وصف الإمام الخامنئي في بيان تعزيته السيّد إيرلو بأنّه "السفير المجاهد والكُفؤ"، نظراً إلى سوابق تعاونكم ومعرفتكم بسفير جمهوريّة إيران الإسلاميّة في اليمن، نرجو أن تتفضّلوا بعرض صفاته الشخصيّة وما كان يميّزه في العمل.
بسم الله الرحمن الرحيم. حقيقةً لقد كان الإمام الخامنئي [دقيقاً] في تعزيته وتسليته برحيل الحاج العزيز «حسن إيرلو» سفير الجمهورية الإسلامية في إيران لدى بلادي اليمن حين وصف وفاته المحزنة والمؤسفة على أنها جاءت على نحو الشهادة، كما أكد على أنه سفير مجاهد وكفوء لجمهورية إيران الإسلامية في اليمن. هذه حقيقة لا غبار عليها، لقد كان نِعم السفير والممثل لقيادته ولبلده، وحقيقةً لقد جاء في نص التعزية ما أكد على هذا المعطى. كما لا ننسى الإشارة الجميلة إلى تاريخ عائلته وأسرته الكريمة، تاريخهم الجهادي والنضالي والكفاحي. وأشارت [التعزية] أيضاً إلى شهادة شقيقيه في الحرب المفروضة على الجمهورية الإسلامية في تلك الفترة، ومبادرته الاجتماعية وخاصة فيما يتعلق بسعيه الحثيث لإغاثة الشعب اليمني. كانت له بصمات واضحة في الشأن الإنساني والحقوقي والصحي والطبي والإغاثي للشعب اليمني منذ تسلّمه منصب سفارة بلاده في اليمن. كل ذلك بالجهود الدبلوماسية الرفيعة التي عززت من علاقات البلدين الشقيقين اليمن وإيران عبر وجود مثل هذه الشخصية الطيبة والمباركة، وشاركت اليمنيين في كل أتراحهم وأحزانهم. كان بحق السفير الوحيد الشجاع البطل الذي لم يترك موقعه الدبلوماسي عندما فرّ الآخرون.
حبّذا لو تُحدّثوننا حول أنشطتكم المشتركة في العمل مع المرحوم إيرلو.
رحمة الله على هذا الأخ العزيز والمجاهد الكبير وعزاؤنا الخالص لعائلته المجاهدة والصبورة ولزوجته الكريمة وأولاده وبناته الذين تحملوا ألم فراقه خلال الفترة الماضية، وكانوا نعم العائلة المستبصرة والمضحية والتي تدرك ما عليها ولها. فيما يخص سؤالكم المتعلق بذكرياتي مع هذا الرجل العظيم وكيف أقيم هذا الإنسان الرسالي بكل ما تعنيه الكلمة فقد جمعتني به سنون عديدة من العمل المشترك والتواصل المستمر قبل أن يكون سفيراً وبعد أن ذهب إلى سفارة بلاده في بلدي اليمن. كان أخاً كبيراً ووالداً عزيزاً شهما ومقداماً وكريماً ومضحياً وصبوراً. لم أجده يوما يتأفف أو يتذمر بل كان على العكس في سعيه الجهادي وفي مراحل عطائه في مختلف الساحات التي تواجد فيها سواء في الساحة السياسية والدبلوماسية أو الإغاثية أو غيرها. كان صبوراً جداً بشكل دائم، ويتحمل كلّ المشاق بابتسامة عريضة وبراحة بال. كما لا أنسى أنه عندما كان هناك مجموعة من الجرحى اليمنيين الذين تم نقلهم إلى العاصمة الإيرانية "طهران" لتلقي العلاج أمضى معهم فترة طويلة وهو يرعاهم ويهتم بشؤونهم ويوفر لهم احتياجاتهم دون كلل أو ملل في الليل وفي النهار وعلى مدى عدة أشهر.
هل لديكم خاطرة حول آخر لقاء لكم مع السيّد إيرلو؟
في آخر لقاء جمعني به قبل أن يغادر إلى اليمن بيوم أو يومين أتى إليّ، إلى بيتي، وتناولنا الغداء سويا. بعد خروجه من المنزل، ونحن في فناء المنزل ـ أخبرني أنه على وشك المغادرة إلى اليمن ويريد أن يسلم علي ويودعني. عندها لا أنسى ذلك الموقف الذي تأملت وجهه وخُيّل إلي في تلك اللحظات وشعرت شعوراً عجيباً أنني لن أراه مجدداً في هذه الحياة الفانية في الدنيا.
آلمنا فراقك أيها العزيز وأيها الحبيب وإنشاءالله يجمعنا الله وإياك سبحانه وتعالى في مقعد صدق عند مليك مقتدر مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً. لقد كنت صادقاً كل الصدق مع المظلومية اليمينة ومتبنياً لها بكل جوارحك ومنادياً منذ اليوم الأول بضرورة إسناد هذا الشعب المجاهد العظيم، الشعب اليمني، وألا يتركه المسلمون ويتخلوا عنه. وداعاً مجددا أيها الرجل العظيم وإلى لقاء قريب بإذن الله سبحانه وتعالى في العالم الآخر والسلام عليكم ورحمة الله.