رأى قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، في لقاء مع رئيس مجلس الشورى الإسلامي وأعضائه، أن المجلسَ «أحد الركائز الأساسية لإدارة البلاد». وحول الصعوبات والتعقيدات التي تواجه إدارة الدول في هذا الوضع الدولي الخطير، دعا سماحته السلطات الثلاث والأجهزة إلى إدراك أهمية دورها و«التعاون بإخلاص بينها».
وعن ذكرى الثالث من خرداد (24/5/1982) وفتح خرمشهر، ذكر الإمام الخامنئي، خلال اللقاء الذي جرى صباح اليوم الأربعاء 25/5/2022، أنّ هذا «الحدث العظيم هو أبعد من استعادة مدينة»، قائلاً: «لقد كان فتح خرمشهر في الحقيقة تغييراً لمعادلة مُرّة ومصيرية للمناضلين الإسلاميين وتحويلها إلى معادلة حلوة ونجاة وطنية». وحول سبب هذا التغيير في المعادلة، قال إن «عوامل النجاة الوطنية التي تحققت بفتح خرمشهر هي الأداء الجهادي والتضحية بالنفس والعزم الراسخ والمبادرة والنظرة البعيدة إلى الأهداف والمُثُل، وفوق كل شيء الإخلاص والتوكل على الله».
لذلك، رأى سماحته أن هذه العوامل والقاعدة العامة هي «النسخة المنجية في الأمور والأوقات كافة»، مضيفاً: «أساس هذه القاعدة المنجية هو وعد الله الذي لا يُخلَف في القرآن والمبني على منح الانتصار للأفراد والمجتمع الملتزم هذه العوامل، والله لن يضيع عمل وجهاد أفراد مجتمع مثل هذا».
في حديثه عن موقعية المجلس في إدارة البلاد، لفتَ قائد الثورة الإسلامية إلى مساحة إيران الواسعة وعدد سكانها وجغرافيتها وتاريخها وإقليمها المتنوع، موضحاً أن إدارة بلد بموقعية إيران العزيزة «عمل مهم»، وبالنظر إلى الظروف الحالية للعالم، من الطبيعي أن يكون ذلك «صعباً ومعقداً». وأضاف: «في ظروف العالم اليوم، صارت الإدارة صعبة في البلدان كافة».
وعدّد سماحته أسباب هذه الظروف الاستثنائية وهي: «المنافسات العدائية بين القوى، وتهديدات القوى النووية ضد بعضها بعضاً، والتحرّكات والتهديدات العسكرية المتزايدة، والحرب بالقرب من أوروبا بصفتها واحدة من أكثر المناطق في العالم خصبةً بالحروب، والانتشار غير المسبوق لمرض ما، والتهديدات الغذائية على مستوى العالم، فكلها عوامل تجعل ظروف العالم الحالية استثنائية، وفي مثل هذه الظروف صارت إدارة الدول أكثر صعوبة وتعقيداً».
وذكر الإمام الخامنئي أن بالإضافة إلى الظروف الحاكمة في البلدان كافة «تواجه إيران تحدّياً مستمراً من القوى العالمية في أبعاد مختلفة، بسبب تقديم أنموذج جديد هو السيادة الشعبية الدينية، الذي تسببَ في عرقلة الجدول المعد لدى نظام الهيمنة لإدارة العالم»، مشيراً إلى أن الجمهورية الإسلامية «تحدّت كل الخصومات والعداوات، وهي الآن في تقدم ونجاح». وأضاف: «تجب معرفة قدراتنا ونقاط ضعفنا معاً بدقة، والحذر من ألّا يحدث خطأ واشتباه، لأن العدو يعقد الأمل على أخطائنا أكثر من قدراته».
في هذا السياق، عدّ سماحته تصريحات بعض الأشخاص الذين يرون في شعارات الثورة مشكلة للبلاد «أمراً مرفوضاً»، وقال إن «التحرك نحو المُثل العليا للثورة يصبّ في مصلحة البلاد ويؤدي إلى شفاء آلامها». كما رأى أن «الشعبية» من المؤشرات الثورية للنائب في المجلس، مضيفاً: «أن تكون شعبياً يعني أنه فضلاً عن الجلوس مع الناس يجب أن يكون لديك أذن صاغية لسماع كلامهم، ولكن عندما يتعذر تنفيذ مطالب الناس، فاشرحوا الأسباب ببيان واضح، لأن هذا العمل من مصاديق جهاد التبيين».
في الختام، قدّم الإمام الخامنئي التحيةَ إلى الأرواح المطهرة للإمام الخميني الجليل (قده) وشهداء الثورة الإسلامية و«الدفاع المقدس»، مكرِّماً الشهيد حسن صياد خدائي الذي اغتيل في عملية إرهابية قبل ثلاثة أيام.
يشار إلى أن رئيس مجلس الشورى الإسلامي، الدكتور محمد باقر قاليباف، شرح في بداية اللقاء أعمالَ العامين الأخيرين من المجلس الحادي عشر.