وخلال اللقاء اعتبر الإمام الخامنئي أنّ سرد تفاصيل ٨ أعوام من الحرب المفروضة واستغلال الأساليب الفنيّة، الأدبيّة والحديثة لنقلها إلى الجيل الجديد عمل بالغ القيمة وفي غاية الأهميّة وشدّد سماحته: واحدة من دروس مرحلة الدّفاع المقدّس الخالدة كانت أنّه لو تجلّى التوكّل على الله في الأعمال وكان ومن أعماق القلب والوجدان فمن الحتمي اجتياز كافّة الحواجز والتحدّيات مع وجود الإيمان.
وأشار قائد الثورة الإسلاميّة إلى أنّ مرحلة الدّفاع المقدّس كان لها تأثيرات هامّة على الحاضر والمستقبل إلى جانب ما خلّفته من خسائر ماديّة وبشريّة وقال سماحته: لقد كان الحفاظ على الروحيّة الثوريّة في المجتمع وخلود الثورة من آثار تلك المرحلة ولو لم تكن تلك الحركة الجهاديّة والمضحّية لكان من الحتمي تعرّض الروحيّة الثوريّة للتهديدات.
كما تطرّأ الإمام الخامنئي إلى الظّروف البالغة الصّعوبة التي كانت في بداية الحرب المفروضة وقال سماحته: 
في النصف الثاني للعام ١٣٥٩ (١٩٨٠ ميلادي) حتّى بداية العام ١٣٦١ ( ١٩٨٢ ميلادي) كنّا نعيش أصعب الظروف وكان العدوّ البعثي مستقرّاً على مسافة ١٠ كيلومترات من مدينة الأهواز.
وتابع سماحته: لكنّ القادة والمجاهدين استطاعوا بالتوكّل على الله عزّوجل ومعرفة قدراتهم وإمكانيّاتهم من تغيير الظروف وتمّ في النّصف الأوّل من عام ١٣٦١ (١٩٨٢ ميلادي) تنفيذ عمليّتين كبيرتين كانت الأولى عمليّة الفتح المبين والثانية عمليّة بيت المقدس وكانت النتيجة أسر الآلاف من المعتدين البعثيين واستعادة قسم كبير من الأراضي وتحرير مدينة خرّمشهر.
ولفت سماحته إلى أنّ جميع القوى العالميّة شاركت في مرحلة الحرب المفروضة ضدّ الجمهوريّة الإسلاميّة من ضمنها أمريكا، الناتو، الاتحاد السوفييتي والرجعيين في المنطقة وأضاف سماحته: لقد تمكنّا في ظل هكذا ظروف من التفوّق على كافّة هذه القوى، أليست هذه التجارب العمليّة كافية لأن تغمر الطمأنينة والسكينة قلوبنا؟
وأشار قائد الثورة الإسلاميّة إلى آية من القرآن الكريم توضح أنّه يجب عدم السّماح للحزن والوهن بالتسلّل إلى قلوبنا وأكّد سماحته: إذا ما آمنّا بالله إيماناً حقيقيّاً واتّكلنا عليه سيكون بإمكاننا التغلّب على كافة الصّعوبات واجتياز كافّة التحدّيات.
وأردف الإمام الخامنئي القول بأن نشر هذه الروحيّة وهذا التوكّل العملي سيكون متاحاً من خلال الحفاظ على ذكريات مرحلة الدفاع المقدّس وتابع سماحته: إنّ الكتب التي يتمّ تأليفها حول ذكريات الدفاع المقدّس أو الأفلام الّتي يتمّ إنتاجها في هذا الخصوص أبعد من أن تكون مجرّد أثر فنّي أو أدبي وإنّ هذه الآثار هي في الحقيقة ترسيخٌ لأسس الثورة والهويّة الوطنيّة وتقدّم البلاد وإسهامٌ في صلابة ودوام هذه الأسس.
واعتبر قائد الثورة الإسلاميّة أنّ مرحلة الدّفاع المقدّس ثروةٌ وطنيّة وبعد تأكيد سماحته على ضرورة متابعة جمع هذه الذكريات واستغلال الوسائل الفنيّة الجذّابة من أجل نقلها إلى الجيل الجديد واجتناب التضخيم في إبرازها قال الإمام الخامنئي: إنّ نقل هذه الذكريات إلى المجتمع صدقة وحسنة وإنفاق معنويٌّ كبير وإنّ الذين ينشطون في هذا المجال هم في الحقيقة واسطة فيض ورزق معنوي وإلهي لهذه البلاد.
کما صنّف الإمام الخامنئي قوافل "السائرين الى النور" (حملات یتمّ تنظيمها سنويّاً في أنحاء الجمهوريّة الإسلاميّة للتجوّل في الجبهات الّتي دارت فيها الحرب المفروضة على إيران) أيضاً ضمن هذه الصدقات والحسنات وقال سماحته مشيراً إلى وجود دوافع تهدف إلى تضعيف تأثيرات ودروس مرحلة الدفاع المقدّس: هي نفس الدوافع التي تضغط على الدّول الإسلاميّة من أجل أن يتمّ حذف مواضيع الجهاد والشّهادة من كتبها الدراسيّة تعمل في الدّاخل أيضاً وتبرز في هيئة سياسات ثقافيّة جزئيّة.
وتابع سماحته مشدّداً على ضرورة أن لا يتمّ التغافل بأيّ شكل من الأشكال وقال: يجب العمل على إبقاء مفاهيم الدفاع المقدّس والجهاد والشّهادة  حيّة حتّى يلتحق جيل اليوم بذاك الجيل الذي كان السّبب في بلوغ تاريخ مرحلة الدفاع المقدّس الذروة والقمّة. 
واعتبر قائد الثورة الإسلاميّة أنّ إلحاق جيل اليوم بجيل مرحلة الدّفاع المقدّس هو إلحاق هذا الجيل بالصّالحين وأضاف قائلاً: اليوم وكما في الثمانينيّات نلاحظ وجود شباب يصرّون ويذرفون الدّموع من أجل المشاركة في ساحة الدفاع عن المقدّسات وإنّ نقل روحيّة وقيَم مرحلة الدفاع المقدّس إلى جيل اليوم هو نتيجة لمساعي وجهود مجموعات نشطت من أجل نقل ذكريات تلك المرحلة.
وشدّد الإمام الخامنئي على أنّ ذكريات مرحلة الدّفاع المقدّس مترعةٌ بالروحيّة والمنطق وقال سماحته: لو أنّه تمّ العمل على مدى خمسين عاماً أخرى من أجل جمع حقائق وذكريات وكنوز تلك المرحلة، فلن يتمّ بلوغ النّهاية.