تزامناً مع أسبوع الدفاع المقدّس وعلى أعتاب الذكرى السنويّة لكسر حصار مدينة آبادان، التقى جمع من القادة، والمجاهدين، والجرحى والفنانين ضمن أمسية روائية بقائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي.

وتخلّلت الأمسية كلمة لقائد الثورة الإسلامية أثنى فيها سماحته على كافة جهود أولئك الذين ساهموا في إبقاء بيرق إحياء ذكريات وقيم مرحلة الدفاع المقدس مرفرفاً وشدّد سماحته قائلاً: ينبغي علينا إيصال نداء روح إيمان وجهاد ورسالة استعصاء إلحاق الهزيمة بالشعب الإيراني إلى العالم بأجمعه من خلال إطلاق ثورة في ترجمة المؤلفات المكتوبة وتصدير الأعمال الفنيّة وأفلام مرحلة الدفاع المقدّس.

واعتبر سماحته أنّ مرحلة الدفاع المقدّس تحدّد حال معادلات القوّة في عالم سيطرة السلطة وتابع قائلاً: لقد سجّل مجاهدو مرحلة الدفاع المقدس بعملهم صورة حقيقيّة حول العالم المتوحّش والظالم والبعيد عن المعنويّات والإنصاف في تلك الفترة وينبغي أيضاً إيصال هذه الصورة للناس حول العالم.

كما أشار الإمام الخامنئي إلى نماذج حول ظروف الشعب الإيراني غير المتكافئة في مواجهته للعدو البعثي المحتلّ وأوضح سماحته قائلاً: الشعب الإيراني لم يكن بوسعه شراء حتى الأسلاك الشائكة، والطرف الآخر كان مزوّداً بأحدث المعدات الحربية المعاصرة وبحجم كبير، بل وكان مسموحاً له أيضاً استخدام الأسلحة الكيماوية أيضاً.

وأضاف قائد الثورة الإسلاميّة: في الوقت الذي يثيرون فيه اليوم ضجّة كبيرة بسبب تهمة استخدام السلاح الكيميائي، زوّدت نفس هذه الدول الأوروبيّة خلال فترة الحرب المفروضة نظام صدّام بالسلاح الكيميائي لكي لا يستخدمه في الجبهة فقط، بل في مدن مثل سردشت أيضاً.

وأكّد سماحته: لم تكن الجمهورية الإسلامية في إيران في تلك الفترة محاصرة اقتصادياً وسياسيّاً فقط بل كانت محاصرة في الجانب الإعلامي أيضاً ولم يكن صوت الشعب الإيراني مسموعاً وكانت وسائل الإعلام العالمية في قبضة الصهاينة، وكانوا يروّجون ويطلقون الدعايات بما أوتوا من قوّة ضدّ هذا الشعب [الإيراني].

وفي هذا السياق تحدّث الإمام الخامنئي حول الدعم العسكري الذي قدمته فرنسا وألمانيا للنظام البعثي قائلاً:  لماذا لا يعلم شعبي ألمانيا وفرنسا ماذا صنعت حكوماتهما في تلك الأعوام الثمانية؟

وشدّد قائد الثورة الإسلامية على أنّ العالم اليوم لا يرى الصورة الشفاف والفاضحة لنظام السلطة التي يراها الشعب الإيراني ولفت سماحته قائلاً: هذا تقصيرنا لأنّنا لم نقم بالعديد من الأعمال التي كان ينبغي علينا القيام بها فيما يخص مرحلة الدفاع المقدّس إن كان في مجال الأدب، والسينما، والمسرح أو في مجال التلفزيون والصحافة والساحات الافتراضية.
وأردف سماحته قائلاً: طبعاً أينما أنجزنا أعمالاً معيّنة بمسؤولية ورغم ضآلة حجمها كانت أعمالاً مؤثّرة.

وأشار الإمام الخامنئي إلى أهميّة وعمق قضايا مرحلة الدفاع المقدّس قائلاً: تبثّ في المهرجانات الغربية الأفلام الإيرانية التي هي أقلّ جودة من أفلام الدفاع المقدس بكثير، ولكنهم لا يبثّون فيلماً واحداً عن الدفاع المقدس، لأنهم يخافون من إفشاء الأسرار في مثل هذه الأفلام. إذن هذا سلاحٌ ماضٍ فلِمَ لا نستخدمه؟ 
وشدّد قائد الثورة الإسلامية على أنّ أعمال مرحلة الدفاع المقدس الفنية والأدبية سلاح فعال وعظيم وتابع سماحته قائلاً: ينبغي ترجمة الأعمال الأدبية الجيّدة في مجال الدفاع المقدس إلى لغات العالم الحيّة ليعلم النّاس حول العالم ما الذي حصل في آبادان وخرمشهر وفي عملياتنا ومدننا وقرانا وليعلموا أيّ شعبٍ هو الشعب الإيراني.

وقال سماحته:  يجب أن تتجلى في رواية ذكريات الدفاع المقدس روح الإيمان والإيثار والعشق والجهاد وكذلك رسالة صلابة الشعب الإيراني الذي هو عصيّ على الهزيمة، فإنه هو الشعب الذي كان ينطلق إلى ساحات القتال بكل شوق وتوق.

وأضاف الإمام الخامنئي: اليوم أيضا متى ما بلغت رسالة الشهداء ورسالة ٨ أعوام من الحرب مسامع قلوبنا، ستُبعِد عنّا الخوف والحزن، وستمنحنا روح البهجة والشجاعة والمبادرة.

وأكّد قائد الثورة الإسلامية على ضرورة أن تتابع الأجهزة المعنيّة بشكل جدّي مضاعفة الأعمال الأدبية والفنيّة التي تُعنى بمرحلة الدفاع المقدس مئة مرّة وتابع قائلاً: إذا تمّ إنجاز هذا العمل بشكل صحيح فسوف يتلاشى مخطّط الاستكبار الشامل.

وفي ختام خطابه شدّد الإمام الخامنئي قائلاً: كما مُنيت خطّة الاستكبار مع انتصار الثورة الإسلامية وخلال مرحلة الدفاع المقدّس الرامية إلى اجتثاث نبتة الثورة بالهزيمة وأجبروا على التراجع، فاليوم أيضاً يُمكن إفشال هذا المخطط بالتوكل على الله وشحذ الهمم واستلام زمام المبادرة.