وخلال هذا اللقاء دعا قائد الثورة الإسلامية إلى مشاهدة ومعرفة من هم الأعداء الذين يعادون الشعب الإيراني وأي خباثة يمارسونها ضده مؤكداً أن هذه الخباثة ليست ضدَّ الشعب الإيراني فحسب بل هي ضدَّ الإنسانية جمعاء.
وضرب سماحته مثالين على هذا العداء وهذه الخباثة المعادية للإنسانية حيث قال سماحته: فصل آلاف الأطفال عن أمهاتهم في أمريكا، جريمةٌ فظيعة للغاية. لا طاقة للإنسان على رؤية بكاء هؤلاء الأطفال على التلفزيون حتى. كيف بإمكان هؤلاء - تنفيذاً لسياسة معينة - أن يقترفوا مثل هذه الجريمة وأن يُبعدوا أطفالاً عن أمهاتهم؟
وأضاف الإمام الخامنئي: تقف بعض الدول الكبرى في وجه الشعب اليمني في البحر لكي تسلبهم ميناءً يُعتبر متنفساً لهذا الشعب المظلوم. إنهم يقتلون الأبرياء من دون أي ورع. إنهم مخلوقات ظالمة في أصلهم. هذه الدول تقوم بما تقوم به مع الجمهورية الإسلامية بسبب مطالبة الجمهورية الإسلامية بالعدالة ودعوتها للإسلام وللدفاع عن المظلوم.
وأردف سماحته: هؤلاء المجرمون شَمِر هذا الزمان وكما جاء في النص القرآني لا عهد ولا موثق لهم والشعب الإيراني يشاهد اليوم هذه الحقيقة بكل وضوح.
وفي وصفه أعداء الشعب الإيراني قال الإمام الخامنئي: أعداء الشعب الإيراني جشعون ومتعسفون بالمعنى الحقيقي للكلمة. ومن الواضح والبديهي أن النظام والشعب والمسؤولين في إيران لن يرضخوا لأي متعسف وجشع على الإطلاق.
كما تناول قائد الثورة الإسلامية في كلمته عمل مجلس الشورى الإسلامي حيث أكد سماحته على أهمية أن لا تكون مشاريع القوانين المقترحة مخالفة لمصالح البلاد بقوله: يجب أن لا تكون مشاريع القوانين المقترحة مخالفة لمصالح البلاد. طبعاً هذا الأمر لا يتم في مجلس الشورى بشكل متعمد.
وفيما يتعلق بالمعاهدات الدولية قال الإمام الخامنئي: المعاهدات الدولية تُنجز وتعدُّ في أماكن معينة. الدول الأعضاء في هذه المعاهدات لا تأثير لها في إيجاد هذه المعاهدات.
وأردف سماحته: القوى الكبرى تُعدُّ هذه المعاهدات بناءً على مصالحها، بقية الحكومات تنضم إلى هذه المعاهدات إما تأييداً لهذه الدول أو خوفاً منها. عقب ذلك إذا وجدت حكومة مستقلة مثل حكومة الجمهورية الإسلامية لم تقبل بهذه المعاهدة، يهجم الجميع عليها ويقولون يا سيدي 150 دولة قبلت بهذه المعاهدة لماذا لا تقبلون أنتم بها؟
وتابع سماحته: تضمُّ بعض هذه المعاهدات مواد ونقاط مفيدة؛ لا ضير في هذه المعاهدات.
كما رأى الإمام الخامنئي أن سبيل حل هذه القضية يكمن في أن يضع مجلس الشورى القوانين المنظمة لمختلف القضايا، كقانون مكافحة غسيل الأموال وقانون محاربة الإرهاب.
واستطرد سماحته في بحث قضية المعاهدات الدولية قائلاً: لا يوجد ما يوجب علينا - إرضاءً لهذه القوى - أن نقبل بأشياء لا ندري أين يؤول مصيرها أو نعلم أنَّ فيها الكثير من المشاكل.
وذكّر قائد الثورة الإسلامية بجملة الإمام الخميني رحمه الله في وصف مجلس الشورى الإسلامي بأنه عصارة جميع فضائل الشعب حيث قال سماحته: الإمام الخميني قال «مجلس الشورى عصارة [خلاصة] جميع فضائل الشعب». لاحظوا، لم يقل [رضوان الله عليه] خلاصة جميع خصال الشعب.
وأكد الإمام الخامنئي: يجب أن لا يكون مجلس الشورى نموذجاً لـ «التردد»، «استصغار الذات»، «الیأس»، «فقدان الأمل» و «عدم الالتفات لقضايا البلاد». يجب أن تكون نظرة مجلس الشورى لقدرات وطاقات البلاد نظرة يائسة.
وتابع سماحته: طالما كان هذا الشعب عبر التاريخ نموذجاً للإيمان وللعلم وللثقة بالنفس والاعتزاز بما يملك ونموذجاً للصمود والثبات. طبعاً وللأسف مطالعة التاريخ قليلة في أوساط شبابنا.
وأردف الإمام الخامنئي: عندما هاجم السلاجقة ايران لم يُهضموا ويذوبوا في الحضارة الإيرانية فحسب، بل تحولوا – مضطرين - إلى مبلغين ومروجين للثقافة الإيرانية. والمغول أيضاً لم يستطيعوا أن يفرضوا عليها ثقافتهم وحضارتهم وما يريدون. وفي مرحلتنا هذه أيضاً التي يمارس فيها الأعداء منذ أربعين عاماً أقسى وأشد أنواع العداء ضدَّ الشعب الإيراني قام هؤلاء الأعداء بكل ما يستطيعون فعله من حرب وحظر وعقوبات الاقتصادية ومؤامرات أمنية.
كما دعا سماحته إلى مقارنة حاضر الشعب الإيراني بما كان عليه قبل الثورة بقوله: قارنوا اليوم هذا الشعب بما كان عليه قبل الثورة؛ قوة وعظمة هذا الشعب، تقدم وعلم هذا الشعب، تواجد هذا الشعب في الميادين الدولية.
وخاطب قائد الثورة الإسلامية أعضاء مجلس الشورى قائلاً: أنتم عصارة وخلاصة فضائل هذا الشعب، فأدركوا ما يجب عليكم القيام به.