وخلال هذا اللقاء فنّد الإمام الخامنئي ادعاءات الرئيس الأمريكي فجر اليوم حول قيام بلاده بهزيمة تنظيم داعش في سوريا قائلاً: أولئك الذين كانوا البارحة يدعمون [عناصر] داعش سرّاً وعلانية يدّعون اليوم أنّهم قاموا بمواجهتهم وإلحاق الهزيمة بهم! هذا كذب ولم يكن شيءٌ من هذا القبيل. لم يكن لهم أيّة علاقة بهذا الأمر.
وتابع سماحته: في تصريحه الذي أطلقه الرئيس الأمريكي مؤخّراً قال أنّنا تمكّننا من إلحاق الهزيمة بداعش في سوريا! إنه كذب فاضح في وضح النهار.
وأردف قائد الثورة الإسلامية قائلاً: لقد تدخّلوا أينما ارتأوا مصلحة في ذلك ومدّوا يد العون لداعش؛ عندما كانت قوات داعش الأساسيّة محاصرة تدخّلوا وقاموا بإنقاذهم؛ كان لهم تأثيرهم أيضاً في إيجاد داعش. لقد استطاعوا من خلال الأموال السعودية وأمثال السعودية خلق هذه الكائنات الخبيثة وتحريضها ضدّ شعبي العراق وسوريا، بيدَ أنّ المقاومة بتصديها لأمريكا ولعملاء أمريكا استطاعت إنقاذ هذين البلدين. وهذا ما سيكون الحال عليه بعد اليوم.
وعلّق الإمام الخامنئي على العدوان الثلاثي المشترك ضدّ سوريا قائلاً: الهجوم على سوريا فجر اليوم جريمة. إنّني أعلن بصراحة أنَّ الرئيسين الأمريكي والفرنسي ورئيسة الوزراء البريطانية مجرمون وقد ارتكبوا جريمة. لن يحقّقوا أيّ مكسب. كما أنّهم تواجدوا خلال الأعوام الماضية في العراق، سوريا وأفغانستان وارتكبوا هذا النوع من الجرائم ولم يحقّقوا أيّة مكاسب.
وفي هذا المضمار تابع قائد الثورة الإسلامية قائلاً: منذ عدّة أيّام قال الرئيس الأمريكي بأنّنا أنفقنا ٧ تريليون دولار في منطقة غرب آسيا -الشرق الأوسط حسب قوله- ولم نجنِ شيئاً؛ هو صادقٌ في قوله، لم يجنوا أيّ شيء. ولتعلم أمريكا أنّه من الآن فصاعداً أيضاً، مهما بذلت من مساعٍ وجهود فلا يوجد أدنى شكّ في أنّها لن تحقّق أيّة مكاسب.
وكان الإمام الخامنئي قد استهل هذا اللقاء الذي انعقد بمناسبة ذكرى المبعث النبوي الشريف بتقديم التهاني والتبريكات بهذه المناسبة واعتبر سماحته أنّ العودة إلى التوحيد وأن تكون حياة الإنسان ضمن حدود العلم والقدرة والفيض والهداية الإلهية ومواجهة الأنانيّة والديكتاتوريّة والاستبداد تشكّل أهمّ رسائل البعثة النبويّة وتابع سماحته قائلاً: التوحيد يشمل كليّات وأسس مجابهة الظلم والاستبداد وبناء على هذا الأساس يجب على جبهة الحق أن تواجه الباطل باستمرار وإنّ المصير الحتمي للباطل هو التراجع.
واعتبر الإمام الخامنئي أنّ أهمّ مسؤوليّات الأمّة الإسلاميّة هي العودة إلى نداء البعثة أي التوحيد وأوضح سماحته قائلاً: إذا ما كان لدينا اعتقاد بالتوحيد فإنّنا لن نرضخ للظلم وسوف ندعم المظلوم وهذا هو السبب الذي يدفع الجمهوريّة الإسلاميّة للتواجد أينما كان هناك مظلوم يحتاج للعون والمساعدة.
واعتبر سماحته أنّ هذا الأمر هو الذي يفسر إصرار الجمهوريّة الإسلامية في إيران على دعم القضية الفلسطينيّة وأردف سماحته قائلاً: الثبات بوجه الظلم سيؤول حتماً إلى التطوّر والمثال البارز على ذلك هو الشعب الفلسطيني الذي كان شعباً ضعيفاً في بادئ الأمر لكنّ ذلك الشعب الضعيف تحوّل إلى فلسطين قويّة تهدّد الكيان الصهيوني وإنّ هذا الكيان يشعر بالضعف والعجز حيال الشعب الفلسطيني.
وتابع قائد الثورة الإسلاميّة: لا شكّ في أنّ الفلسطينيين سيغلبون الصهاينة في هذه المواجهة وسوف تعود فلسطين إلى شعبها.
وشرح الإمام الخامنئي سبب تواجد الجمهوريّة الإسلاميّة في منطقة غرب آسيا إلى جانب مجموعات المقاومة وفي سوريا موضحاً أنّ ذلك كلّه يصبّ في إطار دعم وإغاثة المظلوم وتابع سماحته قائلاً: أن يُقال بأنّ الجمهورية الإسلاميّة تبتغي التوسّع فهو كلامٌ كاذبٌ ومخالفٌ للواقع. إنّ إيران الكبيرة والمتّحدة لا تنوي التوسّع في المنطقة وفي أي نقطة من العالم.
واستطرد سماحته قائلاً: سبب تواجد إيران في سوريا وفي منطقة غرب آسيا هو مدّ يد العون لمقاومة كانت حاضرة في وجه الظّلم وقد استطاعت جبهة المقاومة ببركة الدّعم الذي تلقّته وشجاعة القوات السوريّة التغلّب على الإرهابيين الذين كانت قد أوجدتهم أمريكا والغربيين وعملائهم كالسعوديين وتمكّنت من إلحاق الهزيمة بهم..
وأكد الإمام الخامنئي على وجوب صحوة الشعوب والدول والحكومات الإسلامية في مواجهة هذه الأحداث وأضاف سماحته: الأمريكيون لا يستهدفون سوريا والعراق وأفغانستان فقط، إنهم يسعون لضرب الأمة الإسلامية والإسلام، ولذلك ينبغي أن لا تضع الحكومات الإسلامية أنفسها في خدمة أهداف أمريكا وبعض الدول الغربية المعتدية.
وأضاف سماحته: ليس مدعاة فخر لبلد إسلامي كالسعوديّة أن يصفهم الرئيس الأمريكي الحالي علناً في دعاياته الانتخابية بالبقرة الحلوب. لا ذلّ أعظم من أن يسلبوا بلداً أمواله ويخاطبونه بمثل هذه التعابير.
وفي معرض رده على ادعاء الرئيس الأمريكي أن الهجوم على سوريا كان بهدف التصدي لاستخدام الأسلحة الكيميائية قال قائد الثورة الإسلامية: إنهم لا يعارضون استخدام الأسلحة الكيميائية وغيرها من الأسلحة ضد الشعوب الإسلامية والشعوب المظلومة. كما يقومون اليوم بدعم القصف اليومي للشعب اليمني وكما قاموا بدعم صدام المجرم خلال الحرب المفروضة والذي قام من خلال استخدامه الأسلحة الكيميائية بقتل وجرح الآلاف من أبناء إيران والعراق.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية سلوك أمريكا وبعض الدول الغربية نابعاً من أهدافهم الاستعمارية وديكتاتوريتهم الدولية وأوضح سماحته: طبعاً لن يُوفق الدكتاتوريون في أي رقعة من العالم في نيل أهدافهم وأمريكا حتماً سوف تمنى بالهزيمة ولن تحقق أهدافها في المنطقة.
كما أشار الإمام الخامنئي إلى صمود وثبات الشعب الإيراني والذي يعود إلى 40 عاماً من المقاومة والصمود حيث قال سماحته: علمتنا تجربة المقاومة والصمود هذه أن التراجع من شأنه تشجيع الأعداء والثبات والصمود يجبر الأعداء على التراجع.
وفي ختام كلمته أكد قائد الثورة الإسلامية أن تراجع مستكبري وجبابرة العالم بفعل المقاومة والصمود هو سنة إلهية أعرب سماحته عن أمله أن تتمكن الشعوب في العراق، أفغانستان، سوريا، فلسطين المظلومة، ميانمار وكشمير في المستقبل غير البعيد ومن خلال المقاومة من إجبار الأعداء على التراجع والانكفاء.