المقصود بالوحدة الإسلاميّة هو العمل معاً ضدّ مخطّطات الاستكبار
نسأل الله المتعالي أن يهدينا جميعاً لنتمكّن من السير قُدماً في مسار الوحدة الإسلاميّة ونقدر على تحقيق هذه الأمنية العظيمة التي كانت أمنية لزبدة العالم الإسلامي، وهي حتماً أمنية الروح المطهّرة لرسول الإسلام الكريم (ص).
من أين تنبع معاناة الأمّة الإسلاميّة حالياً؟ إنّ من أهمّ العوامل تفرّقُ المسلمين: نحن لا نعرف قيمة أنفسنا وقيمة بعضنا البعض. وحين نكون متفرّقين، لا نضمر الخير لبعضنا أيضاً، وأحياناً نضمر السوء لبعضنا بعضاً أيضاً. حسناً، هكذا تكون النتيجة. هنا أيضاً يتحدّث «القرآن» فيقول: «وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ»؛ أي أنّ الفشل هو مصيركم حين تتنازعون.
يقول أمير المؤمنين (سلام الله عليه) في الخطبة القاصعة التي هي واحدة من أهمّ خُطب نهج البلاغة بأن أنظروا كيف اكتسب السّلف العزّة حين كانوا معاً وكانوا مُتّفقين، وما هي الحال التي كانوا عليها. لكن حين خرجوا من حالة التلاحم تلك... «فَانْظُرُوا إِلَى مَا صَارُوا إِلَيْهِ فِي آخِرِ أُمُورِهِمْ حِينَ وَقَعَتِ الْفُرْقَةُ وَ تَشَتَّتَتِ الْأُلْفَةُ»، «قَدْ خَلَعَ اللَّهُ عَنْهُمْ لِبَاسَ كَرَامَتِهِ وَ سَلَبَهُمْ غَضَارَةَ نِعْمَتِه».
أسبوع الوحدة كان خطوة جيّدة لكن لا بدّ لنا من الاتّجاه نحو تطبيقها. حسناً، قد تقولون: نحن لسنا الرؤساء لهذه الدول. نعم، لدى الرؤساء دوافع أخرى. لديهم دوافع سياسيّة وأهداف أخرى. لكنّ المثقّفين والعلماء والكُتّاب والشّعراء والحكماء والنّخب والخواصّ في أيّ بلد قادرون على جعل الأجواء مختلفة عمّا يريده العدوّ، فحين تتبدّل الأجواء، يصير تحقيق هذه النتيجة أسهل.
شخصيّة الرّسول الأكرم (ص) شخصيّة استثنائية في عالم الوجود كلّه. تُمكن مشاهدة الدلالات على عظمة الحق - تعالى - في مراحل الحياة كافّة لذلك العظيم، حتى عند الولادة. بدءاً من داخل الكعبة حيث تُحطم الأصنام وصولاً إلى جفاف البحيرة المقدّسة الفلانيّة، وانطفاء معبد النار الفلاني الذي يرونه مقدّساً، وانهيار شُرفات إيوان كسرى و... نحن نتخذ هذا اليوم عيداً لهذه المناسبة. اتخاذ العيد ليس من أجل الاحتفال وتخليد الذكرى فقط، إنما من أجل جعل النبي الأكرم (ص) أسوة.
لقد تصرفنا مع الذين كانوا يجرحون مشاعر الإخوة من أهل السنة ظناً منهم أنهم يناصرون التشيع... لقد تصرّفنا معهم بحزم. يجب أن يصير هذا حالة عامة... طبعاً هناك تطرف من الجانبين... ينبغي ألّا نرى تطرّف المتطرفين هذا سبباً في أن نتهم أصل المذهب.