بسم الله الرحمن الرحيم،

بحمد الله، تمكّنا من تلقّي الجرعة الثانية من اللقاح أيضاً. لم يكن لدي أيّ آثار جانبية إطلاقاً بعد تلقي الجرعة الأولى، وبحمد الله، انتهى الأمر على نحو جيّد للغاية؛ لا ألم ولا حمّى، ولا شيء إطلاقاً من هذه الأمور التي كانت تقال.

أرى من اللازم أنْ أشكر أولاً السادة المحترمين الذين تكبّدوا العناء وشرّفونا هنا، وبخاصة العلماء والباحثون الأعزاء الذين تكبدوا العناء خلال هذه المدة وتمكّنوا من إنتاج هذا اللقاح المحلّي، وكذلك المجموعات الطبية والتمريضية والصحية والعلاجية الذين حقاً تكبّدوا عناء كبيراً في هذه القضية ووقتاً طويلاً، وعرّضوا أنفسهم للخطر وجاهَدوا. نقدم إليهم جميعاً جزيل الشكر.

في بعض الحالات، جرى خلل في توزيع اللقاح بين الناس، وبالطبع، كان السبب في المجمل سوءَ الوعد من أولئك الذين وعدوا ببيع اللقاح لنا وأخلفوا.

حسناً، هذا يذكّر مرة أخرى الشعبَ الإيراني والمسؤولين في البلاد بأنه يجب أنْ نكون قادرين على الوقوف على قدمينا في الأمور كلّها، وأنّ الاعتماد على الآخرين يخلق مشكلات، مثلما خلق المشكلات في هذه القضية أيضاً.

بالطبع، لم يكن لدينا خيار، وبالإضافة إلى الإنتاج المحلي، اضطررنا، وما زلنا، إلى أن نستخدم منتجات دول أخرى إلى الحدّ الذي يمكن الاطمئنان إليه. لكن يجب بذل الجهد في الإنتاج المحلي وألّا يبقى الناس منتظرين ومعطّلين.

إن شاء الله، سيتم توزيع هذا اللقاح بسهولة وسلاسة وبما يشمل الناس جميعاً، وسيحرص المسؤولون المحترمون على هذه المسألة، إن شاء الله.

 

أودّ أن أتحدث في مسألة أخرى أيضاً هي خطابٌ إلى الناس الأعزاء من أجل اتباع الضوابط. فمع حدوث هذه الطفرات باستمرار في نوع الفيروس الذي أنتج خمس طفرات أو ستاً حتى الآن، بالطبع، لا تزال المخاطر باقية.

لا ينبغي أن يكون الأمر لأنه استغرق بعض الوقت - سنة ونصف مثلاً - سبباً لجعل مراعاة الضوابط تبدو عادية، ثم تقلّ حساسية الناس تدريجياً. لا! يجب اتباع الضوابط حتماً.

الآن هناك مراسم دينية وغير دينية مختلفة وما شابه. [لكن] يجب أن يُوضع المبدأ على أساسٍ من مراعاة الضوابط، والمسافة التي يجب أن تكون، والكمامة التي يجب أن توضع، وبقية الأمور الواجب مراعاتها وأوصى بها مسؤولو الصحة المحترمون مراراً وتكراراً، كما ينبغي أن يظلّوا يوصوا أيضاً، وعلى الناس أيضاً المراعاة حتماً، لأن هذا خطير حقاً.

إذا تحمّلنا هذه المشقة - الشعب ككل - وفرضنا هذه المصاعب بصورة كاملة على أنفسنا لمدة محددة، سيتم اقتلاع هذا المرض من جذوره، أو على الأقل سيتوقف انتشاره. فهل هذا أفضل أو يجب أن يستمر مع الخسائر في الأرواح والخسائر المالية والتعطّل وما شابه؟ في النهاية، لا بدّ أن يتصدى لهذه القضية كلٌّ من المسؤولين الذين عليهم أن يعملوا بجديّة، وأيضاً الناس الذين عليهم متابعة هذه القضية بعناية، إن شاء الله، كما على الجهات الحكومية دعم الإنتاج المحلي بجديّة، أيْ الآن هذا اللقاح، «لقاح برَكة»، أو ما يتعلق بباقي المراكز مثل «معهد باستير» و«مركز الرازي» وأمثالهما. لا بدّ من دعمها ومتابعتها حتماً حتى يتمكّنوا من أداء المَهمّة على أفضل وجه.

 

أودّ أن أغتنم هذه الفرصة لأقول شيئاً آخر هنا. خلال هذه الأيام السبعة أو الثمانية الماضية كان أحد هواجسنا قضية خوزستان ومياه الناس ومشكلات الناس. إنه لأمرٌ مؤلم حقاً أن يرى المرء أن محافظة خوزستان، مع هؤلاء الناس الأوفياء وهذه الإمكانات والموارد الطبيعية في هذه المحافظة، ومع هذه المصانع الموجودة في تلك المحافظة، يصل فيها وضع الناس إلى نقطة تجعلهم منزعجين ومستائين حيال المياه والصرف الصحي لديهم. لو تمت الاستجابة [سابقاً] للتوصيات المقدّمة بشأن مياه خوزستان ومياه الصرف الصحي في الأهواز - مع كل هذا التأكيد في مسألة الصرف الصحي والمياه في الأهواز -، من المؤكد أننا لم نكن لنواجه هذه المشكلات الآن. حسناً، الآن وقد أعرب الناس عن انزعاجهم وأظهروه لا يمكن لَومهم أبداً؛ إنهم مستاؤون.

مشكلة المياه ليست صغيرة، ولا سيّما في مناخ كمناخ خوزستان، ولأهالي خوزستان أيضاً. أهالي خوزستان أوفياء جداً. كانوا في الخط الأمامي للمشكلات خلال السنوات الثماني لـ«الدفاع المقدس»، وإنصافاً لقد ثبتوا. كنت شاهداً من قرب.

شاهدت من كثب كيف أرسلوا شبابهم ورجالهم بوفاء وإخلاص للدفاع عن البلد، ونساؤهم ساعدنَ أيضاً. هؤلاء الناس الأوفياء لا ينبغي أن يعانوا هذه المشكلات. حسناً، لا يمكنك حقّاً إلقاء اللَّوم على الناس، بل يجب الاهتمام بأمورهم، وكان لا بدّ من ذلك [سابقاً]. بالتأكيد، لم يكن هذا الوضع ليحدث للناس لو تم اتخاذ الإجراءات اللازمة في وقتها المناسب. الآن، بحمد الله، تعمل مختلف الجهات الحكومية وغير الحكومية والجميع على المتابعة لهذه الأمور بجديّة، والحكومة المقبلة التي ستأتي ستأخذ هذا الموضوع بجديّة، إن شاء الله.

 

بالطبع على الناس أن يلتفتوا؛ العدو يريد أن يستخدم كل شيء صغير ضد البلاد، وضد الثورة الإسلامية، وضد الجمهورية الإسلامية، وضد المصالح العامة للشعب. عليهم أن يتنبّهوا كي لا يعمد العدو إلى الاستغلال، ولا نعطيه الذريعة.

نسأل الله – تعالى - أن يتفضّل بنعمه على هذا الشعب، وأن تشمل رحمته ولطفه حال هذا الشعب المستحق للّطف والرحمة الإلهيين، إن شاء الله.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.