المنطق الذي طرحه الإمام الخميني الجليل «إسرائيل يجب أن تزول من الوجود» هو منطق إنساني، وقد عرضنا آليته العملية على العالم، ولم يستطع أحد تسجيل مؤاخذة منطقية على هذه الآلية.
قلنا ليجروا استفتاء لأهالي هذه المنطقة التي يعيشون فيها وينتمون إليها، وتكون نتيجة الاستفتاء النظام الذي يحكم هذه المنطقة، أي يختار أهاليها نظامهم الحاكم. هذا هو معنى زوال الكيان الصهيوني، وهذه هي آليته. إنها عملية يستوعبها المنطقة السائد في العالم اليوم ويفهمها ويتقبلها، وهي عملية ممكنة. بل إننا حددنا حتى شكلها في ما يرتبط بمنظمة الأمم المتحدة وبعض الأوساط الدولية، وأعلنا ذلك، وقد نوقشت المسألة. أي إن هذا الكيان الوحشي الشبيه بالذئاب الذي ينتهج سياسة القبضة الحديدية، ويتعامل مع الناس بقسوة وعنف، ولا يهمه إطلاقاً قتل الناس والأطفال والهجوم على المناطق وتدميرها، بل ولا ينكر ذلك، ليس له من علاج سوى أن يزول ويمحى. وإذا حلّ ذلك اليوم إن شاء الله وزال هذا الكيان فنعمّا ذلك، ولكن طالما كان هذا الكيان قائماً ولم يمح بعد فما هو العلاج؟ العلاج هو المقاومة الحاسمة والمسلحة ضد هذا الكيان. يجب أن يظهر الفلسطينيون قوّتهم في مواجهة الكيان الصهيوني. لا يخال أحد أنه لو لم تكن صواريخ غزة لتنازل الكيان الصهيوني، لا. انظروا ما الذي يفعلونه في الضفة الغربية؟ لا صواريخ في الضفة الغربية ولا أسلحة ولا بنادق، والسلاح الوحيد والأدوات الوحيدة بيد الناس هناك هي الحجارة، فانظروا ما الذي يفعله الكيان الصهيوني هناك. إنه يخرّب بيوت الناس ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، ويخرّب مزارعهم، ويفسد حياتهم و يهدمها، و يذلهم و يهينهم.
لذلك أعتقد، وهذه هي عقيدتنا، بأن الضفة الغربية أيضاً يجب أن تتسلح شأنها شأن غزة. لا بد من التسلّح بالقوة. هذا هو الفعل الذي يجب أن يقوم به الذين يهتمّون لمصير فلسطين. هناك أيضاً يجب أن يتسلح الناس. الشيء الوحيد الذي يمكنه أن يقلل من محنة الفلسطينيين هو أن تكون لهم قوّتهم وأن يستطيعوا استعراض هذا القوّة. وإلّا فالتعامل الليّن والراضخ و والانهزامي لن تكون فيه أية منافع للفلسطينيين، ولن يقلل شيئاً من عنف هذا الموجود العنيف الخبيث المستذئب.
أتمنى أن تروا ونرى إن شاء الله اليوم الذي تصلون فيه صلاة الجماعة في القدس. نحن نؤمن أن هذا اليوم سوف يأتي. قد لا أكون أنا شخصياً أو أمثالي موجودين، لكن هذا اليوم سوف يأتي ولن يكون متأخراً. قبل سنوات قالت هذه الحكومة الصهيونية، جارتكم، قالت إننا سنفعل بإيران بعد 25 سنة كذا وكذا، فقلتُ إنكم لن تدركوا بعد 25 سنة ولن تكونوا موجودين لتريدوا القيام بذلك في حينها! سوف يأتي ذلك اليوم إن شاء الله.