وفي التفاصيل حلَّ القائد العام للقوات المسلحة في الجمهورية الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي ضيفاً على كلية علوم الشرطة، حيث استهل سماحته زيارته للكلية بزيارة قبور الشهداء وقراءة الفاتحة وإهدائها لأرواحهم الطاهرة، بعدها قام سماحته باستعراض قوات الشرطة الحاضرة في ميدان الكلية. كما تفقّد سماحته جرحى قوات الشرطة الذين حضروا المراسم.
عقب ذلك ألقى قائد الثورة الإسلامية كلمةً أشار فيها إلى سوابق أقطاب نظام الهيمنة خاصة أمريكا وأذنابها في خلق حالة عدم الاستقرار في إيران بعد انتصار الثورة الإسلامية وأردف سماحته القول: مع وجود كافة الخطوات والحركات الشريرة التي مورست من أجل سلب البلاد أمنها واستقرارها على مدى الأعوام الـ٣٨ الماضية، إلّا أن المؤسسات المسلّحة ومن ضمنها قوى الأمن والشباب المؤمن، وقفوا جميعاً بتمام القوّة والشجاعة ودافعوا عن أمن البلاد.
وأوضح الإمام الخامنئي أسباب انعدام الأمن والاستقرار في المنطقة في الوقت الراهن وأشار سماحته إلى دور التدخلات الأمريكية والصهيونية الشريرة والشيطانية من أجل بسط السيطرة على المنطقة وتأمين مصالحها غير المشروعة وإضعاف الشعوب في تحقق هذا الأمر قائلاً: يصنعون داعش في يوم من الأيّام، وعندما يلفظ داعش أنفاسه الأخيرة بهمّة المقاومة والشباب المؤمن، يسعون وراء مخططات خبيثة أخرى لكن أنوف زعماء نظام الهيمنة ستمرّغ مرّة أخرى بالتراب بفضل التوفيق الإلهي وبهمّة الشباب الإيراني وشباب المقاومة.
ولفت قائد الثورة الإسلامية إلى أنّ السبيل الوحيد لمجابهة تغلغل وأطماع قوى الهيمنة وأمريكا على وجه الخصوص هو احساس شعوب وحكومات المنطقة بقوّتها واستخدام هذه القوّة وأكّد سماحته: إذا ما تنازلنا فإنّ العدوّ سيتقدّم.
وفي هذا الخصوص أشار الإمام الخامنئي إلى وقاحة أمريكا في قضية الاتفاق النووي وأضاف قائلاً: تكشف أمريكا يوميّاً عن جانب من شرورها وتثبت ما قاله الإمام الخميني بأنّ "أمريكا الشيطان الأكبر"، والحقّ هو أنّ أمريكا هي أخبث الشياطين.
واستعرض قائد الثورة الإسلامية بصورة مختصرة أسباب مساعي العلماء الإيرانيين العلمية وأسلوبهم المتّبع من أجل الحصول على علم الطاقة الذريّة قائلاً: بناء على نتائج أبحاث المتخصصين العلمية والدقيقة، فإنّ البلاد ستكون على مدى الأعوام القادمة بحاجة لما لا يقل عن ٢٠ ألف ميغاواط من الكهرباء المنتجة بواسطة المفاعلات النووية من أجل تأمين الكهرباء، وعلى هذا الأساس سار الشعب الإيراني في مسار علمي وعملي واتخذ خطوات مشروعة وصحيحة وغير خطيرة من أجل تأمين مصالحه، لكنّ أمريكا المعارضة لتقدّم الشعب الإيراني وسائر الشعوب العلمي، وقفت في وجه هذا التحرّك المشروع وفرضت عقوبات ظالمة.
وأضاف قائد الثورة الإسلامية: لقد وصل مسؤولو البلاد إلى هذه النتيجة، أن يغضوا النظر عن بعض حقوق البلاد في سبيل رفع العقوبات الاقتصادية ولكننا اليوم نشاهد أنه وعلى الرغم من كل الاتفاقيات والتعهدات والنقاشات المعمقة خلال المفاوضات، نشاهد أن تعامل أمريكا مع هذه المفاوضات ونتيجتها تعامل ظالم ومتغطرس ومتعجرف.
وتسآل الإمام الخامنئي في مواجهة هذه التحركات العدائية للأعداء ماذا على الشعب الإيراني والمسؤولين في إيران التصرف؟ وأكد سماحته: يتوجب على المسؤولين أن يثبتوا لقادة نظام الولايات المتحدة الأمريكية الفاسدين، أنهم يستندون إلى شعبهم والشعب الإيراني شعبٌ مقتدرٌ، وببركة الإسلام لن يرضخ للغطرسة ولن يركع.
وتابع قائد الثورة الإسلامية: فليعلم الأمريكيون أن الشعب الإيراني شعبٌ ثابتٌ على مواقفه المشرفة والقوية وفيما يخص القضايا المتعلقة بالمصالح الوطنية الهامة فليس لكلمة تراجع وجود في قاموس الجمهورية الإسلامية بل سوف تواصل الجمهورية الإسلامية طريقها قدماً.
وأكد الإمام الخامنئي: فليدرك العدو أنه إذا كانت الغطرسة والعجرفة تجدي نفعاً في بقية أنحاء العالم، فإنها لن تجدي نفعاً مع الجمهورية الإسلامية، وهذا النظام واقفٌ منتصب القامة وبكل قوة وقدرة.
واعتبر الإمام الخامنئي سبب العداء المتزايد للجمهورية الإسلامية أمراً يبعث الإلهام في قلوب الشعوب الأخرى وأضاف سماحته: المسؤولون الأمريكيون الفاسدون والكاذبون والمخادعون يتهمون بكل وقاحة الشعب الإيراني ونظام الجمهورية الإسلامية بالكذب، في وقت تحركت خلاله إيران بكل صدق وسوف تواصل حركتها في هذا الطريق حتى نهايته بكل صدق.
وتوجه قائد الثورة الإسلامية بخطابه للأمريكيين بقوله: الكاذبون هم أنتم؛ الكاذبون هم أولئك الذين لا يعترفون بسعادة ورفاه أي شعب آخر ويجيزون لأنفسهم تحقيق مصالحهم غير المشروعة بأي طريقة كانت.. الجمهورية الإسلامية واقفة بثبات وستواجه كل تحرك خاطئ من قِبل نظام الهيمنة فيما يتعلق بالاتفاق النووي برد الفعل المناسب.