وفي ما يلي النص الكامل للكلمة التي ألقاها سماحته خلال هذا اللقاء:

بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين وصحبه المنتجبين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. 
أرحب بكم كثيراً أيها الإخوة الأعزاء والأخوات العزيزات. إنكم هنا بين إخوتكم وفي بيتكم، ونتمنى أن يوفقكم الله تعالى جميعاً ويعينكم ويهديكم لتستطيعوا إن شاء الله إنجاز العمل الكبير الذي تحملوه على عاتقكم. 
إنَّ لمجموعة مجالس الشورى في البلدان الإسلامية التي لها من العمر قرابة ربع قرن من الزمان مكانة مهمة: بداية أنتم رؤساء ومسؤولو وأعضاء مجالس (الشورى) في البلدان الإسلامية نواب الشعوب، وهذه نقطة مهمة. ثانياً من ناحية أخرى إنّكم لستم مقيدين بالقيود الدبلوماسية التي تُقيِّد حكوماتكم، فتستطيعون أن تطرحوا احتياجات شعوبكم والشعوب المسلمة والأمة الإسلامية في العالم بصراحة أكبر وبمواقف أكثر جدية. أعتقد أنَّه يجب الاستفادة من هذا الموقع المهم لأداء الواجبات الدينية والتاريخية. إننا نتحمَّل واجباً دينياً كبيراً حيال الأمة الإسلامية، جميعنا، جميع الذين لهم مكانة ما في ناحية من نواحي العالم الإسلامي. وأنتم من هذا القبيل، ونحن أيضاً من هذا القبيل، يقع على عاتقنا جميعاً واجب ديني؛ أي أنَّ للإسلام والدين مطالبه منا. لنعمل بهذا الواجب أولاً، وثانياً إننا أيضاً نحمل واجباً تاريخياً على عاتقنا. إنَّ العالم اليوم يسير في سياق تطورات وتحولات مهمة. ما يشعر به المرء هو أنَّ المعمورة كلها حبلى بتحولات مهمة، ولا يختصُّ الأمر بمنطقة آسيا أو أفريقيا أو غرب آسيا على الخصوص، بل هناك شعورٌ بوجود تغيراتٍ تحدث في العالم كله. وينبغي ممارسة دور في خِضَّم هذه التغيرات. لقد تلقَّى العالم الإسلامي خلال فترة من الفترات ضربات قاصمة شديدة. بعد الحرب العالمية الأولى تمزّق العالم الإسلامي، وتسلَّط على البلدان الإسلامية في غرب آسيا وفي شمال أفريقيا أشخاصٌ لم يكونوا أهلاً على الإطلاق، تسلطوا (على الشعوب) من دون أي سبب ومن دون أي أهلية (لذلك). وقد ترك هذا الأمر آثاره طويلة الأمد على العالم الإسلامي. يجب أن لا نسمح بوقوع مثل هذا الحدث مرة أخرى وبتكرار مثل هذه التجربة. 
ثمة مواضيع مهمة ضمن جدول أعمال هذا الاجتماع، وطبقاً للبرنامج الذي زودونا به هناك مواضيع مهمة ضمن جدول الأعمال سوف أشير إلى بعضها لاحقاً. ولكن بعض المواضيع أغفلت وكان يمكن أن تحظى بالاهتمام، قضية اليمن، وقضية البحرين، إنها قضايا بالغة الأهميّة، وهي جراح غائرة ووخيمة في جسد الأمة الإسلامية. يجب حل هذه القضايا. طبعاً طرحت قضية ميانمار (بورما)، وقضية كشمير. وصيتي للإخوة والأخوات المؤمنين والمسلمين هي أن نكون صريحين فيما يتعلق بالقضايا الأساسية والحيوية في العالم الإسلامي. إذا كنا صريحين نستطيع أن نصنع تياراً في العالم. نحن نحتاج لصناعة تيار وسياق في الرأي العام العالمي وفي أذهان النُخبة في العالم. ثمة حقائق فلنجعل هذه الحقائق عامة منتشرة، ولنترك أثراً في الرأي العام لشعوب العالم. لا تسمحوا بأن يتجاهلوكم ويمحوا قضايا العالم الإسلامي المهمة من خلال مؤامرة الصمت. لا تسمحوا بتجاهل القضايا الأساسية للعالم الإسلامي في أنظار الرأي العام العالمي تحت وطأة ضجيج القضايا الفرعية والمسائل الزائفة. يجب عدم السماح لهذه الإمبراطورية الخطرة والعاتية من الإعلام الغربي والتي هي بيد الصهاينة غالباً، بتجاهل هذه القضايا الهامّة في العالم الإسلامي، وسوف أشير إلى بعضها. قضية فلسطين واحدة من هذه القضايا بالغة الأهمية، بل هي أهم قضية في العالم الإسلامي، يتجاهلون تماماً هذه الضغوط التي تُفرض على الشعب الفلسطيني وهذه المشاكل التي يعيشها. 

لا تسمحوا بأن يتجاهلوكم ويمحوا قضايا العالم الإسلامي المهمة من خلال مؤامرة الصمت.

نعتقد أنه يمكن دحر الإمبراطورية الإعلامية الصهيونية الغربية، يمكن دحرها وهزيمتها، إذا عقدنا جميعنا العزم على ذلك فسوف نستطيع تحقيقه. إنَّ هزيمة الصهاينة في الحرب الناعمة ممكنة هي الأخرى كما هُزم الصهاينة في الحرب الصلدة. كما لاحظتم فإن الكيان الصهيوني هُزم في لبنان وأُرغم على التراجع واضطر للاعتراف بالهزيمة، في حين كان الجميع يتصورون أنه كيان لا يمكن دحره وهزيمته. في الحرب الناعمة أيضاً يمكن هزيمة الكيان الصهيوني وعملائه. 
هناك عدة قضايا أساسية أشير لها وهي مدرجة كلها طبعاً ضمن جدول أعمال المؤتمر. إحداها قضية فلسطين. ينبغي أن لا يُغفل على الإطلاق عن قضية فلسطين حتى للحظة واحدة، فهي قضية على جانب كبير جداً من الأهمية. اعتقادي هو أنّ ما شهدته فلسطين طوال هذه الأعوام السبعين أو الثمانين الأخيرة غير مسبوق على مدى التاريخ. ضمن حدود علمنا لا يوجد نظير له في أي مكان، لا في زماننا ولا في الأزمنة القريبة منا، ولا في أية حقبة من حقب التاريخ، لا أعرف أنَّ ما يشبه هذا الحدث قد وقع. فما هي هذه القضية؟ القضية هي أنهم صنعوا ثلاث أحداث (مصائب) لشعب ما (الشعب الفلسطيني). بداية اغتصبوا أرضه وبلاده، واحتلوها. في أماكن أخرى من العالم تم احتلال أراضي وبلدان من قبل الأجانب، وليس هذا أمراً غير مسبوق، ولكن إلى جانب هذا الاحتلال قاموا بتهجيرٍ جماعي؛ أي أن الملايين من (أبناء) الشعب الفلسطيني مُبعدون ومنفيون اليوم عن ديارهم وعن بيوتهم ومدنهم ومشردون وبعيدون ولا يُسمح لهم بالذهاب إليها. هذه هي (الحادثة) الثانية أي التهجير والتشريد المليوني الجماعي. 
و(الحادثة) الثالثة هي أن كلا هاتين الحادثتين ترافقتا مع قتل ومذابح جماعية، فقد قتلوا عدداً كبيراً من النساء والرجال والأطفال في المدن والقرى في بداية الأمر، قتلوهم بشكل جماعي وارتكبت في حقهم جريمة إنسانية عظمى. هذه هي القضية الفلسطينية. إنها حادثة احتلالٍ ونفيٍ وقتلٍ لشعب، ولا تستهدف إنساناً واحداً أو جماعة محدودة من الناس، بل تستهدف شعباً بأكمله. إنها قضيةٌ لا سابقة لها في التاريخ. نعم، حصلت حالات تهجير، وفي بعض الأحيان نقلوا جماعة من الناس من منطقة إلى منطقة أخرى في بعض البلدان، ولكن في ديارهم وفي بلادهم. أمَّا أن يقوموا بإخراج شعبٍ من بلده -منذ عشرات السنين والمجاميع الفلسطينية إمَّا هم أو آباؤهم طردوا من فلسطين ويعيشون في مخيمات- فما معنى هذا؟ مثل هذا الشيء لم يحصل في أي مكان من العالم. هذه القضية قضية استثنائية وظلم تاريخي لا نظير له. إنه بلا شك جور تاريخي لا نظير له، ومن واجبنا، أي إنه في الإسلام باجماع كل المذاهب الإسلامية، يجب في مثل هذه الحالات النزول إلى الساحة والدفاع، يجب أن يدافعوا بأي شكل متاح لهم. يجب بالتالي أن يتم هذا الشيء. وأعتقد أن هذه المجاهدة ضد الكيان الصهيوني سوف تؤتي نتيجتها، هذا ما نعتقده. أن نتصور أنه لم تعد هناك فائدة وأن الأمر قد فات فلا، ليس الأمر كذلك، حتى لو انقضت عشرات السنين، فسوف تتحقق النتيجة حتماً إن شاء الله وبإذن الله، كما أنَّ المقاومة تطورت لحد اليوم، المقاومة تطورت وتقدمت. 

القضية الفلسطينية قضيةٌ استثنائيةٌ وظلمٌ تاريخيٌ لا نظير له، إنَّه بلا شك جور تاريخي لا نظير له.

لاحظوا أنَّ الصهاينة رفعوا ذات يوم شعار من النيل إلى الفرات، واليوم يبنون حول أنفسهم سوراً ليستطيعوا حماية أنفسهم هناك في أرض مغصوبة. إذن لقد تقدمت هذه المقاومة إلى الأمام، وسوف تتقدم بعد الآن أيضاً، وفلسطين مجموعةٌ واحدةٌ وبلدٌ واحدٌ وتاريخٌ واحدٌ، وفلسطين كما قيل مراراً من النهر إلى البحر، من نهر الأردن إلى البحر الأبيض المتوسط، هذه هي فلسطين، والقدس هي عاصمة فلسطين هذه بلا شك، ولا يمكن المساس إطلاقاً بهذه الفكرة الأساسية وهذه الحقيقة. وهذا العمل الذي قام به الأمريكيون الآن ويقومون به، هذا الشخص الذي يتولى الأمور في أمريكا اليوم يتصرف بصراحة أكبر بعض الشيء، والآخرون أيضاً كانوا يتابعون هذا النهج، أولئك أيضاً لم يكونوا يختلفون عن هذا، وقد ارتكب هذا الشخص هذه الحماقة الزائدة تجاه القدس، وهذا شيء لن يؤدي إلى أي نتيجة بلا شك، فهم غير قادرين على تحقيق نتائج الشيء الذي صرّحوا به. الحكومات التي تساعد أمريكا في منطقتنا اليوم إنما تمارس خيانة، ليتنبه الجميع إلى هذا الشيء، هذه خيانة صريحة أن يتصالح شخص مع العدو، مع عدو مثل الصهاينة، يتحارب ويتنازع مع إخوته المسلمين، كالشيء الذي يقوم به السعوديون حالياً. هذا العمل خيانة للأمة الإسلامية وللعالم الإسلامي بلا شك. هذه هي النقطة الأولى. 

العمل الذي يقوم به السعوديون حالياً هو خيانةٌ للأمة الإسلامية وللعالم الإسلامي بلا شك.

النقطة الثانية هي قضية الاتحاد الإسلامي. يجب أن لا نسمح للاختلافات العرقية والإقليمية واللغوية والطائفية أن توجد خلافات بيننا. لقد قلنا هذا للجميع ونقوله اليوم أيضاً وقد قلناه دوماً، وحتى الذين عادونا بصراحة قلنا لهم إننا مستعدون للتعامل معكم بأخوّة. طبعاً لا يستطيع البعض أن يفعلوا ذلك، فهذا شيء لا تقوى عليه بعض الحكومات. لكن عقيدتنا هي أن العالم الإسلامي بعدد سكانه الضخم وبإمكانياته الجمّة وبمكانته وموقعه بالغ الحساسية والأهمية، حيث أنَّ العالم الإسلامي اليوم سواء في أفريقيا أو في آسيا أو في غرب آسيا أو في وسط آسيا، لا شكَّ أن اتحاد هذه المجموعة يمكنه تشكيل قوة كبيرة في العالم، ويمكنه أن يكون مؤثراً. علينا أن نُنجز هذا الاتحاد وأن نتآزر ونساعد بعضنا بعضاً ونرسل قوانا وقدراتنا لمساعدة بعضنا البعض. هذه النزاعات التي شاعت وهي غالباً من صنع أمريكا والصهاينة، فهم من يزرع الخلافات، هذه النزاعات يجب أن تتوقف، علينا أن لا نسمح لهم من خلال هذه الأعمال أن يوفروا للكيان الصهيوني هامشاً من الأمن. إنهم؛ أي أعداء العالم الإسلامي من طموحاتهم أن تكون هناك في داخل العالم الإسلامي خلافات ومعارك وحروب وسفك دماء ليتوفر للصهاينة هامش أمني. لنمنع ذلك ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً.  
النقطة الثالثة نقطة على جانب كبير من الأهمية وهي السعي للتقدم العلمي. لقد توصل العالم الغربي إلى الثروة عن طريق العلم، وامتلك القوة الدولية عن طريق العلم، فقد تقدموا في العلم وهيمنوا على العالم كله، ولكن لأنهم كانوا يفتقرون للإيمان ولأنهم لم يكونوا جديرين فقد استخدموا هذا العلم على نحو سيئ. جعلوا هذا العلم ينتهي إلى الظلم والاستغلال والاستعمار والاستكبار. إننا لا نريد القيام بهذه الممارسات، لكننا متأخرون من الناحية العلمية. يجب على العالم الإسلامي أن يسعى لأن يتقدم شبابه من النواحي العلمية، وهذا شيء ممكن. نحن هنا قمنا بهذا الشيء، فقد ارتفعنا بدرجاتنا من حيث المرتبة العلمية إلى مراتب عالية. وقد قمنا بكل هذه الأعمال خلال فترة الحظر، فقد فُرض علينا الحظر منذ سنين من قبل القوى المعتدية. في ظروف الحظر، ساعدنا هذا الحظر لنستطيع تحقيق ازدهارنا، وأن نفكر في أنفسنا، ونتذكر أنفسنا، ونستفيد من طاقاتنا. إننا في الوقت الراهن على الحدود الأمامية للعلم في مجالات مهمة، بينما كنا متأخرين كثيراً في الماضي. في الطب، وفي النانو، وفي الخلايا الجذعية، وفي العلوم النووية، وفي الكثير من العلوم الأخرى، استطاع شبابنا أن ينموا ويعملوا وينجزوا أعمالاً كبيرة. إن عدد الشباب المتعلمين العلماء في بلادنا اليوم أكثر بكثير مما هو موجود في العديد من بلدان العالم، أو معظم بلدان العالم. إذن هذا الشيء ممكن. من الأعمال التي ينبغي متابعتها في البلدان الإسلامية قضية التقدم العلمي. ويجب أن نساعد بعضنا بعضاً في هذا المضمار. وهناك بعض البلدان الإسلامية الأخرى أيضاً حققت لحسن الحظ تقدماً جيداً جداً في هذا الميدان. 
ونقطة أخرى هي لنفضح الادعاءات الكاذبة للشيطان الأكبر، والشيطان الأكبر هو أمريكا. إن لهؤلاء ادعاءاتهم الكاذبة، ويجب فضح هذه الادعاءات. من هذه الادعاءات قضية حقوق الإنسان. إنهم ضد حقوق الإنسان ويتشدقون بحقوق الإنسان، ويُكثرون الكلام عن حقوق الإنسان ويطرحونها. والحال أنَّ الأعمال التي يقومون بها على الضد من حقوق الإنسان. وهذا الشخص الذي يتولى زمام الأمور اليوم يقول هذه الأمور بشكل صريح، أما الآخرون الذي كانوا قبله فهم أيضاً كانت لهم الممارسات نفسها لكنهم لم يكونوا يتحدثون عنها بهذه الصراحة. أما هذا فيتحدث بصراحة وبشكل مفضوح وواضح، يتحدث ضد إفريقيا وضد الأعراق وضد أمريكا اللاتينية وضد كل الناس وضد المسلمين وضد كل شيء. هؤلاء يتصرفون ضد حقوق الإنسان لكنهم يرفعون راية حقوق الإنسان، وهذا شيء يجب فضحه وكشفه. هذه كذبة كبيرة يجب فضحها. أو الحرب ضد الإرهاب، إنهم يزعمون مكافحة الإرهاب. أولاً هم أنفسهم يدافعون عن الحكومة الصهيونية الإرهابية. الحكومة الصهيونية في فلسطين المحتلة حكومة إرهابية. وهي نفسها تصرّح بذلك؛ أي إن الإسرائيليين أنفسهم لا ينكرون أنهم يمرِّرون أمورهم بالإرهاب. هذا ما يقولونه، ففي بعض الأحيان يصرحون بذلك علانية وبكل صراحة، والذي يحمي هذه الحكومة في المنطقة هي بالدرجة الأولى أمريكا. إذن، هم يدعمون هذه الحكومة الإرهابية. ثم إنهم يدعمون الإرهابيين الآخرين، داعش هذه التي كانت قد شكلت مشكلة كبيرة لبعض بلدان منطقتنا، الأمريكيون هم الذين أوجدوا داعش هذه. وهذا ما اعترفوا به أنفسهم وأقرّوا به. هذا الشخص نفسه اتهم في دعاياته الانتخابية مراراً وتكراراً الحكومة التي سبقته بأنها أوجدت داعش. وكان على حق فهذا الكلام صحيح، فهم الذين أوجدوا داعش. وحتى الآونة الأخيرة حيث كانت داعش تلفظ أنفاسها الأخيرة في سورية كان هؤلاء يعملون على دعمها وحمايتها ويدافعون عنها إلى هذه الفترة الأخيرة، هذه الفترة القريبة جداً. 

الحكومة الصهيونية في فلسطين المحتلة حكومة إرهابية وهي نفسها تصرّح بذلك.

إذن، هؤلاء أنفسهم أنصارٌ للإرهاب، وهم من مسببي الإرهاب، ومع ذلك يرفعون راية محاربة الإرهاب. هذا شيء يجب فضحه وكشف النقاب عنه. هذا شيء يجب قوله للعالم. وقد أشرت إلى أنكم يجب أن تصنعوا تياراً وتؤثروا في أفكار النخبة في العالم وفي الرأي العام العالمي، وتكشفوا لهم عن هذه الحقائق. أقول إن ما نقوله في الجمهورية الإسلامية مع أخوتنا ونطرحه عليهم ونُصرُّ عليه، هذه أمور جرّبناها بأنفسنا. إنها أمور قمنا بها عملياً وليست أموراً نقولها باللسان فقط. من جملة ما أصرّ عليه وأوصي به مجاميع أخوتنا المسلمين في هذه المؤتمرات والملتقيات من هذا القبيل هو أن لا يعتبروا الأمر منتهياً بمجرد إصدار بيان ختامي. إنكم تجلسون في لجنة وفي هذا المجمع العام وتصدرون بياناً، لكن القضية لا تنتهي عند هذا الحد، فهذا جزء من العمل. والجزء الآخر هو متابعة العمل والمساعدة على تحقيق القرارات. يجب العمل. لقد فرضوا علينا حرباً اقتصادية، فقد أدركوا أن الاقتصاد مهم في بلادنا. إنهم يشنون علينا حرباً اقتصادية منذ سنين طويلة، وقد بلغوا بهذه الحرب ذروتها، والحرب الاقتصادية هذه مستمرة اليوم. الحظر أحد جوانب الحرب الاقتصادية ضدنا. والحمد لله لم ننهزم، ولم نركع، بل تغلبنا على هذه المشكلة. وسوف نتغلب بعد الآن أيضاً إن شاء الله وسنصنع من الحظر إن شاء الله أداة للازدهار. إننا نعتبر سيادة الشعب الدينية سبب نمو وتقدم وتنمية، سواء التنمية المعنوية أو التنمية المادية. سيادة الشعب الدينية قيمة عالية جداً نستفيد منها لدنيا الشعب ولآخرته، وقد استطاع الشعب الإيراني بحول الله وقوته وسوف يستطيع بعد الآن أيضاً أن يحبط مؤامرات أمريكا، وبعد هذا أيضاً سوف نُحبط مؤامرات أمريكا إن شاء الله، ونتمنى أن تتقوى هذه الحوافز في البلدان الإسلامية وبين الشعوب الإسلامية بحيث تتحول إلى صفعة قوية من كل العالم الإسلامي توجّه لكل مؤامرات الاستكبار. أتمنى التوفيق لكم جميعاً، وأرحب بكم جميعاً مرة أخرى. 
والسّلام ‌عليكم ‌و‌رحمة ‌اللّه ‌وبركاته.