الكيانُ الصهيوني، مع أنّ قُواهُ خائرة، لا يزال يُواصلُ جرائمَهُ، ويُشهِرُ السلاحَ في وجه المظلومين، ويقتل النساءَ والأطفالَ والعُزّلَ من الشيوخ والشباب. الدجّالونَ من أدعياءِ حقوقِ الإنسان في أوروبا وأمريكا، الذين يَملؤون الأجواءَ بالضجيجِ تجاهَ قضيةِ أوكرانيا، تَراهُم قد خُتِمَ على أفواهِهم تجاهَ كلّ هذه الجرائم في فلسطين، فلا يدافعون عن المظلوم، بل يُغدقون على الذئب المفترس بالمساعدات.
الشعبُ الفلسطيني في كل يوم يُبدي أكثرَ مما مضى صمودَهُ، بشهامةٍ قلَّ نظيرها، ويقفُ في وجهِ الظّالم، وسيظلُّ في هذا الوقوفِ الصامد. الشبابُ – بما ينفّذونه من عملياتِ تضحية – قد أصبحوا دِرعاً دفاعياً لفلسطين، ويبشّرون بالواعِدِ من المستقبل.
الأحداث التي شَهِدتها الساحة الفلسطينية في السنوات الأخيرة، ألغَت جميعَ مشاريعِ التسوية مع العدوّ الصهيوني. إذ لا يمكن تنفيذُ أيِّ مشروعٍ بشأن فلسطين في غيابِ أصحابها أي الفلسطينيين، أو وجود تَعارُضٍ مع وجهة نظرهم. هذا يعني بُطلانَ جميعِ الاتفاقاتِ السابقة مثل أوسلو، وحَلِّ الدولتين، أو صَفْقَةِ القرن، أو التطبيع المذلّ الأخير.
حلّ مرّة أخرى «يومُ القدس». القدسُ الشريف يوجِّه دعوتَه إلى جميع المسلمين في العالم. في الواقع، ما دامَ الكيانُ الصهيوني الغاصِبُ والمجرم يسيطر على القدس، فإنّ أيامَ السنةِ كلَّها يجبُ أن تكون «يوم القدس».
القدسُ الشريفُ قلبُ فلسطين، وكلُّ الأرض المغتصبة من البحرِ إلى النهر هي امتدادٌ للقدس.
الكيانُ الصهيوني جُنَّ جنونه أمامَ الحِراكِ في جِنين، بينما عَمَدَ هذا الكيانُ الغاصبُ قبلَ عشرين عاماً إلى قتلِ مئتي فلسطينيّ في مُخيّم جِنين، مقابلَ مقتلِ عددٍ من الصهاينة في نهاريا، ظانّاً أنّ مسألة جِنين قد قُضيَ عليها إلى الأبد.
