وخلال اللقاء اعتبر قائد الثورة الإسلامية أنّ ترافق العلم مع الثقافة الصحيحة والإنسانيّة يمهّد لاستفادة من المنافع الحقيقيّة للعلم والمعرفة ولفت سماحته قائلاً: عندما اختلطت العلوم النووية بالغة الأهميّة والنّفع بثقافة الغطرسة نتج عنها تصنيع القنبلة النوويّة التي تحوّلت إلى تهديد كبير للعالم والبشريّة.
كما أشار الإمام الخامنئي إلى الموقف الحازم والشجاع للجمهوريّة الإسلامية بشأن الحرمة الشرعية لاستخدام القنبلة النوويّة ثمّ شدّد سماحته قائلاً: نحن رغم أنّنا كنّا قادرين على انتهاج هذا المسار، أعلنّا وفقاً لحكم الإسلام العزيز أن استخدام هذا السلاح حرام قطعي ولذلك لا يوجد أيّ مبرّر ودافع لدفع ثمن إنتاج واقتناء سلاح يُعتبر استخدامه حراماً قطعيّاً.

واعتبر قائد الثورة الإسلامية أنّ الالتزام الجدّي بالأسس الدينيّة والشرف الوطني يشكّلان ضرورتان للنّخب وتابع سماحته قائلاً: عندما يندمج العالم الإيراني مع الثقافة الإسلاميّة والإيرانيّة يصبح العنصر الاستراتيجي لحياة الشعب ويضخّ الروح والقوّة في البلاد.
وفي مجال ضرورة ترافق العلم مع الثقافة الصحيحة قال الإمام الخامنئي: لا مشكلة لدينا في التتلمذ والتعلّم ولا نشعر بالعار جرّاء ذلك لكننا لا نرغب في أن تكون جامعاتنا استنساخاً "للجامعات الأمريكيّة مع الثقافة الغربيّة الخاطئة ذاتها".
واعتبر قائد الثورة الإسلامية أنّ تقليد ثقافة الجامعات الغربيّة يؤدّي إلى زوال الإبداعات والابتكارات العلميّة وتابع سماحته قائلاً: تقليد الآخرين يزيل أيضاً الإبداع والنشاط العلمي الحقيقي.

ثمّ أشار الإمام الخامنئي إلى أن إحدى إبداعات الثورة الإسلامية هي وهب الجرأة للرجال والنساء، والعجزة والشباب ودفعهم نحو ولوج الميادين الصعبة ومن ضمنها الميادين العلميّة لدرجة جعلت الأعداء أيضاً يشيدون بإنجازاتهم، ثمّ لفت سماحته إلى نماذج من المفاخر العلميّة للبلاد وتابع قائلاً: استغلال القدرات العلمية في مختلف الأقسام في البلاد نتج عنه "رفع مستوى القوّة الدفاعيّة"، "العلاج والطبّ المتطوّر والسيطرة على الأمراض"، "الشؤون التقنيّة الهندسيّة"، "التكنولوجيا الحيويّة وإنتاج منتجات ذات استمراريّة عبر تقنيّة النانو" و"التكنولوجيا النوويّة السلميّة".

وتابع قائد الثورة الإسلامية كلمته داعياً النّخب للعب دور في مجال الدبلوماسيّة العامّة وأوضح سماحته قائلاً: يمكن للتواصل وجمع النّخب في منطقة غرب آسيا، والعالم الإسلامي، ومحور المقاومة وحتّى جمع النّخب الباحثين عن الحقيقة حول العالم في مختلف البلدان ومن بينها أمريكا وأوروبا من أجل العرض والترويج "للعلم النقي والشريف" و"الفكر الصحيح".

ثمّ انتقد الإمام الخامنئي بعض التقصير في عرض المسار الثالث الذي أنشأته الثورة الإسلامية للعالم وأردف سماحته قائلاً: مسارنا ليس اشتراكيّاً ولا يعتمد على الديموقراطيّة الليبراليّة. نحن عرضنا للشعوب مساراً ثالثاً ببركة الإسلام وينبغي لنا العمل أكثر من السابق من خلال كلامنا المنطقي وعملنا على جذب القلوب نحو هذا المسار المفيد للبشريّة وننقذ الشعوب من تغلغل الثقافة الغربيّة المنحطّة المتزايد يوماً بعد يوم.

وفي معرض آخر من كلمته قال أكّد قائد الثورة الإسلامية على خلق ونشر الأمل ثمّ تابع سماحته قائلاً: على النّخب، والأساتذة وقادة الحراك العلمي أن لا يسمحوا بأن يصيب الأمل الموجود بتقدّم البلاد على المستوى أي خلل. 
وأضاف الإمام الخامنئي في هذا الشأن قائلاً: طبعاً هناك في البلاد مشاكل عديدة لكن لا ينبغي أن تُطرح هذه المشاكل بشكل أحادي الجانب وتقام مجالس العزاء دون الالتفات إلى النجاحات المستمرّة، لأنّه في هذه الحالة سوف ينطفئ الأمل في قلوب الشباب. 
واعتبر قائد الثورة الإسلامية أنّ نتائج "مقارنة  التقدم العلمي للجامعات خلال الأعوام الأربعين مع مرحلة قبل انتصار الثورة الإسلامية" مذهلة وأردف سماحته قائلاً: طبعاً لا يزال هذا الحراك العظيم في أوّل الطريق، لكنّه سوف يصل إلى القمّة بفضل الله وبهمّة النّخب والشباب ويجب على الشاب الإيراني أن يتطلّع للمستقبل بهذه النظرة.

ثمّ أشار الإمام الخامنئي إلى أنّ التوكّل، والتقوى والأمور المعنويّة تشكّل الأمل الحقيقي المتزايد يوماً بعد يوم وأوصى النخب الشباب قائلاً: فلتعملوا قدر المستطاع على تنقية قلوبكم النقيّة أكثر فأكثر ولتلحظوا وجود الله عزّوجل دائماً في القول والعمل وسوف تلاحظون حينها بشكل مستمر إعانة الله لكم في تقدمكم المستمر.