في يوم الجمعة 14 يوليو، بادر ثلاثة شبان فلسطينيين من عائلة "جبارين"، في عملية استشهادية إلى إطلاق الرصاص في باحة المسجد الأقصى على الجنود الإسرائيليين ما أسفر عن مقتل جنديين منهم. فور وقوع هذه العملية، قام الكيان الصهيوني بإغلاق كافة أبواب المسجد الأقصى وتبديل المسجد والمناطق المحيطة به إلى منطقة عسكرية. فأثارت هذه المبادرة الصهيونية موجة من الاحتجاجات الفلسطينية في فلسطين المحتلة وامتدّت هذه الاحتجاجات إلى سائر البلدان الإسلامية والعربية.
«هدّدوا المسجد الأقصى قبلة المسلمين، وقد أحرقوه قبل سنوات. ثم راحوا يحفرون في مكانه ويسيؤون التصرف ويريدون أساساً إخراج المسجد الأقصى - قبلة المسلمين - عن شكله الإسلامي. ومن الناحية الإسلامية، تضع كل هذه الأحداث المسؤولية على عاتق المسلمين. وما من مسلم يتأتى له التنصّل عن النهوض بهذه المسؤولية. وعلى كل واحد أن يؤدي هذا الواجب بمقدار وسعه.» الإمام الخامنئي (31/12/1999)
»الشعب الفلسطيني يشاهد المغتصبين قد استحوذوا على أرضه وصادروا داره وسلبوا حياته وهيمنوا على مصادر ثروته، وليس ذلك فحسب، بل ويمارسون بحقه أبشع صور الإهانة والاستحقار. فإذا عزم الشاب الفلسطيني المسلم على أداء فريضة الجمعة، تعرّض للتفتيش من رأسه إلى أخمص قدمه، وبعد الامتهان والإذلال يُمنع من الصلاة... هذا هو أبشع أنواع الظلم. وعلى العالم الإسلامي أن يعي المرحلة وأن يتحمّل مسؤوليته تجاه ذلك.» الإمام الخامنئي (16/12/2001 (
تصاعد الاحتجاجات الجماهيرية وتتابع العمليات الاستشهادية
بعد تصاعد موجة الاحتجاجات الجماهيرية في البلدان الإسلامية، أعلن الصهاينة أنهم سيفتحون أبواب المسجد الأقصى، ولكنهم جهّزوها ببوابات تفتيش إلكترونية، فاندلعت موجة استياء عارمة في الشارع الفلسطيني وفي سائر الدول الإسلامية وفي أوساط فصائل المقاومة الفلسطينية والعلماء والمثقفين الملتزمين في العالم الإسلامي. هذا وقد شهدت الساحة بعد العملية الاستشهادية في المسجد الأقصى بتأريخ 14 يوليو، عمليات استشهادية أخرى في القدس منذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا، على يد الشباب الثوري الفلسطيني، دفاعاً عن المسجد الأقصى. هذا في الوقت الذي نجد فيه ساسة الكثير من البلدان العربية والإسلامية لم يحرّكوا أي ساكن حتى هذه اللحظة تجاه ما حصل من انتهاك حرمة قبلة المسلمين الأولى، ولم يكتفوا بهذا وحسب، بل وجّهوا اعتراضهم على هذه العملية الاستشهادية.
تجاهل القضية الفلسطينية
«لا يوجد في البلدان الإسلامية أيّ مؤشر على عزيمتهم لمعالجة هذا الخطر الكبير الذي لا يتمثّل إلّا في إزالة هذا الكيان الصهيوني العنصري، بل على العكس من ذلك حيث يشهد المرء مؤشرات من اتساع رقعة اتفاقية كامت ديفيد وتكميل خيانة السادات في بعض الدول العربية. ولا أدري هل أعدّت هذه الدول بهذا التصرف المذلّ والاستسلام المخزي أمام العدو اللدود للمسلمين والعرب، جواباً أمام شعوبها وأمام الله؟» الإمام الخامنئي (16/6/2001)
«من الأخطار الكبيرة التي تهدد العالم الإسلامي اليوم التقليل من أهمية القضية الفلسطينية الهامة وإيداعها في غياهب النسيان، وهذا للأسف ما يتحقق بالفعل. ذلك أن بعض البلدان الإسلامية تتحرك وتتحدث وتعمل بطريقة تؤدي إلى تجاهل قضية فلسطين ورميها في بقعة النسيان، وهذا خطر كبير جداً. فإن فلسطين هي قضية العالم الإسلامي الأولى.»
الإمام الخامنئي (26/6/2017)
«من الأخطار الكبيرة التي تهدد العالم الإسلامي اليوم التقليل من أهمية القضية الفلسطينية الهامة وإيداعها في غياهب النسيان، وهذا للأسف ما يتحقق بالفعل. ذلك أن بعض البلدان الإسلامية تتحرك وتتحدث وتعمل بطريقة تؤدي إلى تجاهل قضية فلسطين ورميها في بقعة النسيان، وهذا خطر كبير جداً. فإن فلسطين هي قضية العالم الإسلامي الأولى»
الإمام الخامنئي (26/6/2017)
الشباب الثوري المؤمن..
منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثالثة، كان الشباب الثوري المؤمن ولازالوا هم رادة صفوف الجهاد الأمامية وهم المنفذون للعمليات الاستشهادية، الأمر الذي يدلّ على مضاعفة أهمية القضية الفلسطينية لدى الجيل الفلسطيني الشاب وأمله بتحرير الأراضي المحتلّة.
«لماذا لا یستطیع شباب فلسـطین - وهم من أکثر شباب الأمة العــربیة ذکاء وصموداً - أن یُغلّبوا إرادتهم علی هذا الواقع الظالم؟»
الإمام الخامنئي (4/3/2009)
«من كان يتصور أن الشباب الفلسطيني يتجرأ على تشكيل تنظيم باسم الإسلام، ويرفع شعارات الإسلام، ويهاجم القوات الصهيونية الغاصبة الظالمة القاسية باسم الإسلام؟ ولكن هذا ما حدث... وهو مصداق لقوله: ﴿وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ﴾، وفيه دلالة على أنه: اعلموا أن الوعد الإلهي القائل: ﴿لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ﴾ وأن الله تعالى سينصر هذا الدين وهذه الرسالة على كل النتاجات الفكرية والدينية في العالم، وعدٌ صحيح. فإنّ الله يحقق هذه الوعود التي حلّ أجلها، ولكن شريطة أن لا تتزلزل أقدامنا أنا وأنتم بصفتنا جنود هذه الحركة ورادتها في الحقبة المعاصرة، ولا تنصرف أذهاننا إلى مكان آخر»
الإمام الخامنئي (31/5/2011)