حرصُ المسؤولين على تجنّب تكرارهم كلام الأعداء
طبعاً سُمع بعض الكلام من بعض مسؤولي الدولة هذه الأيام، وهو مصدر استغراب وأسف. وسمعنا أن وسائل الإعلام المعادية والمعارضة للجمهورية الإسلامية نشرت هذا الكلام أيضاً. يأسف المرء حقاً عندما يسمع هذه المسائل. بعض هذا الكلام هو تكرار للكلام العدائي من أعدائنا، تكرار لكلام أمريكا.
الآن، افرضوا مثلاً أن الأمريكيين مستاؤون جداً وغير راضين عن تأثير جمهورية إيران الإسلامية في المنطقة لسنوات. كانوا مستائين من "قوة القدس" لهذا السبب. كانوا مستائين من الشهيد سليماني لهذا السبب. اغتالوا الشهيد سليماني لهذا السبب. أيّ شيء يكون عاملاً للتأثير المعنوي للجمهورية الإسلامية في المنطقة يضرّ بهم. لا ينبغي أن نقول شيئاً يوحي بأننا نكرر كلامهم. سواء عن "قوة القدس" أو شخص الشهيد سليماني.
تتكون سياسة الدولة من مجموعة متنوعة من البرامج الاقتصادية والعسكرية والاجتماعية والعلمية والثقافية، بما في ذلك العلاقات الدبلوماسية والخارجية. مجموع هذه [البرامج والعلاقات] تشكّل سياسة البلد. على الجميع السعي معاً، وعليهم المضي قدماً معاً. لا معنى إطلاقاً أن ينكر هذا القسمُ القسمَ الآخر، وهذا ينكر ذلك، لأنه خطأ كبير، ويجب ألّا يصدر عن مسؤول في الجمهورية الإسلامية ومسؤولي الجمهورية.
"قوة القدس" عاملٌ لتحقيق السياسة المُعزّة للجمهورية الإسلامية في المنطقة
للإنصاف، إنّ "قوة القدس" هي العامل الأكبر في منع الدبلوماسية الانفعالية في غربي آسيا. حققت "قوة القدس" سياسةً مستقلةً للجمهورية الإسلامية وسياسةً مُعزّةً لها في غربي آسيا.
إصرار الغربيين على تبعيّة الجمهورية الإسلامية وانفعالها... وسياستنا المستقلة
الغربيون يصرّون على أن تميل السياسة الخارجية للبلاد إليهم وتكون تحت رايتهم، وذلك على شكل تبعية. هذه هي رغبة الغربيين، لأنها كانت هكذا منذ سنين. في كلٍّ من أواخر فترة القاجار وخلال الفترة الطويلة لعهد البهلوي، كانت إيران تحت هيمنة السياسات الغربية. جاءت الثورة الإسلامية وأخرجت إيران من تحت الهيمنة.
على مدى أربعين عاماً، كان سعي الغربيّين - سواء أمريكا أو أوروبا - استمرار هيمنتهم السابقة على هذه البلاد. لذلك، ترون أنه عندما تقيم الجمهورية الإسلامية علاقات مع الصين، يغضبون، وعندما تقيم علاقات سياسية أو اقتصادية مع روسيا، ينزعجون ويغضبون. عندما نريد إقامة علاقات مع جيراننا، يدخلون على الخط، ويضعون جيراننا المساكين الضعيفين تحت الضغط فيمنعونهم.
هذه هي الحالات التي شهدناها، وأعرف حالات متعددة لدول عربية وأخرى مجاورة، بل حتى كبار المسؤولين كانوا يريدون السفر إلى إيران، فذهب الأمريكيون ومنعوهم لئلّا يسافروا، أي يعارضون أيّ تحرّك لدبلوماسيّتنا. لا يمكن أن نتصرّف بانفعال مقابل مبتغاهم. يجب أن نتصرّف باستقلالية وعزة ومثابرة وقوة، وقد فعل بعضهم في المنطقة ذلك، وبحمد الله، وصلوا إلى نتيجة.
تحديد السياسة الخارجية للدول كافة في المجامع العليا لا وزارة الخارجية
فليعلم الجميع هذا: السياسة الخارجية لا تتحدد في وزارة الخارجية في أي مكان في العالم. السياسة الخارجية في أنحاء العالم جميعاً تعود إلى المجامع العليا لا وزارة الخارجية. إنّ المجامع العليا والمسؤولين الرفيعي المستوى في البلاد هم من [يحددون] السياسة الخارجية.
بالطبع، تشارك وزارة الخارجية فيها، لكن الأمر ليس كأن يكون القرار تابعاً لها. كلّا، وزارة الخارجية هي المنفّذ. [تنفّذ] السياسات الخارجية. الشيء نفسه هنا في بلدنا: تُتخذ القرارات في "المجلس الأعلى للأمن القومي" ويكون المسؤولون جميعاً حاضرين هناك، وعلى وزارة الخارجية أن تنفّذها وتمضي بها بأساليبها الخاصة.
على أي حال، يجب ألا نتحدث بطريقة توحي أننا لا نؤمن بسياسات الدولة ولا نقبلها. علينا أن نكون حذرين. احذروا من إسعاد العدو أيضاً. حقاً ينبغي ألّا تكون [أقوالنا] على نحو نُسعدُ به العدو. أتمنى لجميع المسؤولين في البلاد الذين يرغبون فعلاً أن يخدموا نظام الجمهورية الإسلامية وبلدهم ووطنهم وشعبهم، أن يوفّقهم الله، إن شاء الله، لكي يتمكّنوا من فعل ذلك بأفضل وجه ممكن.