وخلال لقائه بمئات من النخب الشابّة وأصحاب القدرات العلمية اعتبر الإمام الخامنئي أنّ التبعيّة السياسيّة أمرٌ في غاية الخطورة وتؤدّي إلى تعاسة الشعوب وأشار سماحته إلى قطع إيران الكامل لعلاقاتها بأمريكا قائلاً: العدو يرصد تغييرات وأنشطة وفعاليات الجمهورية الإسلامية وهو غاضب بشدّة وشديد القلق من تحوّل إيران من "بلد تبعي متخلّف" إلى بلد "مؤثر، صاحب نفوذ ومتمتّع بقوّة سياسية، دفاعية وعلمية متنامية".
ولفت قائد الثورة الإسلامية إلى أن تحوّل إيران إلى قدوة في أنظار الشعوب يسبب تضاعف غضب ويأس أصحاب السلطة وأضاف سماحته: لقد أثبت الشعب الإيراني في غضون الأعوام الأربعين المنصرمة إمكانية عدم الخوف من القوى العظمى، الثبات والصمود أمامهم ونيل التقدم والتطور المتزايد بشكل يومي في ظل وجود الضغوط والعقوبات.
وصرّح الإمام الخامنئي: لا نودّ صرف وقت اللقاء بالنخب الشابّة الجيّد والمفيد على الرّد على أراجيف وأباطيل وتبجّح رئيس جمهورية أمريكا الثرثار.
ونبّه سماحته: مع ذلك علينا جميعا الالتفات إلى نقطة هامّة هي ضرورة معرفة العدو لأنّ أي شعب لا يعرف عدوّه ويعتبره صديقاً أو محايداً سيكون حتماً في معرض الخطر والتهديد.
ووصف سماحته النظام الأمريكي الشرير بالشيطان الأكبر، التعبير الذي أطلقه عليه الإمام الخميني الراحل وأردف قائلاً: الإدارة الأميركية تعمل لصالح الصهيونية العالمية وهي عدوّة الشعوب المستقلّة وتقف وراء غالبية الحروب في المنطقة والعالم وهي كمصاص الدماء تسعى لسلب الشعوب كل ممتلكاتها.
وذكّر قائد الثورة الإسلامية بتصريحات الرئيس الأمريكي ترامب فيما يخص خلق أمريكا لداعش وأضاف قائلاً: من الطبيعي أن يجعجع ويصرّح القادة الأمريكيون اليوم ضدّ حرس الثورة الإسلامية الذي أحبط أهداف أمريكا وداعش الخطيرة في المنطقة.
وقال الإمام الخامنئي بأنّ فشل مخططات أمريكا في المنطقة في سوريا، لبنان والعراق سبب آخر لغضب القادة الأمريكيين وأردف قائلاً: لقد أحبطت الجمهورية الإسلامية مخططات أمريكا المشؤومة والخبيثة.
وشدّد قائد الثورة الإسلامية: فليتيقّن وليجزم الجميع بأن أمريكا ستُصفع هذه المرة أيضاً وسيهزمها الشعب الإيراني الثوري.
ومع تأكيده على "الحذر من الغفلة أمام مكر وحيلة أمريكا" قال سماحته: يستعرض الرئيس الأمريكي بلاهته وحماقته، ولكن لا ينبغي أن يؤدي ذلك إلى غفلتنا عن مكر أمريكا وخداعها واستصغارنا لها، بل يجب أن نتحلى بالحكمة واليقظة والجهوزية التامّة.
وتابع سماحته: طبعا فإن الحرب العسكرية لن تنشب لكن توجد قضايا لا تقل أهمية عن الحرب لذلك يجب علينا توقعها والتنبّه إليها.
كما اعتبر الإمام الخامنئي أنّ العلم والقوة الدفاعية من ضمن عناصر قوّة الشعب الإيراني الأساسية وأضاف قائلاً: فليخسأ العدو، قدراتنا الصاروخية تتعاظم يوما بعد يوم.
ورأى قائد الثورة الإسلامية أنّ الاقتصاد يمثّل عنصراً آخراً من عناصر قوّة إيران وشدّد سماحته: يجب التعامل بجديّة والاهتمام بتقليص التبعيّة ومضاعفة القوّة الاقتصادية الذاتية.
وفي مقطع آخر من كلمته شدّد الإمام الخامنئي على ضرورة مضاعفة القوة الدفاعية قائلاً: في تلك الأعوام التي رزحت فيها طهران تحت وطأة قصف صدام وحلفائه الغربيين، عمل شباب بلادنا على حلّ هذه المشكلة وبدؤوا من الصفر وحصلوا تدريجيا على هذا النوع من القوّة بحيث أنّ العدو ما إن رأى القدرة على المقابلة بالمثل، تراجع إلى الوراء.
وتابع سماحته: اليوم أيضاً يجب علينا أن نضاعف مستوى قدراتنا الدفاعية كي لا يتجّرأ العدو ويمتلك الوقاحة لشنّ هجوم وارتكاب حماقة.
وتحدّث قائد الثورة الإسلامية حول سلوك الأوروبيين تجاه الاتفاق النووي مؤخّراً حيث قال سماحته: الأوروبيون ومع إدراكهم لكون الاتفاق النووي يصبّ في مصلحتهم ومصلحة الأمريكيين، عارضوا كلام رئيس جمهورية أمريكا بشأن تمزيقه وهذا موقف جيد لكنّه غير كاف.
تابع سماحته: لن نمزّق الاتفاق النووي ما لم يمزّقه الطرف المقابل لكن لو مزّقوه فسوف نفتّته.
وشدّد الإمام الخامنئي: على الأوروبيين الوقوف بوجه قرارات الإدارة الأمريكية من ضمنها نقض الاتفاق النووي كفرض العقوبات التي من المنتظر تصويبها في الكونغرس واجتناب التناغم مع الأمريكيين في قضايا كقوّة إيران الدفاعية وحضور إيران في المنطقة لأنّنا نرفض بشكل قاطع تناغم الأوروبيين مع غطرسات أمريكا.
وتابع سماحته في هذا الصدد: أولئك الذين يملكون صواريخ وأسلحة نووية ينهون الشعب الإيراني عن امتلاك صواريخ ذات مدى ألفين أو ثلاثة آلاف كيلومتر، ما علاقتكم بهذا الموضوع وبسائر القضايا المتعلّقة بإيران؟