وأما بعد الثورة الإسلاميّة فقد وقع حدثان، أحدهما أن نهضة فلسطين - التي كانت نهضة غير دينية - تحولت إلى نهضة إسلاميّة، وظهرت المقاومة الإسلاميّة واكتسبت الطابع الإسلامي. ونزل المناضلون الذين كانوا يحاربون من الخارج كالأشخاص الذين كانوا يهاجمون إسرائيل من لبنان أو المناطق الأخرى ويوجهون الضربات إليها - إلى الساحة بالدافع الإسلامي، وهو دافع في غاية القوة.

 ثم ظهرت "الانتفاضة" و"الانتفاضة" تعني الثورة داخل الأرض والوطن المغتصب، إنّهم يخشون هذه الثورة؛ لأنها مهمّة بالنسبة إليهم. وبالطبع فإنّهم يسعون لأن يشوهوا الصورة ولا يعكسوا الموضوع کما هو، إلا أن كفاح الشعب الفلسطيني داخل فلسطين، كفاح قاصم و مدمر بالنسبة إلى النظام الصهيوني؛ بل إنه يقصم ظهورهم. لماذا؟ لإنّهم وعدوا اليهود الذين اجتمعوا في هذه المنطقة من جميع أرجاء العالم بأن الأمن والراحة والحياة الهانة متوفرة في هذه الأرض ودعوهم ليكونوا أسياد فيها! إلا إنّهم لا يمتلكون الآن القدرة على مواجهة هذا الجيل الجديد والأصحاب الأصليين لهذه الأرض والذين غمتهم الصحوة. إن أركان الكيان الصهيوني متزلزلة.

 

إن حناجر الشعب في إيران الإسلام ناشطة في ذكر فلسطين والهتاف لها بفضل الله، كما إنّهم يلوحون بقبضاتهم، ويمتلكون الإستعداد أيضاً للمبادرة، إلا أننا لا نرى من الواجب والمصلحة أن يبادر أحد من مكان آخر غير الشعب الفلسطيني نفسه الذي يجب أن يكون في الساحة. فالعمل الذي يجب أن يقوم به شعب، لا يمكن لآخر أن يقوم به له؛ بل إن ذلك الشعب هو الذي يجب أن ينهض به