بسم الله الرحمن الرحيم
نشكركم كثيراً على أن خصّصتم وقتكم لموقع الإمام الخامنئي الإعلامي. كنت أودّ أن أطلب منكم أن تحدّثونا عن تاريخ مسيرة الأربعين ومنذ أيّ عام بدأت إقامة المسيرة بشكلها الحالي في العراق وهل كانت البلدان الأخرى تشارك في المسيرة منذ القدم؟

بسم الله الرّحمن الرّحيم. الأربعين مقولة تأسّست من مدينة النّجف الأشرف. الأربعين هو الابتكار من الحوزة العلميّة في النجف الأشرف. هذه القضيّة التي بدأت من النّجف الأشرف كانت من سالف الأزمان. الّذين سكنوا في مدينة النّجف الأشرف وبالخصوص الحوزة العلميّة من العلماء والطّلبة والمتديّنين بدأوا الذّهاب إلى كربلاء في أربعينيّة الإمام الحسين (عليه السّلام) سيراً على الأقدام، والجميل في ذلك أنّ الّذين كانوا في الحوزة العلميّة هم من الإيرانيين والعراقيين والأفغان والباكستانيين، ولكنّ الغالب كان العراقيّ والإيرانيّ الّذين كانوا في الحوزة العلميّة.
كان يرأس هذه المجموعات بيوت المراجع، أي كانت مجموعة يرأسها "السّيد الشّهيد مصطفى" إبن الإمام الخميني (رحمة الله عليه) ـ أعمارنا في ذاك الوقت كانت 9 أو 10 سنين، في أوائل السبعينيات من القرن الماضي ـ وكان لدى "السّيد محمود الشاهرودي" (رحمة الله عليه) أيضاً مجموعة وكذلك "السّيد الخوئي" و"السّيد الحكيم"، والعلماء الّذين كانوا في النّجف الأشرف كانوا يذهبون مشياً على الأقدام من طريق العلماء والتي نحن كنا نسمّيها في ذلك الوقت "طريق الجدول". 
كنا نمشي وكان المتعارف عليه هناك يوم شهادة الإمام الرضا (صلوات الله عليه) يوم السابع عشر من شهر "صفر" على رواية النّجف الأشرف، كنا نذهب لتعزية الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) ونخرج إلى مسجد "السّهلة" ومن مسجد "السّهلة" نذهب إلى طريق الجدول الّذي سُمّي بطريق العلماء، لأنّ الغالب كان يمشي من علماء الحوزة العلمية في النجف الأشرف. فنحن كنا من مجموعة "الشّهيد السّيد مصطفى" إبن السّيد الإمام الخميني (رحمة الله عليه) وكان المسير في ذلك الوقت لا يتعدّى الأعداد بالمئات، أي أنّ الأعداد لم تكن كبيرة جداً.
انتقل هذا المشي إلى عامّة النّاس. عامّة الناس رغبوا بالزّيارة وكانت عبادة وكانت تستغرق ثلاثة أيام في الطّريق فانتقلت هذه القضيّة إلى عوام النّاس. عندما نقول عوام النّاس يعني غالب النّاس الّذين يسكنون في النّجف الأشرف. خرجت النّجف مثلاً في آخر  المشي الّذي كان في سنة 1977ميلادي وكان حزب البعث العربيّ الاشتراكيّ ضاغطاً بشكل كبير على المواكب والحسينيّات فخرج النّاس بعد مبايعة الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) تحت شعار "نصر من الله وفتح قريب". لقد خرجوا على طريق كربلاء وطبعا لم تكن في ذلك الزّمن مواكب وكانت هناك صحراء يوجد فيها فقط خانات أي "خان الرّبع" و"خان النّصف" و"خان النّخيلة" فكان المبيت ليلاً في "خان الرّبع" واللّيلة الثانيّة في "خان النّصف" واللّيلة الثّالثة في "خان النّخيلة"، ومن ثمّ يدخلون كربلاء
في هذه السّنة أدرك نظام صدّام الطّاغي أنّ الأعداد بدأت تتكاثر وبدأ الأمر يسري إلى عامّة النّاس. كان المشي إلى كربلاء مقتصراً في السابق على الحوزة العلميّة والنّاس المتديّنين والمتلزمين دينيّاً، ولكنّه انتشر بشكل كبير، فوقف النّظام وضرب بقوّة الحديد والنّار. أتذكّر في وقتها جيء في خان النّخيلة بالطّائرات المقاتلة ونزلت مُصدرة أصوات قويّة على المتظاهرين الّذين كانوا يمشون إلى كربلاء، وكانت الدّبابات والقوّات العسكريّة كلّها موجودة حينها ضدّ المتظاهرين. فتمّ ضرب هذه القضيّة من قبل قوّات صدام الطّاغية، ومع الأسف تفرّق النّاس وذهبوا إلى طريق العلماء الّتي كنّا نسمّيها في ذلك الوقت طريق الجدول.
ذهبنا إلى طريق الجدول مع الأسف وهناك أُلقِي القبض على مجموعة من الإخوة وكنت أنا واحداً منهم. ألقي القبض عليّ ونقلونا إلى بغداد. نقلونا إلى بغداد وأُعدم منّا تقريبا مجموعة ومجموعة أخرى تمّ الحكم عليها بالسّجن وتعرّضت مجموعة للتّعذيب وما إلى ذلك. ولذلك بات هناك توجّه لدى النّظام الصدّامي أنّ هذه الشّعيرة اي شعيرة المشي على الأقدام لها صبغة سياسيّة مع أنّ النّاس كانوا يريدون المشي إلى سيّدهم ومولاهم الإمام الحسين (صلوات الله عليه). لوكانت الدّولة آنذك لاتريد أن تضرب هذه الشّعيرة لكان النّاس يذهبون ويرجعون لأنّ الهدف كان عباديّاً فقط. الهدف كان فقط الوصول إلى الإمام الحسين (عليه السّلام). ولكنّ النّظام الصدّامي دفع الجماهير إلى رفع الشّعارات ضدّه فبدأت شعارات الجماهير ضدّ النّظام الصدّامي.
استطاع النّظام أن يضرب هذه القضيّة تماماً وقضى عليها بشكل كبير وما كان أن يذهب أحد إلّا يحسب حسابه بأن يُعدم لأنّه من كان يُلقى القبض عليه يذهب إلى الإعدام. هذا في سنة 1977.
ولكن حصل انفراج في ثورة النّاس والّتي نسمّيها الانتفاضة الشعبيّة. هناك صار نوع من الإنفراج. النّظام كان ضعيفا فخرج النّاس مرّة ثانيّة إلى كربلاء وبدأ النّظام الصدّامي يقف بقدر ما استطاع من قوّة بوجه النّاس ولكنّه سقط. عندما سقط النّظام خرج الناس تقريبا في تلك المناسبة بعدد غفير كان يبلغ النصف مليون. طبعا فإنّ نصف مليون في ذلك الوقت كان عدداً كبيرا جدّا لأنّ أعدادنا كانت قليلة. كنّا مئات فصرنا آلاف ثمّ صرنا عشرات الآلاف، وكان حلماً بالنّسبة لنا أن نصل إلى مئة ألف ونحن نسير إلى كربلاء المقدّسة. عندما سقط النّظام وصار العدد نصف مليون كان ذلك أمراً غريباً بالنسبة إلينا. ومن ثمّ أصبح عددنا مليون بعد سنة واحدة وبعد ذلك أصبح العدد مليونين إلى أن وصل العدد إلى عشرة ملايين. صار العدد عشرة ملايين فدخل علينا الإرهابيون الدواعش، ولله الحمد، دخلت الجماهير المسلمة في الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة إلى هذه العبادة الإلهيّة وشاركت العراقيين في هذه المسألة. ولذلك تجد الآن المواكب من النّجف الأشرف إلى كربلاء المقدّسة. أهالي النجف الأشرف يذهبون لضيافة أهالي النّجف الأشرف وأهل كربلاء يستضيفون النّاس في كربلاء ولكنّ أهالي النّجف الأشرف عندما يخرجون يحضّرون المواكب في الطّريق منها موكب النّجف الأشرف.
بعد ذلك طرأت قضيّة البصرة وبعدها الأكراد الفيليّة. الآن جاءت مواكب إيرانيّة ولله الحمد بدأت تؤسّس لهذه القضيّة. القضيّة قد بدأت من المئات ونحن الآن نتكلّم عن عشرات الملايين وهذا الّذي قاله السّيد القائد [الخامنئي] في لقائنا معه؛ قال إنّ هذا إنفجار وهذا نور وهذا يدلّ على أنّ دم الإمام الحسين (عليه السّلام) مازال ينبض. معنى هذا أنّه كلّما أرادوا أن يدفعوا هذه الشّعيرة وكلّما أرادو أن يقضوا على هذه الشّعيرة كانت تخرج من مكان آخر أقوى من الماضي. لذلك عندما تجد أنّ الشّعيرة الإلهيّة تكبر يوماً بعد يوم عليك أن تعتقد أنّ هذه القضيّة هي قضيّة إلهيّة وليست بشريّة.
كما في ذلك قضيّة الإمام الحسين (صلوات الله عليه) كلّما أرادوا أن يقضوا على اسم الحسين (عليه السّلام) وكلّما أرادوا أن يقضوا على قضية مظلوميّة الإمام الحسين (ع) تجد المظلوميّة انتشرت في كلّ العالم. نقول إنّ هذه القضيّة هي قضيّة إلهيّة ونقول إنّ هذا الدّم دائماً ما يتحرّك وينبض ودائماً يتدفّق بشكل أكبر يوماً بعد يوم. لذلك أشار السّيد القائد لهذه القضيّة لأنّنا نجد يوماً بعد يوم قضيّة الإمام الحسين (عليه السّلام) وخاصّة هذه الشّعيرة، أي شعيرة الأربعين، بدأت من المئات ووصلت إلى عشرات الملايين. هذه القضيّة ليست قضيّة حكومة ولا سلطة ولا مؤسّسات معيّنة بحدّ ذاتها تستطيع أن تدعم هكذا عمل. هذا عمل إلهيّ فقط يدخل في قلوب النّاس ولا يمكن أن يتحرّك.
كان الإيرانيّون معنا في البداية في هذه القضيّة في سبعينيّات القرن الماضي وقد دخلوا الآن معنا بالملايين. هناك كان بالعشرات بل المئات دخل الإيرانيّون معنا والآن صار الإيرانيّون معنا في هذه القضيّة بالملايين. هذه القضيّة هي قضيّة إلهيّة ويقف ورائها تخطيط إلهيّ وليست تخطيطاً بشريّاً. لذلك نحن نعتقد اعتقاداً جازماً بأنّ هذه المحبّة الإلهيّة الّتي وقعت في قلوب النّاس هي هذا الّذي يقول عنه السّيد القائد أنّ هذا الدّم هو الدّم الّذي ينبض ويتدفّق يوماً بعد يوم. 
تجد أنّ العائلة العراقيّة لا تمتلك قوت يومها. نحن نعرف العائلة العراقيّة، لأنّ أحد أعمالنا هو تأمين السّكن للنّاس في بيوت النّاس. نُسكنُ الزائر في بيوت الناس وهذه إحدى من أعمالنا وأشغالنا. عندما نحصي البيوت الّتي تستقبل الزّوار فنجد بعض البيوت لا تمتلك قوت يومها وهي ضعيفة ومستضعفة، ولكن تقول أريد الزائر. عندما تقول أنت لهذه العائلة أنّ الزائر يحتاج إلى مصاريف، يقول أستقرض وأصرف لأنّ كلّ الخير والبركة تأتي من زائر الإمام الحسين (عليه السّلام)
هذا الّذي أشار إليه الإمام السّيد عليّ الخامنئي أنّ هذه المسألة هي مسألة إلهيّة وهذه ليست قضيّة بشريّة حتى يستطيع الإنسان أن يقف أمامها. أي قدرة أرضيّة لا تستطيع أن تقف أمام هذه الشّعيرة. في الأيام التي كنّا نتحرك ونحن المئات كنّا نحلم أن نصل إلى عشرات الآلاف. الآن عشرات الملايين عندنا. طبيعيّ أن تصل هذه القضيّة إلى مئة مليون. لماذا؟ لأنّ عددنا في البداية كان قليلاً وما قضت علينا إلا 50 سنة وانتقل هذا العدد من المئات إلى عشرات الملايين. الآن نحن عشرات الملايين وسننتقل إن‌شاءالله إلى مئة مليون. هذه القضيّة هي قضيّة كبيرة جدّا
هذا المعنى يفهمه كلّ إنسان صاحب ضمير وهو أنّ النّاس الّذين يخرجون بدون أيّ خطّة لزيارة مكان محدّد، يعتقدون أنّ هذا صاحب حقّ وهذا الذي لا بدّ أن نُعرّفه لجميع النّاس، أنّ صاحب هذا القبر الشريف هو صاحب الإصلاح ويصلح أن يكون قائداً فعليّاً في العالم الإسلاميّ وغير الإسلاميّ. 

أشرتم إلى كلمة الإمام الخامنئي خلال اللقاء التكريمي لأصحاب المواكب العراقيّين، وأنا أيضاً أستعين بكلام سماحته إذ قال أنّنا نستطيع بتعريف الإمام الحسين للعالم أن نعرّف الإسلام والقرآن أيضاً وأشار إلى الاستفادة من مسيرة الأربعين. نظراً لمشاركة غير المسلمين ومختلف المذاهب الإسلامية في هذه المسيرة، كيف يمكن استغلال فرصة المسيرة لتعريف الإمام الحسين الذي ينتهي بتعريف القرآن والإسلام؟

عندما بدأنا ونحن صغار كانت المسألة خاصّة بالعوائل المتدينّة والعوائل الحوزويّة والعوائل الملتزمة دينيّاً، ولكن عندما صار التّثقيف وتمّ القيام بالعمل الإعلاميّ والثقافيّ جاء عنصر آخر ودخل على هذا الخطّ. شاركنا الإيرانيّ في ذلك الوقت واستطاع الإيرانيّون والعراقيّون في ذلك الوقت أن يأتوا بالشعوب الأخرى. صحيح أنّ المشي على الأقدام فيه تعب ولكنّ في المشي طوال ثلاثة أيام هذه كانت تُقرأ القصائد وكانت تُقرأ فيها الكتب وكان يُحفظ فيها القرآن. أنا أتذكّر أنّه كان في مجموعتنا من يمشي ويحفظ ويصل إلى كربلاء وهو حافظ لربع القرآن. لذلك كان يمشي ولكنّ كان يبلّغ. كنّا نجلس عند العشائر وكنّا هناك نتكلّم مع العشائر وكانت الصّلاة بالجماعة وكانت الأمور الثقافيّة تنتقل إلى بقيّة النّاس. هذا عندما كنّا قليلين فكيف نحن الآن وقد صرنا عشرات الملايين. إذا تكلّم كلّ واحد من عشرات الملايين هؤلاء فلن يكفي ذلك العالم كلّه فلذلك نحن نقول الآن إنّ هذه المسألة ستحيي القرآن، فالقرآن يخرج من هجرته لأنّ النّاس سيتعلّمون القرآن والحديث واللّغة والشّعر والأدب وحتّى سيتعلّمون كيفيّة الحياة لأنّ هذه الطّريق كلّها عطاء دون مقابل، حتّى تستطيع أن تتعلّم كيف تعيش مع أخيك وتعيش مع إبن عمك وتعيش مع إبن خالك وتعيش مع الغريب.
كنّا نعيش سابقاً في ما بيننا كنجفيين ونتحرّك والآن لا يوجد نجفيّون، لأنّ كلّ العراق يمشي الآن في الشّارع وكلّ العراق يتكلّم في الآربعين. باتت الآن قضيّة الجميع. لقد جاءوا من الإقليم والعالم. نحن الآن أكثر من مئة دولة. هذا الّذي نقوله حول الأربعين كما قال السّيد القائد (أطال الله عمره) أنّ هذه المسألة ستنقل مفاهيم القرآن ومفاهيم الدّين ومفاهيم كثيرة حتّى الأخلاقيّة والاجتماعيّة وستعلّمنا كيف نعيش فيما بيننا وستعلّمنا الثّقافة، [ستُنقل] ثقافة الإيرانيّ إلى العراقيّ وثقافة العراقيّ إلى اللبنانيّ وثقافة اللبنانيّ إلى اليمنيّ وهكذا ستنتقل كما شاهدنا إلى بعض الأوروبيين الذين كانوا لا يصدّقون هذا الاجتماع الكبير لأنّهم كانوا يتصوّرون أنّنا شعوب لا يمكننا العيش مع بعضنا البعض، فتبيّن أنّ الأوروبيّ يقول إنّ أفضل بيئة للعيش هي في هذه التجمّعات وفي هذه الأيّام.
لا يجد الإنسان في مثل هذه الأيّام حتّى شخصاً واحداً تبدو عليه علامات الغضب، بل الكلّ يضحك بالرّغم من أنّهم متعبون. أجسادهم متعبة ولكن تجد الابتسام على شفاههم. من أهمّ ما تجده الإعطاء لأنّ النّاس يصرفون من جيوبهم ويعطون، وهذه المبالغ لا تأتي من الدّولة ولا من الحكومة بل تأتي من جيوب النّاس وتُصرف على النّاس. القضيّة الأخرى والأعظم أنّ الإمام الحسين (عليه السّلام) هو تبنّى أن يُعرّف نفسه. هو قرّر أن يُعرف نفسه للنّاس ولذلك بدأ الإمام الحسين (عليه السّلام) يأتي إلى المجالس ويحضر في المجالس ويبيّن نفسه في المجالس سواء كان في اليقظة أو في الحلم أو في عالم آخر. فالكثير من الّذين مشوا رأوا الإمام الحسين (عليه السّلام) أمامهم، منهم من رأى الإمام الحسين (صلوات الله عليه) وهو نائم، ومنهم من رأى الإمام الحسين (عليه السّلام) وهو جالس ومنهم من رأى الإمام الحسين (عليه الّسلام) وهو يمشي، ومنهم من رأى الإمام الحسين (عليه السّلام) وهو وأصحابه يكتبون أسماء الزوّار. فإذاً بدأ الإمام الحسين (ع) يُعرّف نفسه بنفسه ويطلب بنفسه من النّاس المجيء إلى كربلاء المقدّسة لأنّ هذه القضيّة التي لا نعرفها ستُطلق حدثاً كبيراً، لأنّها بدأت من المئات ووصلت إلى عشرات الملايين. إذن هناك حادثة وراء هذه القضيّة.
كلّ قضيّة في العالم الإسلاميّ عادةً ـ خاصّة إذا كانت غير واجبة ـ دائما ما تكون في حالة نقصان خاصّة إذا كان فيها صرف مال وفيها جهد وتعب مثل الصّلوات المستحبّة. الصّلوات المستحبّة المطلوبة من عندنا ولكن رغم أنّه ليس فيها تعب وعناء فلا يلتزم النّاس بها كثيراً ولكن قضيّة الإمام الحسين (عليه السّلام) فيها صرف مال وفيها تعب وفيها جهد وفيها كلّ ما يخطر ببالك من الأمور الشاقّة ولكن تجد أنّ النّاس يسيرون وهم لايعرفون لماذا؟ السّبب هو وجود قوّة إلهيّة تريد أن يكون الأربعين حدثاً كبيراً إن شاء الله ونحن نعتقد أنّ هذه المسيرة العظيمة للإمام الحسين (عليه السّلام) ستكون إن شاء الله هي الممهّدة لظهور الإمام ولتحرير القدس إن شاءالله

أشار الإمام الخامنئي خلال كلمته في اللقاء مع أصحاب المواكب العراقيّين إلى العلاقة بين مختلف الشعوب في مسيرة الأربعين وقال بشأن العلاقة التي تربط الشعبين الإيراني والعراقي أنّ ”أجساد وقلوب وأرواح هذين الشعبين متّصلة ببعضها ونرى تجسيد ذلك في مسيرة الأربعين“. كيف يمكن توسيع هذا الأمر ليشمل العام كلّه وكافة شؤون العلاقات بين الشعبين وسائر الشعوب لنشهد هذه الأخوة والعلاقة الحسنة في كافة المواسم؟

قضيّة الاتّصال ما بين الشّعوب والانصهار في قضية الأربعين كانت موجودة منذ البداية. نحن نرى أنّه تعيش في العراق قبائل وجنسيّات مختلفة خاصّة في النّجف الأشرف لأنّ النّجف ما كانت سابقاً مدينة بل أصبحت مدينة فيما بعد وصارت لها شعوب وقبائل وصارت لها الحوزة العلميّة. هذه القضيّة بدأت في الأربعين فكان هناك تعارف وبدأ في الأربعين التّواصل وبدأ في الأربعين التّناغم مع الآخر فكيف إذا بدأت مدينة واحدة تنسجم فيما بينها في الأربعين فكيف لا يكون هناك انسجام بين مدينة ومدينة وبين قوميّة وقوميّة وبين عرق وعرق فسوف يكون من المحتّم عندما تنسجم مدينة واحدة في قضيّة الأربعين أن ينسجم البلد كلّه في قضيّة الأربعين. فكيف تنسجم المدينة والبلد، ولا ينسجم الإقليم وإذا إنسجم الإقليم فسينسجم العالم. نحن نقول أن صاحب هذه المناسبة هو الإمام الحسين (عليه السلام). وما نقوله نحن إنّ الحسين (عليه السّلام) يجمعنا لأنّ الحسين (عليه السّلام) هو الّذي قرّب بين المختلفين.
أنت تجد في العراق وخاصّة في مدينة النّجف الأشرف أطرافاً مختلفة والّذي جمع كلّ هذه الأطراف هو أمير المؤمنين (عليه السّلام) والّذي جمعها هو الإمام الحسين (عليه السّلام) والّذي جمعها هو الأربعين، وإلّا ففي النّجف الأشرف يوجد الإيرانيّ ويوجد الباكستانيّ وتوجد العشائر المختلفة العربيّة وغير العربيّة لذلك فإنّه عندما يوحّد هذه المدينة، إنّما يوحّد المدن والمحافظات حتماً، وعندما يوحّد المدن والمحافظات، فهو يوحّد الإقليم حتماً. فلذلك عندما تمشي في الطّريق لا تميّز بين النّجفيّ والدّيوانيّ وغيرهم من المناطق والمدن الأخرى
كذلك الآن نجد أنّ الإقليم يأتي إلى العراق ومن بينهم الإيرانيّ والتركيّ والسوريّ واللبنانيّ والحجازيّ واليمنيّ، وهم جميعاً دخلوا إلى العراق، ولا تمييز بين الإيرانيين والعراقيين والباكستانيين وما إلى ذلك، فتجد النّاس كلّهم سواسيّة وكلّهم يذهبون إلى جهة واحدة. كلّهم صامتون، يمشون فقط ويستفيدون ويستلهمون من ثورة الإمام الحسين (عليه السّلام). هذا الإمام الهمام الّذي إستطاع أن يجمع المتناقضات وأن يجمع المختلف والإقليم والأعراق وكلّ الطّوائف في هذه المسيرة. إذن يوجد سرُّ كبير هو أنّ صاحب هذه المناسبة هو الجامع لنا ولذلك نحن نقول في شعارنا أنّ الحسين (عليه السّلام) يجمعنا.
الأربعين الّذي ينطلق من مختلف المحافظات والمدن إلى مدينة الكربلاء المقدّسة هدفه هو كربلاء وهو المرقد الشّريف وهو المضجع الشّريف فعندما نجتمع هناك فالنّاس يتعرّفون على بعضهم البعض ولذلك نحن نجد أنّ التواجد الإيرانيّ الآن في العراق أكثر بكثير من الفترات السابقة في الأربعين، ونجد الآن أنّ وجود اللبنانيّ في العراق أكثر مما كان سابقا وكذلك الباكستانيّ والأفغانيّ والسوريّ والتركيّ والآذريّ واليمنيّ موجودون في العراق أكثر من ذي قبل. لذلك بدأت المواكب تستقبل الزوّار الّذين لم يأتوا إلى العراق وذلك مجانّاً في سبيل الله. موكبنا هو موكب "الإمام الرضا" (عليه السّلام) وقبل شهر "محرم" كان عندنا زوّار. يوجد لدينا زوّار على مدار السّنة وحتى بعد الأربعينيّة، نحن نستقبل الزوّار، نستقبلهم بالنّقل والطّعام والسّكن، فالمواكب بدأت نشاطاتها وهي ليست فقط للأربعين بل هي تقدم الخدمة لأيّ زائر يأتي لسّيدي ومولاي أمير المؤمنين (عليه السّلام) ولسيديّ ومولايّ أباعبدالله الحسين (عليه السّلام)، والنّاس تفتح المواكب لهم. نحن بدأنا ولله الحمد الآن باستقبال الزوّار الإيرانيين من بيوتهم ونرجعهم إلى بيوتهم. الحمدلله أنّ النّاس الخيّرين بدأوا بذلك، وهذا أول موكب ـ طبعاً هناك مواكب كثيرة ـ ولكنّ هذا أوّل موكب الآن ونحن بدأنا به. لذلك الأواصر ستستمر، وصدّقوني ستستقبل هذه المواكب كلّ الزوّار على مدار السّنة. ليست الفنادق الّتي تستقبل الزوّار، فهي تستقبل الزوار الذين لديهم الأموال، في حين أنّ أكثر زوار الإمام الحسين (ع) هم من الطّبقة المستضعفة والمحرومة، لذلك هم لايمتلكون المال لينزلوا في الفنادق فينزلون في بيوت الإمام الحسين (عليه السّلام) وسيكونون ضيوفاً أعزّاء على الإمام الحسين (عليه السّلام) ومواكب الإمام الحسين (عليه السّلام) ستكون دائماً، كما سيبدأ الاجتماع والوحدة على مدار السّنة وليس في الأربعين، والآن تجدون يوما بعد يوم أنّ الأواصر مستمّرة.

كما أشرتم سابقاً فإنّ مسيرة الأربعين مقارنة ببدايتها، تحوّلت من مسيرة تضمّ مئة شخص إلى مسيرة مليونيّة لكن يتمّ التعتيم من قبل العديد من وسائل الإعلام على هذه المسيرة والأحداث التي تتخلّلها والأخوّة والتراحم بين الشعوب الإسلامية وغير الإسلامية أيضاً وتقوم بعض الوسائل الإعلامية بتشويهها أيضا. نظراً لمسؤولية سماحتكم في إدارة اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية في العراق ما هو اقتراحكم لكسر هذا التعتيم من قبل الوسائل الإعلامية ذات السياسات الحليفة وأيضاً لكلّ مشارك في هذه المسيرة؟

كما تعرفون عندما بدأنا في القرن الماضي الإعلام الحكومي لم يكن يغطّي وحتّى مكبّرات الصوت في المساجد لا تغطّي ولم يكن يوجد عندنا إعلام. الّذي كان في الشّارع المجاور لنا لا يعرف أنّه توجد هنا مجموعة تسير على الأقدام، هذا في القرن الماضي. الآن نحن في هذا القرن نجد عشرات، بل مئات الإذاعات والتلفزيونات. هؤلاء الّذين يريدون أن يحاصروا هذه القضيّة لا يستطيعون ذلك لأنّ القضيّة مستمرّة، فالإطلاقة والرّصاصة قد انطلقت بعشرات الملايين الّتي لن تتوقّف أبدا. عندما بدأنا لم يكن عندنا أحد يبلغ ولا أحد يعلم بنا. تتحرّك محافظة النّجف الأشرف فلا تعرف بذلك الدّيوانيّة والكوفة ولا العباسيّات، ولا يعرف أهل كربلاء ذلك. فتحرّكنا وكنّا مظلومين في ذلك الوقت أمّا الآن فنحن تحرّكنا ومعنا عشرات بل المئات.
هؤلاء الأوروبيّون أو الأمريكيّون أو القنوات الّتي تحذوا حذوهم يتصوّرون أنّ هذه القضيّة ستتوقّف في حين أنّه لن يحدث ذلك أبداً وسيُكسر هذا الحاجز كما كُسر. نحن كاتحاد الإذاعات والتلفزیونات العراقيّة دعونا الأروبيين في رسالة رسميّة، فقالوا لي إنّ هذه مناسبة دينيّة، ونحن لا نغطّي المناسبات الدينيّة، فقلت لهم في الفاتيكان مناسبة دينيّة فلماذا تقومون بتغطيتها وبثّها مباشرة؟ لا يملكون أيّ رد، ولا يستطيعون أن يردّوا على ذلك ونحن نعتقد أنّ الأمور مكسورة، سیأتی الأروبيّ ویأتي الأمريكيّ ويأتي العالم ويستفيد من هذه الظّاهرة، لأنّه لا توجد ظاهرة في العالم مثلها. عندما يقول السّيد القائد إنّه لا نظير لها فسبب ذلك أنّ السّكن والطّعام والنّقل يتوفّر هنا بشكل مجّاني، لكن في الفاتيكان النّقل والسّكن والطّعام ليس مجانّا، هناك يذهبون ليسترزقوا المال وهنا يأتون لصرف المال، هناك يأتون ليؤدّوا شعيرة واجبة ولكن هنا يأتون لشعيرة العشق الإلهيّ الموجود في قلب كلّ إنسان ثائر في العالم. فلذلك نجد أيّ ثائر في العالم وأي عاشق في العالم يأتي إلى هذا الطّريق حتّى لو كان غير متديّن ولا يصلّي ولا يصوم، ولكنّه عاشق للإمام الحسين (عليه السّلام) ويصرف المال ويمشي ويتعذّب ويتحمّل الصّعاب. إذاً عندما نقول لا نظير لها كما قال السّيد القائد لأنّ هذه الظّاهرة لا نظير لها. لا توجد حكومة معنا ولا توجد أيّة مؤسّسة حكوميّة معنا وإنّها كلّها من جيوب النّاس وجهد الناس وعلى أكتاف النّاس فلا نظير لها. عند الإمام الحسين (عليه السّلام) لا يوجد مال وإنّما يوجد هناك بذل وعطاء وكرم وإحسان وثواب وعشق إلهيّ في طريق كربلاء. لهذا السّبب نقول إنّه لا نظير لها في العالم.

 

وصف الإمام الخامنئي الشعب العراقي بالشعب صاحب العزم والإرادة القادر بهمّته على أن يدفع بلاده نحو قمّة العزّة وأثنى سماحته على دور الشباب العراقي المهم في تلبية فتوى المرجعية وإحباط مؤامرة الحرب الأهلية في العراق. ما هو دور المرجعيّة العليا وأيضاً مشاركة الشباب العراقي في الميدان في إحباط هذه الفتنة؟

كما تعرفون أنّ صدّام سقّط العراق تماما. عندما نقول سقوط العراق نقصد بأنّ العراق سقط بيد أكبر دولة في العالم واحتُلّت. ليست أمريكا فقط، بل جاءت 33 دولة مع أمريكا واستوطنوا في العراق وعيّنوا حاكماً عسكريّاً أمريكيّاً في العراق، فعندما يسقط العراق يجب أن تعثر على الّذي نهض واستطاع أن يُخرج الاحتلال وأن ينهض بالعراق ثانية حتّى يستطيع أن يبيّن للعالم أنّه أنا موجود وأنا قادر. الّذين قاموا هم شباب العراق الّذين تحدّث عنهم السّيد القائد. شباب العراق قاموا ووقفوا أمام الاحتلال الأمريكيّ وأنا كنت شاهداً على أنّ الشباب العراقيين كانوا يطاردون الأمريكيين في الشّوارع والأزقّة في وقت كان عدد الأمريكيّين يصل في العراق إلى أكثر من 160 ألف. ما عدد قوّات الدّول الأخرى؟ ولكنّ لم يكونوا يمشون في الشّوارع وهم أحرار لأنّ الشّعب العراقيّ كان يطاردهم. في الوقت الرّاهن تجد 100 دولة في العراق تمشي حرّة منها الإيرانيّ والباكستانيّ والأفغانيّ، يمشون وكذلك الحاج قاسم. الحاج قاسم سليمانيّ قائدٌ وجنرال كبير في العالم يمشي في الشّوارع والنّاس كلّهم يصلّون على محمّد (ص) وآل محمّد (ع) والكلّ يرحّب به. أنا أتحدّى أن يمشي أمريكيّ واحد في الشّوارع. هذا هو ما فعله الشّعب العراقيّ والشّباب على وجه الخصوص. عندما وقف الأمريكيّ ورأى أنّ هذا الشّعب هو شعبٌ واعٍ تابعٍ للإمام الحسين (عليه السّلام) ومعتقد بالإمام الحسين (عليه السّلام)، لا يمكن أن يُكسر ولا يمكن أن يُذل ولا يمكن أن تُدهس كرامته فقام وأسقط الطّاغوت واستطاع أن ينهض فلذلك ذهب الأمريكيّ وأدخل علينا الإرهابيين من أكثر من 80 دولة في العالم. قضية داعش ليست قضيّة بسيطة ذلك لأنّ كلّ الإرهابيين في العالم تمّ إدخالهم من 80 دولة إلى العراق، والّذي وقف أمام هذه الدّول هو فتوى المرجعيّة "السيد علي الحسيني السّيستاني" وكان الدعم حقيقيّاً من قبل ولاية الفقية في الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة وقائد الثّورة الإسلاميّة في إيران "السّيد علي الحسيني الخامنئي“؛ الحسينيين العليين السّادة واستجاب الشّباب لهما. وتحقق الانتصار بوقوف الشّباب مع هذه الفتوى الإلهيّة الّتي صدرت من السّيد السّيستاني والوقوف القويّ من السّيد وليّ أمر المسلمين السّيد علي الحسيني الخامنئي. هو الّذي أرسل لنا العون وأرسل لنا المستشارين وفتح كلّ مخازن السّلاح لأنّه لم يكن عندنا السّلاح فالسّلاح كان بيد الأمريكيّين ولم يكن عندنا العتاد فالعتاد كان بيد الأمريكيّين، وكان عندنا أسلحة لا يوجد فيها عتاد ولكن فتحت الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة مخازنها وفتحت كل ما عندها للشّعب العراقيّ حتّى يستطيع أن يدافع عن نفسه فدافعنا بالسّلاح الإيرانيّ ودافعنا بالمستشارين الإيرانيين الّذين جاؤوا لمساعدة الشّباب العراقيين. وبالفتوى الإلهيّة الّتي أفتى بها الرّجل الإلهيّ السّيد السّيستاني استطاع الشّعب العراقيّ أن يقف ويكسر الإرهاب والتّكفيريين الّذين دخلوا البلاد بواسطة الولايات المتّحدة الأمريكيّة. هذه كانت معجزة كبيرة حدثت في القرن الواحد والعشرين. سيسجّل التّاريخ كيف استطاع الشّعب أن يتخلّص خلال مدّة أربعة سنوات فقط من شرّ 80 دولة إرهابيّة مدعومة من كلّ العالم ولم يستطع إلّا القليل تحقيق ما حقّقه الشّعب العراقيّ وحصل ذلك بفضل دعم الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة السّخي وبفضل فتوى السّيد السّيستاني واستطعنا أن نتخلّص لله الحمد.

 

في الختام نرغب أن نسمع منكم ما لديكم من نقاط تودّون الإشارة إليها أو خاطرة حول مسيرة الأربعين.

ينبغي الإشارة إلى أنّه كيف بدأ الإمام الحسين (عليه السّلام) بنشر هذه القضيّة، كرامة من الكرامات التي رأيناها. كان بعض غير المتديّنين، الّذين هم من غير الملتزمين عندما تدعوهم إلى المشي إلى كربلاء، كان يقول أنا أمشي ولا أريد أن أذهب إلى كربلاء، ودعا الإخوة – الموجودون الآن – بأن فلنذهب للأكل والطّعام لا للمشي، فجاء إلى خان الرّبع وكان معه الإخوة وهناك حلّ اللّيل -يعني آخر اللّيل- فماكانت توجد سيّارة للرّجوع فباتوا هناك. الأخ الغير متديّن هو الّذي نقل هذا؛ قال إنّي كنت نائماً فدخل علينا الإمام الحسين (عليه السّلام) وبدأ يسجّل الأسماء وأولاً بدأ يسجّل هذا ويسجّل هذا ويسجّل حبيب ابن مظاهر، سجّل فلان، وسجّل فلان وسجّل فلان حتّى وصل إليّ فأنا قلت لا... لا... لا... أنا لست موجوداً، أنا أريد أن أرجع. يقول إنّ الإمام ابتسم وقال له سَجِّل إسمه. يقول أنّه أفاق من الحلم وصرخ وقال من هذا الّذي يسجّل أسمائنا - لأنّه غير متديّن – فأدرك الجميع أنّ الإمام الحسين (عليه السّلام) بدأ يُعرّف بنفسه ويُعرّف بهذه المناسبة ويقول أنّنا لا نريد فقط المتديّنين بل نريد الجميع، حتى ولو كان غير متديّنا وغير مصليّ وغير صائم. من لديه حبّ الحسين (عليه السّلام) عليه أن يأتي لهذا الطّريق. الإمام الحسين (عليه السّلام) بدأ يُعرّف بهذا الأسلوب الذي أصبح من الكرامات  ونحن شاهدناها لله الحمد.