لاحظوا أنه في بلد من بلدان شرق آسیا - في بورما - یقتل آلاف البشر المسلمین ویذهبون ضحیة العصبیة والجهل - إن لم نقل أن هناك أید سیاسیة في هذه القضیة، ولنفترض أن الأمر کان نتیجة العصبیات الدینیة والمذهبیة کما یدّعون - ولا ینبس أدعیاء حقوق الإنسان الکاذبون ببنت شفة. الذین ترقّ قلوبهم کل الرقة للحیوانات، والذین لو وجدوا أبسط الذرائع في المجتمعات المستقلة عنهم وغیر التابعة لهم ضخّموها مئات المرات، یصمتون هنا حيال مذابح ترتکب ضد أناس أبریاء عزّل بلا دفاع من نساء و رجال و أطفال، بل ویبرّرونها! هذه هي حقوق الإنسان عندهم.. حقوق الإنسان المنقطعة عن الأخلاق وعن الروحانيّة وعن الله. یقولون إن هؤلاء لیسوا بورمیین، فلیکن إنهم غیر بورمیین - وهم طبعاً یکذبون في ذلك لأن المسلمین یعیشون هناك منذ ثلاثمائة أو أربعمائة سنة، حسب ما وصلنا من تقاریر - هل یجب أن یقتلوا؟! وقد کانت نفس هذه الحالة طوال سنوات متمادیة في هذا البلد وفي بلدان مجاورة من قبل الغربیین ومن قبل البريطانيين خصوصاً تجاه هؤلاء الأهالي. لقد أنزلوا أشد الویلات بهؤلاء الأهالي. لم یفعلوا أین ما وطأت أقدامهم الأرض سوی الفساد و إهلاك الحرث والنسل کما یعبّر القرآن الکریم.. نعم أنشأوا الأسواق من أجل أن تکون هناك أسواق لبضائعهم، و عرّفوا الناس علی البضائع الجدیدة من أجل ازدهار تجارتهم. هذه الحضارة منقطعة عن الروحانيّة والقرآن.