دعا قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، في لقائه مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، والوفد المرافق له قبل ظهر اليوم (الثلاثاء 19/7/2022)، لزيادة التعاون بين البلدين خاصة التجاري، مؤكداً أن «النظام الصهيوني من العوامل الرئيسية لصنع الخلاف بين الدول الإسلامية»، ومشدداً في الوقت نفسه على أن «أمريكا والكيان الغاصب لا يمكنهما إيقاف الحركة العميقة للفلسطينيين». وفي ما يتعلق بالشأن السوري، قال سماحته إن «الحفاظ على وحدة أراضي سوريا أمر مهم للغاية، وأيّ هجوم عسكري على شمالي سوريا سيضر بالتأكيد بتركيا وسوريا والمنطقة بأكملها ويصب في مصلحة الإرهابيين». 
الإمام الخامنئي رأى أن الحجم والنوعية للتبادلات والتعاون الاقتصادي بين إيران وتركيا «أقل بكثير من الإمكانات الحالية» قائلاً: «يجب حل هذه المسألة وحسمها في المفاوضات بين الرئيسين» الإيراني والتركي. كذلك، رأى سماحته أن «عزة الأمة الإسلامية وعظمتها تعتمدان على تجاوز الاختلافات الذوقية، واليقظة تجاه السياسات التي تبث الفرقة»، مضيفاً: «أحد العوامل لصنع الخلاف والعداوة في المنطقة هو الكيان الصهيوني الغاصب الذي يحظى بدعم أمريكا أيضاً». وتابع: «فلسطين هي القضية الأولى للعالم الإسلامي، ورغم إقبال بعض الحكومات نحو الكيان الصهيوني، فإن الشعوب تعارض هذا النظام الغاصب بعمق».
في السياق نفسه، شدد قائد الثورة الإسلامية على أنه لا ينبغي الاعتماد على أمريكا والكيان الصهيوني، «فاليوم لن يتمكن الكيان الصهيوني ولا أمريكا ولا الآخرون من إيقاف الحركة العميقة للفلسطينيين، وعاقبة الأمر ستكون لمصلحة شعب فلسطين». ورأى أيضاً أن وحدة أراضي سوريا «مهمة للغاية»، معقباً على بعض الأقاويل حول هجوم عسكري على شمالي سوريا بالقول: «هذا الفعل سيكون بالتأكيد مضراً بسوريا وتركيا أيضاً والمنطقة، ولن يحقق الإجراءات التي تتوقعها [تركيا] من الجانب السوري».
في إشارة إلى إظهار كره الرئيس التركي للجماعات الإرهابية، قال سماحته: «لا بد من معارضة الإرهاب، لكن الهجوم العسكري على سوريا سيكون لمصلحة الإرهابيين... طبعاً الإرهابيون لا يقتصرون على جماعة معينة أيضاً». وردّاً على طلب الضيف التركي المبني على تعاون إيران في مكافحة الجماعات الإرهابية، قال الإمام الخامنئي: «سنتعاون معكم بالتأكيد في مكافحة الإرهاب».
بينما شدّد قائد الثورة الإسلامية على رؤية إيران أمنَ تركيا وحدودها كأنها أمنها، خاطب أردوغان: «أنتم أيضاً اعتبروا أمن سوريا مثل أمنكم. يجب حل قضايا سوريا بالمفاوضات، وعلى إيران وتركيا وسوريا وروسيا إنهاء هذه القضية بالحوار». كما أعرب سماحته عن ارتياحه لعودة قره باغ إلى أذربيجان، مستدركاً: «إذا كانت هناك سياسة لإغلاق الحدود بين إيران وأرمينيا، فإن الجمهورية الإسلامية ستعارض ذلك، لأن هذه الحدود هي طريق اتصال منذ آلاف السنين». 
في المحصلة، رأى الإمام الخامنئي أنّ زيادة التعاون بين إيران وتركيا في القضايا الإقليمية كافة «مفيد وضروري»، وقال لضيفه: «دافعنا دائماً عن حكومتكم في القضايا الداخلية وأمام التدخلات، وكما قلتم، نحن أصدقاء بعضِنا بعضاً في الأوقات الصعبة، وندعو للشعب المسلم في تركيا».
أما أردوغان، فقدّم في هذا اللقاء الذي حضره رئيس جمهورية إيران الإسلاميّة، السيّد إبراهيم رئيسي، التهنئة والمباركة بعيدي الأضحى والغدير، مؤكداً «ضرورة اتحاد الأمة الإسلامية وزيادة العلاقات بين إيران وتركيا». وقال: «تركيا لم تصمت مطلقاً في وجه الإجحاف مقابل إيران، ويجب أن تتعزّز الأخوّة بين إيران وتركيا في المجالات جميعها». كما أكد أنه كان معارضاً دائماً للحظر الأحادي الجانب ضد طهران، مضيفاً: «ندعم توقعات إيران المشروعة في خطة العمل الشاملة المشتركة ونشجع الشركات التركية على الاستثمار في إيران».
في إشارة إلى مواجهة إيران وتركيا مع الإرهابيين لسنوات عدة، قال الرئيس التركي: «في سوريا، تُدعم الجماعات الإرهابية بأسلحة ثقيلة من دول غربية مثل ألمانيا وبريطانيا وفرنسا، وخاصة أمريكا». وفي حين شدد أردوغان على أن موقف بلاده من وحدة أراضي سوريا «واضح»، قال: «نتوقع من الحكومة السورية أن تبدأ الخطوات السياسية... في قمة أستانة الموضوع السوري مطروح على جدول الأعمال ونأمل أن نحقق نتائج مناسبة».