وفي التفاصيل ومع بدء انطلاق قوافل "السائرين إلى النور" مسيرها باتجاه مناطق العمليات التي كانت شهدت أحداث الحرب المفروضة التقى قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي صباح اليوم جمعاً من الطلبة والتلامذة الدارسين في محافظتي طهران والبُرز والمشاركين في قوافل السائرين إلى النور حيث قال سماحته شارحاً سبب عداء دول الاستكبار العالمي للثورة الإسلامية بقوله: ما إن رأوا أنّ هذه الثورة لقيت ترحيباً بين الشعوب المسلمة في العالم، وقامت الشعوب بالهتاف دعماً للثورة الإسلامية في دول كان يرأسها رؤساء تابعون لأمريكا، قرّروا القضاء على هذه الثورة بأيّ ثمن.
وتحدّث الإمام الخامنئي حول السبب الذي دفع القوى العالميّة لتمهيد الطريق من أجل بلوغ صدام سدّة الرئاسة في العراق قائلاً: هم كانوا يعلمون أنّ صدّام يملك شخصيّة لديها قابليّة تأسيس حركة استكباريّة وظالمة وأنّه رجلٌ معتدٍ بطبيعته وينتهك الحدود. أثناء اندلاع الثورة لم يكن صدّام رئيساً للعراق. لكنّ [دول الاستكبار] رتّبوا الأوضاع بشكل يجعل الأمور تنتهي بتنحّي حسن البكر واعتلاء صدّام سدّة الرئاسة حتّى يُحمّسوه ويشجّعوه على شنّ هجوم عسكري على إيران.
ولفت قائد الثورة الإسلاميّة إلى حجم الدعم الهائل الذي قدمته القوى العالمية لصدّام قائلاً: أمريكا ودول أوروبا القويّة مثل بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا، وقفوا جميعاً إلى جانب صدّام وساعدوه بكلّ إمكانيّاتهم. في بداية الحرب كان جيش صدّام يملك إمكانيّات معدودة. ولكن مع مرور الوقت وعلى الرغم من أنَّ الحرب قائمة، إلا أنَّ هذه الإمكانيّات ازدادت وتضاعفت يوماً بعد يوم.
وفي هذا الصّدد أيضاُ قال الإمام الخامنئي: النظام السوفييتي أيضاً الذي كان معادياً لأمريكا وقف إلى جانبها في هذه القضيّة لأنّ النظام السوفييتي يضمّ جمهوريّات إسلاميّة وكانت الثورة الإسلاميّة تتسبّب في أن تفكّر تلك الجمهوريات بهويّتها الإسلامية. وقفت أمريكا والنظام السوفييتي والناتو وكافّة قوى الهيمنة في العالم مع صدّام من أجل القضاء على الجمهوريّة الإسلاميّة.
وحول الدعم الذي قدّمته الدول الأوروبيّة لصدّام قال قائد الثورة الإٍسلامية: قدّمت فرنسا لصدّام أكثر طائراتها ومروحيّاتها تطوّراً. وسلّمت ألمانيا المواد الكيميائيّة السامّة لنظام صدّام ليستخدمها في الحرب، والتي لا يزال الكثيرون اليوم -وعلى الرغم من مضي 30 عاماً- يعانون من آثارها واستُشهد الكثير [من أبناء شعبنا] بسبب هذه المواد السّامة أيضاً.
وشدّد الإمام الخامنئي على فشل جميع مساعي الأجهزة الشيطانية العالمية التي ساعدت صدّام الشيطان المتكبر والمغرور من أجل أن يشنّ هذه الحرب ويستمرّ بها وينتصر وقال سماحته: لقد فشلت هذه المساعي وكانت شبيهة باصطدام رصاصة بالحجارة ولم ينجحوا في السيطرة على شبر واحد من أراضي الجمهورية الإسلامية.
وأوضح قائد الثورة الإسلامية سبب انتصار الثورة الإسلامية قائلاً: الشيء الوحيد الذي كانت تملكه الجمهورية الإسلامية في مواجهة كلّ هذا الدعم العالمي للنظام البعثي هو شعبٌ متسلّح بالإيمان وقيادة قويّة تجسّدت بالإمام الخميني العظيم.
وتحدّث الإمام الخامنئي حول الصفات التي برزت لدى الشباب في مرحلة الحرب المفروضة قائلاً: العبادة، الحكمة والتدبير، البطولة والشجاعة، التضحية والثبات والبصيرة كانت صفات هؤلاء الشباب المميّزة والتي صنعت منهم أسوداً في النهار وناسكين في الليل وعلى هذا الأساس أطلق الإمام الخميني وفق نظرته العميقة لقب "فتح الفتوح" على هؤلاء الشّباب.
ووجّه قائد الثورة الإسلاميّة خطابه إلى الشباب قائلاً: مستقبل البلاد رهن أيديكم. إذا ما ربّيتم أنفسكم على هذه الصفات فممّا لا ريب فيه هو بلوغ البلاد قمّة الكمال والتسامي في المستقبل القريب في المجالات كافّة.
وأردف سماحته قائلاً: الأعداء والمتربّصون سوءاً بهذا الشّعب سعوا إلى أن لا يبقى أثرٌ للإسلام والثورة عندما يحين الدّور إلى شباب هذا الجيل وأن تسيطر أمريكا على كافّة مقدّرات البلاد وقد واصلوا هجماتهم الصّلبة والناعمة بهذه النيّة لكنّنا اليوم نواجه جيلاً يتفوّق على الجيل الأوّل بإيمانه، وقدراته، ومواهبه وقوّته وإنّ هذا الجيل أكثر جهوزيّة من الأجيال السابقة من أجل دحر العدو.
وشدّد الإمام الخامنئي: مع وجود هذا النوع من الشّباب وحركات مثل قوافل "السائرين إلى النّور" سوف لن يستطيع العدو ارتكاب أيّة حماقة في مواجهة الشّعب الإيراني.
وتابع سماحته قائلاً: طبعاً سيعملون على الحاق الأذية والضرر من خلال أمور كالعقوبات الاقتصاديّة أو الدعايات المغرضة لكنّ هذه الأعمال لن توقف حركة الشعب الإيراني العظيم.