وصف قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، في لقاء مع الآلاف من أهالي تبريز اليوم الأربعاء 15/2/2023، أهالي محافظة أذربيجان الشرقية بـ«حاملي راية وحدة إيران وحريتها». وأعرب سماحته عن إجلاله للشعب الإيراني العظيم في جعله الثاني والعشرين من شهر بهمن تاريخياً هذا العام. وقال: «هذه الملحمة الحقيقية والمفعمة بالحماسة والمليئة بالمضمون هي نتيجة تجنب الشعب الانحراف عن نهج الثورة، ونتيجة استقامته عليه.... إن مسار التقدم والاقتدار هذا سيستمر بالوحدة الوطنية والنظرة الثورية إلى المشكلات، لا الرجعية».
وبيّن الإمام الخامنئي أبعاد «الحركة القيمة جداً للشعب» في «22 بهمن»، مشيراً إلى أنها رد على الدعاية الصاخبة للأعداء: «نزل الناس بإيمان وبصيرة جميعاً مع بعضهم بعضاً من شرقي إيران العزيزة إلى غربيها، ومن شماليها إلى جنوبيها، إلى الميدان، وأوصلوا صوتهم العالي إلى مسامع الجميع... لا يستطيع غير الله الشكور أن يؤدي هذه الحركة الوطنية العظيمة حق الشكر».
ورأى سماحته أن مسيرات «السبت التاريخي للشعب» هي «المصداق لاستمرارية الاستقامة الوطنية». وقال: «واصل الشعب الطريق المستقيم بالحفاظ على هويته وعظمته ودون الشعور بالتعب واليأس ودون الخوف من العدو، وفي هذا الطريق نزل في 22 بهمن هذا العام إلى شوارع البلاد كافة وأظهرَ بدوافع متنوعة استقامةً هادفةً وعناده للعدو العنود».
وذكَّر قائد الثورة الإسلامية بمساعي العدو وبعض العناصر في الداخل لإضعاف العزم الراسخ للشعب ونسيان نهج الثورة، موضحاً: «كان أحد الأهداف المهمة لأعمال الشغب أثناء الخريف في طهران جعل الناس ينسون 22 بهمن لكن الناس خيبوا آمالهم». وتابع: «إن المشاركين في المسيرات بحماسة وسعادة وروحية وشعارات تحمل المضامين أظهروا توجههم الرئيسي، أي الدعم الكامل للثورة الإسلامية ونظام الجمهورية الإسلاميّة».
كذلك، قال سماحته: «تسعى الإمبراطوريّة الإعلاميّة حول العالم، التي هي بيد الصهاينة والأمريكيّين، ألّا يصل الصوت الهادر للشعب الإيراني إلى مسامع الشعوب الأخرى، لكن أولئك الذين يجب أن يسمعوا، أي صانعي السياسة في أمريكا وبريطانيا وأجهزة التجسس لدى الأعداء، سمعوا هذا الصوت حتماً».
وأشار الإمام الخامنئي إلى «الضجة الدعائية في الفضاء المجازي ووسائل الإعلام المعادية عشية 22 بهمن» بالقول: «كانت هناك أصوات معارضة أيضاً وحاولت وسائل الإعلام تضخيمها لكن الشعب تغلب على الأصوات الأخرى كافة».
في جزء آخر من خطابه، بيّن سماحته كذب الأعداء وضعف مزاعمهم بشأن الجمهورية الإسلامية، قائلاً: «أحياناً يقولون بكذبٍ جليّ إن النظام يسير القَهْقَرَى، أو الإسلام وصل إلى طريق مسدود... إذا كان هذا الادعاء صحيحاً، فلماذا تنفقون كل هذا الكم للإطاحة به؟».
في إشارة إلى دعاية العدو حول أن لا ضرورة لامتلاك إيران قدرة عسكرية، قال قائد الثورة الإسلامية: «دولة لديها كل هذا الكم من الأعداء يتوجّب عليها أن تفكر في شأنها وشعبها». وتابع: «بناءً على العقل والشرع أولينا اهتماماً كاملاً بالجوانب الدفاعية واستناداً إلى حكم القرآن سنبذل قصارى جهدنا في هذا المجال في المستقبل أيضاً».
واستدرك سماحته: «عملت الدولة واستثمرت في مجالات أخرى بما في ذلك الصناعة والبنية التحتية وغيرها من المجالات بأضعاف الشؤون الدفاعية، لكن العدو الذي يُرى خوفه بوضوح من دعايته ضد المُسيّرات الإيرانية ينكر سائر التقدم ويسلط الضوء على القضايا الدفاعية». وأضاف في هذا الصدد: «بفضل الله، يعرف الشعب أن أيّ تقدم أو حركة لتقوية إيران سيثير سخط الأعداء الذين يجب أن يُقال لهم وفق الآية الشريفة: موتوا بهذا السخط والغيظ».
الإمام الخامنئي رأى أن تقدم البلاد حقيقة تبعث على النشاط وجديرة بالإشادة، موضحاً: «يُذهلُ المتابعون الأجانب من مشاهدة إنجازات إيران وتحقيقها هذه المستويات من التقدم رغم ظروف الحظر، وكما قال المسؤول الصاروخي الصهيوني قبل بضع سنوات: إنني عدو لإيران لكنني أرفع القبعة أمام إنتاج ذاك الصاروخ الإيراني المتطور على يد علماء إيرانيين».
لكن سماحته لم يرَ أن تأكيد التقدم يعني إنكار نقاط الضعف، وبطرحه سؤال: «أيّ شعب ليس لديه ضعف؟»، أشار إلى نقاط ضعف مهمة في دول العالم الكبرى والمتقدمة. وقال: «لا يكون الحل لعلاج نقاط الضعف بتشويه الأصل والجذور، إنما المنهجية الصحيحة هي إزالة نقاط الضعف بنظرة ثورية».
في جزء آخر من حديثه، رأى قائد الثورة الإسلامية أن النمو الاقتصادي وكبح التضخم من أهم الأعمال، مؤكداً أنّ الجميع خصوصاً المسؤولين ملزمون النشاط الجهادي والعمل والمتابعة ليل نهار. وقال: «الشؤون الاقتصادية أهم الأعمال اليوم، لأنّه دون النمو الاقتصادي لا يمكن أن يتقدم عمل البلاد، ولازمة النمو هي الاستقرار وكبح التضخم واستقرار الأسعار».
ولفت سماحته إلى أنّه إضافة إلى المسؤولين فئاتُ الشعب المختلفة قادرة على أداء دور مهم في مختلف المجالات، مشيراً إلى دور الناس في المجالات الاجتماعية وتقديم الخدمة. وأضاف: «استطعنا مرات كثيرة معالجة نقاط ضعف كبيرة عبر الناس، ومثال ذلك قضية كورونا ودور الناس في المساعدة الإيمانية».
ووصف الإمام الخامنئي «الوحدة الوطنية» بأنها عامل مؤثر آخر في قوة البلاد، لافتاً إلى أنّه مع وجود اختلافات في الرأي في المجتمع، غير أنّ التوجّه العام للشعب هو توجّه «الثورة». واستطرد: «بعض من في البلاد تختلف آراؤهم في جملة من القضايا السياسية عن رأي عامّة الناس والمسؤولين لكنهم ليسوا ندّاً للشعب الإيراني... ندّ الشعب الإيراني هو الاستكبار».
وذكر سماحته أنّ المستقبل مشرق كما الحال دائماً، وقال: «كلما كان هناك أفق واضح أمام البلاد، حققناه بعد مدة، لأن قدرات الشعب وطاقات البلاد عالية جدّاً».