مراعاة الأحكام الإلهية في كل حال
في فترة الحرب المفروضة على الجمهورية الإسلامية كان بإمكاننا في مواجهة قصف صدّام الصّاروخي لمدننا أن نقابل بالمِثل ونقصف بعض المدن التي كانت تقع في إطار المدى الصّاروخي المتوفّر لدينا ومن ضمن هذه المدن كانت بغداد. 
في ذلك الوقت قال لنا الإمام الخميني (قدّس سرّه) أنّه إذا أردتم توجيه ضربة لنقطة غير عسكريّة - غير المعسكرات وأمثالها- فيجب عليكم أن تعلنوا ذلك بشكل مسبق عن طريق إذاعات الرّاديو أنّنا نريد توجيه ضربة للنقطة الفلانيّة حتّى يتسنّى للنّاس الانسحاب. لاحظوا، هذا النّوع من التقيّد ليس عاديّاً في هذا العالم.

 ~من كلمته في لقائه قادة و منتسبين جيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية بمناسبة يوم الجيش ١٩/٤/٢٠١٥

 

عندما سالت دموع الإمام الخميني رحمه الله
لقد كانت روحانية الناس وعوائل الشهداء وإخلاص المجاهدين على الجبهات تؤثر في الإمام بشكل كبير. لقد شاهدت بكاء الإمام الخميني عن كثب مرات عديدة. كلّما كنا نُحدّثُ الإمام عن تضحيات النّاس، كان يتغيّر حاله ويتأثّر. على سبيل المثال، عندما جاء الأطفال بقججهم وكسروها ليصنعوا جبلاً من المال ويرسلوا الأموال للمجاهدين، كان الإمام في المشفى وتأثّر لمشاهدته هذه المشاهد من خلال التلفاز. لقد قال لي حيث كنت في خدمته: "هل رأيت ما الذي فعله هؤلاء الأطفال؟" في تلك اللحظة رأيت عيناه قد اغرورقتا بالدموع وشرع سماحته بالبكاء. شاهدت بكاء الإمام الخميني مرّة أخرى عندما سردتُ له حديث والدة أحد الشهداء: كنتُ ألقي خطاباً في إحدى المدن، بعد انتهاء الخطاب، ما إن هممت بركوب السيّارة حتّى رأيت سيّدة واقفة خلف الحرّاس وتخاطبني بحديثها، قلت لهم أفسحوا لي الطريق حتّى أعرف ما الذي تريده، تقدّمت إلي وقالت: قولوا للإمام الخميني عن لساني، لقد كان ولدي أسيراً في أيدي الأعداء وقد علمت مؤخّراً أنّه استشهد على أيديهم. قولوا للإمام الخميني فداءٌ لكم، يكفي أن تبقى حيّاً؛ وأنا حاضرةٌ لأن أقدّم سائر أبنائي ليستشهدوا في سبيل نهجكم. عدتُ إلى طهران، تشرّفت بلقاء الإمام الخميني، لكنّي نسيت نقل هذه الرّسالة إلى سماحته، ما إن خرجت حتّى خطر حديث والدة الشهيد في بالي، عدت وتشرّفت بلقاء الإمام مجدّداً ونقلت لسماحته ما قالته تلك المرأة. تغيّرت ملامح الإمام على الفور وشرع بالبكاء بشدّة جعلت قلبي يعتصر ألماً. 
~كلمة الإمام الخامنئي في مختلف شرائح الشعب بعد تعيين سماحته قائداً للثورة الإسلامية ٨/٦/١٩٨٩

 

سبّاقية الإمام الخميني في الدفاع عن كافّة مظلومي العالم
دعم الإمام الخميني الجليل على مدى أعوام طويلة فلسطين ودافع عنها، كما ودافع عن أفغانستان أيضًا. ففي اليوم الذي دخل الاتحاد السوفيتي أفغانستان، ورغم أننا كنا نعاني في مواجهة عداوة أمريكا لنا - والحكومات في مثل هذه الظروف حينما تعادي طرفًا غالبًا ما تتصالح وتنسجم مع الطرف الآخر - بيد أن إمامنا العظيم اتخذ موقفًا حاسمًا ضد الاتحاد السوفيتي، وهو موقفٌ لم تتخذه حتى بعض الحكومات ذات الميول الغربية، ولكن الإمام دعم شعب أفغانستان دون أية ملاحظة ومجاملة، ودعم شعب لبنان، ودعم الفلسطينيين بكل موّدة وصفاء. هذا هو منطق الإمام الخميني في خصوص مواجهة الاستكبار. وبهذا المنطق يمكن اليوم تشخيص قضايا العالم وفهم الموقف السليم. إننا في الوقت الراهن، وبنفس القدر الذي نعارض به السلوك الهمجي الغاشم لتنظيم داعش في العراق وسورية، فإنّنا نعارض السلوك الظالم للشرطة الفيدرالية الأمريكية داخل أمريكا - وكلاهما شبيهان ببعضهما البعض-، وبنفس الدرجة التي نعارض بها الحصار الظالم ضد أهالي غزة المظلومين، نعارض قصف الشعب اليمني المظلوم الذي لا مأوى له، وبنفس القدر الذي نعارض به التشدد ضد الشعب البحريني، نعارض هجمات الطائرات الأمريكية من دون طيار ضد شعبي أفغانستان وباكستان. هذا المنطق هو منطق الإمام الخميني. ففي أيّ موضع يحلّ الظلم فيه يظهر هناك طرفان: ظالم ومظلوم، نحن نكون للمظلوم عونًا وللظالم خصمًا، وهذا موقفٌ كان الإمام الخميني يتخذه بكل صراحة، ويُعتبر من خطوطه الرئيسية.
~من كلمة الإمام الخامنئي في مراسم إحياء الذكرى السادسة و العشرين لرحيل الإمام الخميني (رض) ٤/٦/٢٠١٥