لقد أقدمَ زعماء الكيان [الصهيوني] الغاصب اليوم على احتلال البلد الإسلامي فلسطين ويسعى داعموه الأمريكيون الذين وباعتقادي يدعمونه بسفاهة بالغة ودون قيد وشرط - فهناك في عالم الدبلوماسية وفي عالم السياسة أمثلة على انحياز حكومة لحكومة أخرى؛ لكنّ تسخير حكومة كأمريكا لخدمة أهداف الكيان الصهيوني الصغيرة والكبيرة يشكّل ظاهرةً مدهشة وعجيبة!- يسعون لمحو اسم فلسطين من التاريخ ومن أذهان الناس كي لا يبقى أيّ أثرٍ لاسم فلسطين في أذهان النّاس. هل حقّقوا شيئاً من ذلك حتّى اليوم؟ لقد انقضى خمسون عاماً منذ أن تمّت السيطرة على فلسطين المحتلّة بشكلٍ كامل في العام ١٩٤٧ أو ١٩٤٨ واستحوذت الحكومة الصهيونية على زمام الأمور وحتّى اليوم. هل حقّقوا شيئاً في هذه الأعوام الخمسين؟ لا. ولن ينجزوا شيئاً أيضاً بعد انقضاء خمسين ومئة عامٍ أخرى. لن يتمكّن هؤلاء من محو اسم فلسطين. سيُزالون هم من المشهد العالمي ومن ذاكرة التاريخ أيضاً؛ لكنّ ستبقى فلسطين ومعها الشعب الفلسطيني. هؤلاء يُمنّون أنفسهم وهم غارقون في الأوهام؛ يخالون أنّ فلسطين والشعب الفلسطين إلى زوال. أبداً؛ الشعب الفلسطيني باقٍ، وفلسطين باقية أيضاً، وسيرفرف العلم الفلسطين بفضل الله وبهمّة الشباب الفلسطيني واللبناني المسلم.
أنظروا كيف يقاتل الشباب الفلسطيني بإيمان؛ كيف يقاتل الشباب اللبناني؛ كيف يجلب حزب الله في لبنان الفخر ليس لحركات المقاومة الإسلاميّة فقط، بل للحكومات العربيّة أيضاً! كلّ هذا إنّما هو ببركة هذه القوّة المعنويّة. هناك سببٌ آخرٌ أيضاً، وهو منشأ قوّة الجمهوريّة الإسلاميّة أيضاً وهو عبارةٌ عن التقوى، والتوكّل على الله، وحثّ الخطى في سبيل الله بإصرارٍ وإخلاصٍ وبلا قيدٍ أو شرط.
~الإمام الخامنئي ١٧/٩/١٩٩٧