا الجهاز يعاني من خلل بحيث لا يشخص القضية الأصلية من القضية الفرعية، ويضخمون قضية فرعية لا قيمة ولا اعتبار ولا أهمية لها أساساً لتكون قضية أصلية. عندما تعاني الأجهزة المركزية من مثل هذه الحالات من الخلل والتشوش عندها سيكون هنا موضع تلك النيران الحرة التي أشرت لها (10). 
وهناك الاهتمام بالتخاطب والتحاور الواقعي. الفضاء الإفتراضي شيء جيد، وهو فرصة، لكنه غير كاف. البعض يلتصقون بالفضاء الإفتراضي - تويتر وما شاكل - من أجل إيصال رسائلهم. لا فائدة من هذا، ولا بد من التخاطب الواقعي، لا بد من طاولات مستديرة، وإلقاء كلمات ومحاضرات، ولا بد من إصدارات ونشرات، ونقاشات بين شخصين أو ثلاثة أشخاص، وجلسات تحليل. اجتمعوا مع مخاطبيكم بهذه الصورة، وما شابه هذه الأعمال. 
التوصية التالية هي وجود عدة مفردات أساسية أرجو أن لا تنسوها:
ــ قضية «دور الشعب في الدولة» من هذه المفردات الأساسية. البعض من الشباب الصالح والثوري يتعجبون من أن فلاناً يقول دائماً شاركوا في الانتخابات وشاركوا في الانتخابات. يعتبون عليّ أنْ لماذا قلتَ دوماً شاركوا في الانتخابات. يا عزيزي، تنبهوا إلى أن المصيبة ستحلّ يوم يُعرِض الناس عن صناديق الإقتراع. هذه هي المصيبة، وهذا ما يريده الأعداء. الآن يجب أن تسمعوا أنتم قبلي، وقد سمعتُ أنا أيضاً الأصوات التي ترتفع وتتمنى وتنتظر وتتوقع اليوم الذي لا يشارك فيه تسعون بالمائة من الشعب عند صناديق الاقتراع. قالوا مثلاً إن عشرين ونيفاً بالمائة لم يحضروا عند صناديق الاقتراع، ويقولون إن هذا لا يكفي بل يجب أن نفعل ما من شأنه أن لا يحضر عند صناديق الاقتراع تسعون بالمائة من الشعب. تلك هي المصيبة. وهذا شيء أراه. مشاركة الجماهير عند صناديق الاقتراع نعمة كبيرة.
«سيادة الشعب»، هذه أيضاً من المفردات الأساسية فلا تنسوها. طيب، أنتم تريدون أن يحضر الناس عند الصندوق الفلاني ولا يحضروا عند الصندوق الفلاني، فحاولوا أن يتحقق الشيء الذي تريدونه. لا تقفوا بوجه تواجد الشعب ومشاركته عند صناديق الاقتراع. 
ــ وهناك قضية الاستقلال التي قلتُ إنها مهمة جداً. وقضية وثيقة الـ 2030 هي من هذا القبيل، أي إنها قضية استقلال. وقد يأتي البعض ويقولوا يا سيدي إننا تحفظنا مثلاً، أو قلنا إننا لا نوافق الشيء الفلاني، لا، ليس النقاش حول هذه الأمور. افترضوا أنه لا يوجد في هذه الوثيقة أي شيء واضح بيّن يتعارض مع الإسلام - وبالطبع يوجد مثل هذا الشيء، والذين يتصورون أننا لم نتلق تقريراً صحيحاً، لا، تقاريرنا تقارير صحيحة - كلامي هو أن نظام التعليم في البلاد يجب أن لا يكتب خارج البلاد. هذا هو كلامي. أنتم تقولون مثلاً إن هذا لا يوجد فيه شيء بخلاف الإسلام. سواء كان فيه أو لم يكن فيه، هنا إيران، وهنا الجمهورية الإسلامية، وهنا شعب كبير. هل يجلس أربعة أشخاص في اليونسكو أو منظمة الأمم المتحدة أو المكان الفلاني ليكتبوا لنا نظامنا التعليمي؟ لماذا؟ هذه هي قضية الاستقلال. أبعاد الاستقلال تمتد إلى هذه المساحات. 
ــ وهناك قضية «رفض نظام الهيمنة» من ضمن المفردات الأساسية. 
ــ وهناك قضية «الحرية» من المفردات الأساسية. ينبغي تبيين الحرية بصورة صحيحة. 
ــ وتوجد أيضاً قضية «العدالة» ضمن المفردات الأساسية. ومن هذا القبيل. 
يجب أن تبينوا هذه القضايا وتوضحوها. أي إن توصيتي للتنظيمات الطلابية في الجامعات أن يشرحوا هذه المفردات الأساسية الأصلية بشكل صحيح. واستفيدوا في ذلك من كلمات الإمام الخميني وما شابهها. 
وتوصية أخرى هي مسألة التدين والتعبد في الأعمال والأقوال. إنني لا أنسى ذلك اليوم - قبل سنين طبعاً - عندما سمعتُ أن جماعة من الطلبة الجامعيين، وقد كانت تلك الجماعة على ارتباط بنا، وكانت صميمية ودافئة، حدث في إحدى جلساتها شيء مخالف للشرع. قلقتُ.. لا بسبب أنهم ارتكبوا إثماً - وهذا بحد ذاته كان مبعث قلق أيضاً - بل بسبب أن طريقهم قد تغير، وشاهدتُ بعد ذلك أن هذا هو الواقع. أي حقاً «ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذينَ أساءوا السوأى أن كذَّبوا بآيات الله» (11)، عندما لا يعمل الإنسان طبقاً للتكليف والواجب، ويترك التعبد، فإن الله سيسلبه هدايته. 

وتوصية أخرى هي الشجاعة في العمل والمبادرة. يقول الطلبة الجامعيون في بعض التنظيمات أحياناً «إذا فعلنا العمل الفلاني فقد يقلق الشخص الفلاني أو المؤسسة الفلانية مثلاً وتنزعج أو كذا وكذا»، لا، بادروا إلى عملكم وفعلكم، ولكن عندما تكتشفون أنه عمل غير صحيح أوقفوه عند ذلك الحد، أي عودوا أدراجكم من تلك المحطة. بمعنى لتكن لكم شجاعتكم في أداء الأعمال والمبادرات. طبعاً من أجل أن يبادر الإنسان إلى عمل ما يجب أن يدرس جوانب ذلك العمل بشكل صحيح (12).
توصية أخرى موجهة للأخوات الطالبات الجامعيات. هاتان الطالبتان الجامعيتان تحدثتا - والحق يقال - بشكل جيد جداً، وطرحت كل واحدة منهما آراء جيدة جداً. أوصي بأن تكون قضية المرأة في الغرب من الأمور التي يتابعنها الأخوات الطالبات الجامعيات في التنظيمات (الطلابية). إننا قلّ ما نتطرق لهذه القضية. طبعاً في إحدى جلسات السنين الماضية، تحدثت إحدى الأخوات - ولا أتذكر هل كانت أستاذة أم طالبة جامعية - هنا بالتفصيل وبشكل حسن جداً حول هذا الموضوع، ولكن أعتقد أنه ينبغي العمل، وهناك مساحة للعمل حول هذا الموضوع. هذه أيضاً نقطة أخرى. 
وكلامنا الأخير هو أن تبث التنظيمات الطلابية الأمل وتفشيه في الجامعات. لتبقى هي نفسها متفائلة آملة ولتبث الأمل في الجامعات ولا تسمح بتفشي أجواء التشاؤم واليأس. 
وأشير إلى نقطتين أخيرتين. النقطة الأولى حول الفساد، وقد كانت هناك إشارات حولها في كلمات الأصدقاء المتحدثين، وسمعت أنهم يتحدثون فيها في الخارج. لاحظوا، رؤيتي ونظرتي هي أن الفساد لم يتحول في البلاد إلى حالة منظمة. كل من يقول إن الفساد منظم فكلامه اعتباطي. الفساد المنظم شيء آخر. الفساد المنظم كان في زمن الطاغوت (النظام الشاهنشاهي). لقد كان النظام بشكل طبيعي يبعث على الفساد ويربّي الفساد، بمعنى أن المرء كان يجب أن يبحث حتى يجد الإنسان النزيه في ذلك النظام. أما اليوم فليس الأمر كذلك. طبعاً يوجد فساد وتوجد حالات سيئة من الفساد، لكنها حالات متفرقة ويجب التصدي لها. أما أن تقولوا إنه يجب أن تكون هناك شفافية وتكون الأعمال شفافة، وهو ما سجلته هنا، فهذه نقطة صحيحة وحسنة للغاية، هذا شيء محفوظ في محله، ولكن ليس الأمر بحيث يُقال إن الفساد منظم، بل هو فساد ضمن حالات متفرقة، ويمكن معالجة هذه الحالات المتفرقة من الفساد.
النقطة الثانية هي أن وجود أفراد يريدون إغراق البلاد في الثقافة الغربية والنزوع إلى الثقافة الغربية وتنميتها داخل البلاد يوماً بعد يوم، يمثل واقعاً وحقيقة. نعم، يوجد مثل هؤلاء الأشخاص. البعض بسبب اعتقادهم وإيمانهم بالثقافة الغربية، والبعض بسبب ضعف نفوسهم ورداءة معدنهم وعدم التفطن وما شاكل، يحاولون جرّ البلاد نحو الثقافة الغربية. هذا شيء موجود، أما أن يستطيع هؤلاء تحريف الثورة عن خطها وإغراق البلاد في الثقافة الغربية فاعلموا أن مثل هذا الشيء لن يحصل بالتأكيد. هذا الجيل الذي تربّى اليوم والحمد لله وهو واسع النطاق والأبعاد، هذا الجيل المحبّ للثورة والمحبّ للإسلام والعامل بنشاط، سوف لن يسمح بحدوث مثل هذا الشيء، ومع كل يوم يمضي فإن امتداد هذا الجيل وعمقه سوف يزداد أكثر فأكثر. كما أن الكلمات التي ألقيتموها اليوم هنا كانت أعمق وأقوى بكثير من الكلام الذي كان يطرحه الطلبة الجامعيون هنا قبلكم بخمسة أعوام مثلاً.  
والشعب الإيراني سائر إلى الأمام ويتقدم. هذه الأعمال والمفرقعات من قبيل الشيء الذي حصل اليوم (13) لن تترك أي تأثير على إرادة الشعب، ليعلم الجميع هذا. وهؤلاء أصغر من أن يستطيعوا التأثير في إرادة الشعب الإيراني ومسؤولي البلاد، وطبعاً كما قال الأعزاء هنا فإن نفس هذه الأحداث دلت على أنه لو لم تقف الجمهورية الإسلامية في ذلك المركز الأصلي للفتن لواجهنا إلى الآن مشكلات كثيرة على هذا الصعيد في داخل البلاد. سوف تستأصل جذورهم إن شاء الله. 
اللهم، مُنّ بالتوفيق المطرد على هؤلاء الشباب الأعزاء. اللهم ثبت أقدام كل هؤلاء الشباب الأعزاء وأقدامنا على الصراط المستقيم. اللهم بحق محمد وآل محمد، مُنّ اليوم بلطفك ورحمتك وفضلك على هؤلاء الإخوة واقض لهم حاجاتهم. وفقهم وإياي للنقاء واللطف المطرد في هذا الشهر المبارك وخصوصاً في ليالي القدر. احشر الإمام الخميني الجليل والشهداء مع الرسول الأكرم، وأرضِ عنا وسرّ بنا القلبَ المقدس لسيدنا الإمام المهدي المنتظر. 
والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

الهوامش:
1 - في بداية هذا اللقاء ألقى عدد من الطلبة الجامعيين وممثلي التنظيمات الطلابية في الجامعات كلماتهم. 
2 - جواهر لآل نهرو، من قادة حركة استقلال الهند والمؤتمر الوطني الهندي. 
3 - الهجوم الإرهابي على مجلس الشورى الإسلامي والمرقد الطاهر للإمام الخميني (قدس سره الشريف)، والذي أدى إلى استشهاد وإصابة عدد من الناس. 
4 - كلمته في مراسم الذكرى الثامنة والعشرين لرحيل الإمام الخميني (قدس سره الشريف) بتاريخ 04/06/2017 م .
5 - ضحك الإمام الخامنئي والحضور. 
6 - كلمة الإمام الخامنئي في لقائه حشداً من الطلبة الجامعيين بتاريخ 11/07/2015 م .
7 - سورة النساء، شطر من الآية 75 . 
8 - كلمة الإمام الخامنئي في لقائه مسؤولي البلاد ومدراء الدولة بتاريخ 21/07/2013 م .
9 - ضحك الحضور.
10 - ضحك الحضور.
11 - سورة الروم، شطر من الآية 10 . 
12 - هنا رفع أحد الحضور يده فقال له الإمام الخامنئي: «أنا أيضاً لو رفعتُ يدي وسط كلامكم لما قطعتم كلامكم، وأنا بدوري لن أقطع كلامي لأنكم رفعتم يدكم» وأعقب ذلك ضحك الإمام الخامنئي والحضور. 
13 - الهجوم الإرهابي على مجلس الشورى الإسلامي والمرقد الطاهر للإمام الخميني (قدس سره الشريف)، والذي أدى إلى استشهاد وإصابة عدد من المواطنين.