فرض الحصار الاقتصادي والحظر من الجرائم العظمى للحكومات. ينبغي أن لا يُنظر إلى قضيّة الحظر على أنّها عملٌ سياسيّ أو دبلوماسي، ففرض الحظر على أحد الشعوب ومنعه من استيراد الدواء، الأدوات الطبيّة والاحتياجات الغذائية جريمةٌ عظمى بمعنى الكلمة، ومثل هذه الجريمة يصدر عن حكومة كأمريكا القادرة على قتل 220 ألفاً في يوم واحد.
بإمكاننا انتهاج مسارين لمواجهة الحظر: الأوّل أن نذهب إلى فارض الحظر ونقول له أنّك فرضت الحظر علينا، ونحن نرجوك أن تقلّص هذا الحظر أو تزيله؛ فيبادر هو أيضاً لوضع عدّة مطالب استكبارية على الطاولة ويقول أن قوموا بهذه الأعمال لأقلّص الحظر قليلاً. هذا مسار الذلّ، الانحطاط والتخلّف. وهناك مسار آخر يتمثّل بتفعيل طاقاتنا المحليّة، فننتج البضائع المحظور داخل البلد. وعندما يلاحظ الطرف المقابل إنتاج هذه البضاعة في الداخل، سوف يشعر هو نفسه بالقلق والاضطراب.
تناهى إلى سمعي قول بعض الأمريكيّين أنّ الظروف اليوم اختلفت عمّا كانت عليه في سنة توقيع الاتفاق النووي، إذاً يجب إجراء تغيير على الاتفاق النووي أيضاً، وأنا موافقٌ على ذلك، لكنّ الظروف الراهنة لم تتغيّر لصالح أمريكا، بل لصالح إيران. لقد أصبحت إيران أقوى منذ العام 2016 حتى اليوم واستطاعت الاعتماد على نفسها، وأنتم أريق ماء وجهكم أكثر فأكثر منذ العام 2016؛ استلمت الحكم في أمريكا حكومة فضحت بلدكم بكلامها، بعملها، بسلوكها ثمّ بأسلوب تنحّيها؛ والمشكلات الاقتصاديّة تنتشر في أرجاء بلدكم. لو تقرّر إجراء تغيير على الاتفاق النووي، يجب أن يكون التغيير لصالح إيران.
الأمريكيّون واقعون في الخطأ فيما يتّصل بشؤون المنطقة؛ هذا الدعم الظالم الذي يقدّمونه للكيان الصهيوني خطأ؛ وحضورهم الغاصب في سوريا وشرق الفرات خطأ دون شكّ، ودعم الحكومة السعوديّة في قصفها الشعب اليمني المظلوم خطأ حتماً وسياساتهم بشأن فلسطين سياسات خاطئة، فلتدركوا أنّكم لا تعرفون هذه المنطقة، ولا تعرفون الشعوب وأنّكم واقعون في الخطأ.
لقيت الضغوط القصوى لأمريكا الهزيمة. ذاك الأحمق وضع خطّة الضغوط القصوى ونفّذها ليجعل إيران في موقف ضعيف، ثمّ تُجبر إيران على الذهاب إلى طاولة المفاوضات، ويُملي هو ما يحلو له من مطالب استكباريّة على إيران الضعيفة، حسناً، لقد ولّى ورحل، كما أنّه فُضح بنفسه، وفَضح بلده أيضاً، فضح أمريكا.