... هذه العجرفة والوقاحة التي يبديها الاستكبار وعملاؤه لابد أن تلقى - عبر الإرادة الشاملة والسلوك المنسجم - ردًا من قبل المسلمين شعوباً وأفراداً، من أجل دفع شرور مؤامرات الاستكبار عن الشعوب المسلمة. إن تقاعس الدول الإسلاميّة عن عملية النضال ضدّ الكيان الإسرائيلي الغاصب قد شجّع أمريكا على إطلاق مفاوضات التسوية المباشرة بين العرب وإسرائيل، ومع الأسف فإن بعض الزعماء العرب قد أذعن لهذا الذل والهوان من دون الالتفات إلى التداعيات الخطيرة لهذه الضربة الاستكبارية. فكانت النتيجة أن نال الكيان الإسرائيلي الغاصب الهدف الذي يصبو إليه، ألا وهو اعتراف الدول العربيّة بهذا الكيان من دون تنازله قيد أنملة عن مواقفه الجائرة والمعادية.

فعلاوة على الاغتيالات والاختطافات واغتصاب الأراضي الفلسطينية واللبنانية وقمع الفلسطينيين وعمليات الإبادة الجماعية وغير ذلك من الجرائم المريعة التي كان يقترفها الصهاينة في الماضي، فإنّهم اليوم يشنّون هجماتهم الجوية يومياً على قرى الجنوب اللبناني ويسؤونها بالأرض، ويرتكبون بحق أهالي تلك المناطق أبشع الجرائم على خلفية اطمئنإنّهم من عدم ممارسة أمريكا والدول الأوربية أي ضغوط ضدّهم، في وقت لم تستطع المفاوضات العربيّة الإسرائيلية حتى أن تقف بوجه مواصلة التجاوزات والاعتداءات الصهيونية! وهذا نموذج من التنازلات التي تجعل من العدوّ المعتدي هو الدائن وصاحب الحق وتزيد من وقاحته وعنجهيته.