هناك ملاحظتان غالباً ما تغيب عن أذهان مطلقي الشعارات بإسم اسرائيل، سنستعرضها بشكل إجمالي. الملاحظة الأولى هي أن معاداة غاصبي فلسطين لا تنسجم مع الصداقة مع من يدعمهم على كافّة الأصعدة، فهذا غير ممكن. إن من يظن أن بإمكانه إنقاذ فلسطين باللجوء إلى أمريكا وحلفائها فهو يعيش في وهم يوسف عليه. فكا يعدّ إنقاذ فلسطين عن طريق الكيان الغاصب أمراً مستحيلا فإن ذلك غير ممكن كذلك باللجوء إلى أمريكا وحلفاتها. وان كلّ حركة تنتهي إلى الاعتماد على داعمي هذا الكيان الغاصب هي حركة منحرفة قطعاً وتنطوي على خطأ فادح. وان من يطلق شعار المناهضة لإسرائيل لكنه يفاوض حلفاءها في هذه القضيّة ويعتمد عليهم فذلك دليل على كذبه. وهذا الأمر غير ممكن. إن الذين يغذّون إسرائيل هم مصطفون معها في جبهة واحدة. وان من يساعد إسرائيل بأيّ نحو من الأنحاء هو مع إسرائيل في جبهة واحدة. وان الذين يفاوضون إسرائيل هم معها في جبهة واحدة. فلابدّ أن تتخذ المقاومة لاستنقاذ فلسطين معناها الحقيقيّ. فالمقاومة تقع على النقيض من التسوية. فالتسوية في هذه القضيّة خيانة، والمقاومة تكليف. فلا تساوينّ أحد بين التسوية والمقاومة.