الشهيد رضائي نجاد، شهيد العلم، شهيد الطاقة النووية، صاحب تلك الرتبة العلمية لدرجة أن العدو يشعر أن وجود هذا الإنسان مصدر ترقٍّ وتعالٍ للجمهورية الإسلامية فينبغي له التخلص منه. يأتون ويردونه شهيداً أمام زوجته وابنته الصغيرة. هذا العالم الشاب كان قد قضى طفولته في هذا القصف وتلك الظروف الصعبة في إيلام؛ لم يقدر ضغط العدو وضغط الحرب على التقليل من ظهور المواهب بين هؤلاء الناس.
يجب أن يُفهم أن الشهيد ليس مجرد ضحية حرب .... إنّ قضية مناضلنا الذي يدخل ساحة الحرب ويؤدّي به الأمر إلى الشهادة أو الإصابة ليست مجرد دفاع عن الحدود الجغرافية، بل يدخلها دفاعاً عن حدود العقيدة والأخلاق والدين والثقافة والهوية، ودفاعاً عن هذه الحدود المعنوية المهمة. بالطبع الدفاع عن الحدود الجغرافية للبلد هو أيضاً شيء قيّم، لكن أين ذلك وأين هذه التوأمة لهذا المعنى مع هذه المعاني الأخرى المهمة والسامية.
الشهداء يقولون لنا: {وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} (آل عمران، 170). هذا طريق ليس فيه خوف وحزن، فهو طريق الله. على المرء في هذا الطريق أن يكون ثابت الخطوة، وأن يتحرك بقوة، ويجب في هذا الطريق ألّا يتزلزل بوساوس الأعداء.
إن نمط العيش الإسلامي شيء بارز في سلوك مجاهدينا وشهدائنا ولا يمكن تجاهله حقاً. هناك كثير من النقاط المُلهمة في حياة هؤلاء الشهداء وجدير حقاً بالفنّانين لدينا أن يُظهروا صورة فنية عن هذا الوضع للعالم.
وقعت أحداث نادرة النظير في محافظة إيلام، وللأسف حتى شعبنا لا يعرفها ناهيك بالآخرين. إحداها قصف مباراة كرة قدم للشباب سنة 1987. حلّقت الطائرة العراقية فوقهم على مسافة قريبة، مع العلم بما كان يجري هنا وضربت المكان واستشهد عشرة لاعبين والحكم وبعض الأطفال والمتفرجين. إنها كبيرة؛ من المناسب التعريف بمثل هذه الأحداث على نطاق عالمي.
من الذين ساندوا صدّام الخبيث؟ الأشخاص أنفسهم الذين ساندوا في ذلك اليوم هذا الذئب المتعطش للدماء يدّعون اليوم حقوق الإنسان، ويرون أنفسهم اليوم الأولياء على حقوق الإنسان في أنحاء العالم كافة!