بسم الله الرحمن الرحيم،[1]
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا أبي القاسم المصطفى محمّد، وعلى آله الطيّبين الطاهرين المعصومين، [ولا] سيّما بقية الله في الأرضين.
أهلاً وسهلاً بكم أيها الإخوة الأعزاء والأخوات العزيزات. لقد قطعتم هذا الطريق الطويل في هذا الطقس البارد وجلبتم دفء الصفاء والإيمان والغيرة إلى حسينيتنا هذه. نحن أيضاً، كما العادة، نشعر بالشوق إلى أهالي تبريز وأذربيجان إثر لقائكم. إنني أرسل سلامي بالمعنى الحقيقي للكلمة إلى أهالي أذربيجان وتبريز، ومبدعي الملحمة العظيمة التي لا تُنسى في التاسع والعشرين من بهمن 1356 (18/2/1978).
سوف أتحدّث اليوم عن موضوع تبريز وأذربيجان، فهوية أذربيجان الثمينة واللامعة لا تتوقّف عند بضع الكلمات تلك، فقد تحدثنا كثيراً عن تبريز وأذربيجان لكن الحديث يطول أيضاً. سوف أتحدّث اليوم ببضع جمل أيضاً، ثمّ سأتحدّث حول النظرة العامة إلى قضايا البلاد.
قبل أن أبدأ المواضيع التي أشرت إليها، أرى لزاماً عليّ أن أعرب عن إجلالي للشعب الإيراني من أجل هذه الحركة القيّمة التي أظهرها في [مسيرات الذكرى لانتصار الثورة الإسلاميّة] 22 بهمن (11 شباط/فبراير) هذا العام. يوم السّبت الماضي من هذا العام، أي 22 بهمن، كان يوم سبت تاريخياً. كان 22 بهمن تاريخياً. لقد سطّر الناس ملحمة في أرجاء البلاد كافة بالمعنى الحقيقي للكلمة. هذه الدعايات المعارضة كافة، والمشكلات التي يلمسها الناس بكل وجودهم وبأجسادهم وأرواحهم، إضافة إلى تحريضات الأعداء، والطقس البارد - كانت درجة الحرارة تحت الصّفر في بعض أنحاء البلاد - هذه الأمور كلها تجاهلها [الناس] بفضل تأثير حرارة الإيمان لدى الشعب الإيراني وبصيرته. لقد جاء النّاس بهذه العظمة.
إنّ قدوم الناس هذا كشف حقائق كثيرة، وبما أنني سأعود إلى موضوع 22 بهمن هذا العام، سوف أتحدّث ببضع جمل لاحقاً. الآن، أُعرب عن محبتي للشعب الإيراني في كلّ مكان: من أقاصي شرقي البلاد إلى أقاصي غربيها، ومن شماليها إلى جنوبيها، وفي المدن البعيدة والوسط، والمدن الكبيرة مثل تبريز وأصفهان ومشهد وسائر الأماكن الأخرى وصولاً إلى القرى، فالشّعب الإيراني كلّه صدح عالياً بصوت واحد. هذه الأمور قيّمة جداً. شكر الله سعيكم، أيّها الشّعب الإيراني! طبعاً، أنا لا أجد نفسي جديراً بتوجيه الشّكر، فلا بدّ أن يشكركم الله. الله المتعالي شكور: {إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ} (فاطر، 34).
إنّ كل حركة لكم، وكل إبداء للرأي، وكلّ كلمة تنطقونها، وكل خطوة تخطونها، يشكرها الله المتعالي، مع أن عملكم هو واجب. ما نفعله هو جانبٌ من شكر الله، ولكن «تَشْكُرُ مَنْ شَكَرَكَ وأَنْتَ أَلْهَمْتَهُ شُكْرَكَ»[2]. أشرت إلى أننا سوف نعود إلى الحديث عن الثاني والعشرين من بهمن، إن شاء الله.
وأما في ما يخصّ التاسع والعشرين من بهمن 1356 في تبريز. في رأيي، يمكن القول إنه في اليوم التاسع والعشرين من بهمن 1356 قد سُطّر تاريخ إيران، أي كانت مرحلة تاريخية حاسمة. حسناً، في التاسع عشر من دي من العام نفسه (9/1/1978)، كانت قد حدثت تلك الانتفاضة في قم. لا شك أنّ القمّيين أنجزوا عملاً عظيماً وأخذوا زمام المبادرة. مع ذلك، حدث في البلاد أيضاً ما هو مثل التاسع عشر من دي في قم، ولكن جرى نسيانه. 15 خرداد 1342 (5/6/1963)، ورغم تلك المجزرة والحركة الضخمة في طهران وقم وبعض المدن الأخرى، وانتفاضة الشعب والتضحية بأرواحهم ودمائهم بذاك العدد الكبير جداً، لكن جرى نسيان الأمر واختفى! إن سياسة جهاز الاستبداد والاستكبار هي وضع الأحداث المهمة التي تصب في مصلحة الشعب في غياهب النسيان عبر الدعاية والحيل المختلفة والإكراه. لولا خطوة تبريز، لكان «19 دي قم» طي النسيان أيضاً.
ما الذي فعله التبريزيون؟ حوّل التبريزيون انتفاضة قم إلى انتفاضة وطنية، وإلى حدث عامّ، مع أن صعوبات العمل وشدّته كانت أكثر بكثير في تبريز، فقد أُحضرت الدبابات إلى الشارع. مَن كان الطرف الآخر؟ الناس والعلماء والمساجد، فقد دعا العلماءُ الناسَ للحضور والمشاركة في مراسم أربعين [أهالي قم]. هؤلاء من كانوا مُقابلهم، ولم يكونوا مسلّحين، لكنّ النظام ارتبك إلى درجة أحضر فيها الدبابات إلى الشارع وقتل الناس وارتكب مجزرةً بحقّهم. لكن أهالي تبريز لم يتراجعوا. ضحوا بأرواحهم وقدّموا الدماء ووقفوا وهتفوا وجعلوا قضية الانتفاضة وطنية، ووصل صوت تضحياتهم إلى أنحاء البلاد كافّة، لذلك انتشر على نطاق واسع. أُقيمت مراسم أربعين [أهالي] تبريز في أماكن عدّة. هذا يعني أن صرخة التبريزيين غطت إيران كلها. بعد أقل من عام، طُويت صفحة النظام الاستبدادي الملكي. هذا ما تعنيه صناعة التاريخ، وهذا ما تعنيه المرحلة التاريخية.
تبريز لم تسمح بصمودها ومقاومتها وشجاعتها بتكرار التجارب السابقة. [كانت] راية حريّة إيران بيد التبريزين. هذا ليس مستغرباً. أظهرت أذربيجان مثل هذه الحركة وهذا العرض العظيم في مراحل أخرى أيضاً. يجب أن نعرف هذا التاريخ، وينبغي ألا نسمح للتاريخ أن يُنسى. في مرحلة أخرى - مطلع المرحلة الصفوية - تمكنت أذربيجان نفسها، أي تبريز هذه وأردبيل ومدن أذربيجان، من إنقاذ إيران من التفرقة وملوك الطوائف والهيمنة الطويلة للأجانب. كانت أذربيجان وأردبيل وتبريز. هؤلاء من استطاعوا توحيد إيران. قبل توحيد إيران وحكومة إيران المستقلة التي استمرت حتى اليوم، كان [البلد يحكمه] ملوك الطوائف. في زمن التيموريين وقبل ذلك المغول ومن تبعهم لاحقاً، كانت كل زاوية من زوايا البلاد في أيدي عشيرة أو جماعة: في الشرق على نحو، وفي الغرب على نحو آخر، وفي الشمال كذلك، والجنوب أيضاً. الحركة التي انطلقت من أذربيجان وحدت إيران [فكانت] راية توحيدها بيد أذربيجان. هذه حقائق، إنها ليست مجاملات. يُعد السرد الصحيح لتاريخ أذربيجان من أساسيات التأريخ الإسلامي، ومن واجب الجميع فعل ذلك. على أهل الفن لهذا العمل ومحترفيه عمل ذلك.
كذلك كان الأمر في الأحداث التالية. في قضية التبغ، كانت تبريز من الأماكن التي رافق فيها العلماء [ومنهم] المرحوم الحاج الميرزا جواد التبريزي - الحاج الميرزا جواد مجتهد – الميرزا الشيرازي في القضية. كانت حركة تبريز [مهمة] في الثورة الدستورية، سواء بداية الثورة الدستورية حين وقع موضوع ستار خان وباقر خان ونحوهما، وكذلك بعد القضايا المختلفة ودخول الروس وأمثال ذلك؛ [أيضاً] الشيخ محمد الخياباني والميرزا إسماعيل النوبري وغيرهم وآخرون. هؤلاء من استطاعوا إظهار قوة الصمود لإيران في مواجهة الأحداث المختلفة. الأمر نفسه في الثورة الإسلامية و«الدفاع المقدس» وكذلك قضايا ما بعد «الدفاع المقدس» حتى اليوم. [كما] قال السيد آل هاشم الأمر عينه في القضايا الأخيرة. حسناً، هذا في ما يخص إظهار القدرة الوطنية.
من الناحية الثقافية الأمر كذلك. أذربيجان هي المركز الحضاري والثقافي للبلاد في غربيها، مثل خراسان التي تُعدّ مركز الحضارة والثقافة شرقيّ البلاد. انتقلت ثقافة البلاد والتقاليد والحضارة الإيرانية، التي جرى تصديرها عبر التاريخ إلى أقاصي المتصرّفيات العثمانية في الغرب وأقاصي متصرفيات الهند البابرية في الشرق، من هذين المركزين: أذربيجان وخراسان. لطالما كانت إيران فخورة بمفاخرها الثقافية في أذربيجان: الخاقاني هو أذربيجاني ونظامي هو أذربيجاني، وكذلك شمس التبريزي وقطران التبريزي والشيخ محمود الشبستري، ثم صائب التبريزي... هكذا حتى نصل إلى عصرنا، المرحوم شهريار وقبله السيدة بروين اعتصامي. هؤلاء جميعهم أذربيجانيون. إنّ الخدمات العظيمة التي قدموها إلى أدب البلاد وثقافتها لا يمكن حصرها. هي أكثر بكثير من أن يمكن عدّها.
حسناً، إذن، قضية 29 بهمن تصحب معها هذه السوابق واللواحق. ما أريد قوله إن «29 بهمن» كانت حادثة صانعة للهوية، إذْ يجب أن نستلهم الدروس، فنحن لا نروي قصصاً لبعضنا بعضاً. علينا أن نستلهم الدروس. ينبغي أن نستفيد من ماضينا من أجل بناء مستقبلنا. إننا اليوم نتحرك، والشعب في حالة حركة، وإيران كذلك. نحن بحاجة إلى دروس وتجارب. هذه دروس لنا. كانت «29 بهمن» حادثة صانعة للهوية.
كل شعب ينال الهوية في ظل الاستقامة والصمود. ما يعطي الهوية والشخصية والعظمة للشعوب ويساعد على حفاظ الشعوب على نفسها وثقافتها هو استقامتها وصمودها. ماذا تعني الاستقامة؟ تعني أنْ يواصل الإنسان السير في الخط المستقيم الذي وجده، وألّا يدع مجالاً للانحراف. مشكلة الشعوب هي الانحراف. يبدؤون السير في خط، ويواصلون قليلاً، ثم يتعبون، أو تجذبهم الجواذب الدنيوية إليها فينحرفون. في البداية، تكون درجة الزاوية صغيرة جداً [لكن] كلما استمرت، فإنها تكبر وتبتعد عن الخط الرئيسي والحقيقي. هذه هي المشكلة. لقد عانينا من هذه المشكلة في بلادنا وثورتنا. كان بعض الأشخاص مع الثورة ثم جَنحوا. [هناك] عوامل مختلفة. في بعض الأحيان لم يكن ذنبهم بل ذنب الأجهزة. كان ذنب الحكومة، وعوامل مختلفة، والخارج. ففي النهاية، ولأي سبب من الأسباب، انحرفوا. استمرت هذه الزاوية وأدت إلى معاداة تلك الحركة وذلك الهدف والدافع الكبير الذي كان قد أدخلهم إلى هذا الطريق. انقلبوا من وجه إلى آخر. في بعض الأحيان، تغيروا 180 درجة. لقد كان لدينا من هذا القبيل، ولدينا من هذا القبيل. الاستقامة لا تدع ذلك [يقع]؛ إنها تحفظ هذه الهوية وتعطي هوية لشعب وجمع ما. لا ينبغي التعب ولا اليأس ولا الخوف من عربدة العدو. أيها الإخوة الأعزاء، أيتها الأخوات العزيزات، هذه الأمور هي سر البقاء.
نعم بالطبع، من الواضح أن العدو لن يقف مكتوف الأيدي؛ إنه يوجه ضربة، أو إذا لم يستطع، فإنه يهدد، وإذا لم يؤثر التهديد، فإنه يعربد من أجل إخراجكم من الميدان، وإذا لم تخرجوا منه، فإن العدو قد هُزمَ. إذا واصلتم، فسوف تتقدمون. كان أهالي تبريز قد شاهدوا انتفاضة قم في 29 بهمن. طبعاً، حدثت مذبحة في قم وقمع أهاليها. علمَ الناس بذلك، كان أهالي تبريز يعرفون أن الوقوف أمام النظام يعني القتل وتقديم الأرواح، لكنهم وقفوا وأظهروا استقامة وباركها الله. إننا نقول إن صفحة التاريخ انقلبت في 29 بهمن ببركة حركة أهالي تبريز، ذلك لأنها بركة منّ بها الله على هذا العمل بسبب إظهارهم الاستقامة: {وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا} (الجن، 16). [إنها] الاستقامة.
يوم 22 بهمن هذا العام هو مصداق آخر لهذه الاستقامة. فلننظر ولنحلل المسألة بهذه النظرة والزاوية. ليس الأمر مجرد أن الجموع نزلوا إلى الشوارع الآن، وهو جيد، ففي بعض الأحيان تكون هناك دوافع مختلفة للنزول إلى الشارع. لكن الأهم أن ننظر ونرى أن هذا النزول كان بمعنى الاستقامة، أي بمعنى العناد مع العدو. إن سعي العدو هو أن ننسى الطريق وألّا نراه. هذا ما يسعى إليه. في الداخل أيضاً هناك من يروجون لهذه الأمور. هم موجودون طبعاً. نحن لا ندّعي أنه لا يوجد معارض في الداخل، وأن الثورة ليس لها معارض، وأنه ليس هناك معارض لنا. نعم، هناك مَن يعارضون، وهم يتبعون أيضاً هدف العدو ذاك نفسه. لقد كنا نواجه في الداخل حركات جعلت العزم الراسخ للشعب الإيراني هدفاً لهجماتها. من الأهداف المهمة لأعمال الشغب أثناء الخريف في طهران وبعض الأماكن الأخرى، أحد أهم أهدافها، هو جعل الناس ينسون الثاني والعشرين من بهمن، وألّا يُظهروا حضورهم المليوني في ذكرى انتصار الثورة وينسوا ذلك. كرر أشخاص في الداخل هذا نفسه أيضاً بتحليلات خطأ وباستدلالات هشة، وقالوه في الصحف والفضاء المجازي والتصريحات والكلمات من أجل ثني الناس. لكن ماذا فعل الناس؟ أظهر الناس استقامتهم وجاؤوا وفعلوا عكس ما أرادوه. لذا، كان هذا المجيء استقامة، وهذه الاستقامة تحمل البركة.
مسيرات الشعب هذه رافقها تحليل هذا العام. عندما يحلل مثقف ما، يركّب مقدمة ويستدل بالمعطيات الكبيرة والصغيرة، لكن الشخص الثوري، حتى لو كان غير متعلم، فإن لديه تحليلاً. يسألونه: لماذا أتيت وشاركت في هذه المسيرة؟ يقول: جئت لأنني أدركت أن أمريكا لا تريدني أن آتي فأتيت. لاحظوا! لقد [جاء] عبر تحليل. هذا هو التحليل. يعلم أن العدو خائف وقلق من مجيئه. العدو يعرف أن مجيئه سيقوي هذا النهج ويعبّد الطريق ويضفي الاستمرارية على هذه الحركة. لذا العدو لا يريد ذلك. ولأنه لا يريد، يأتي ذاك من أجل استمرارية هذا النهج. جاء [الناس] عبر التحليل. جاؤوا ليُظهروا روحية إيران اليوم، وليُظهروا دافعها اليوم.
كانت مسيرة 22 بهمن لهذا العام مفعمة بالحماسة وسعيدة، والشعارات التي رفعوها ذات مضمون ومعنى هادف وتُظهر التوجّه. أراد العدو ألا يصل صوت الشعب الإيراني إلى المسامع. هذا ما أراده. الشعب الإيراني صدح بصوته عالياً وسط هذه الضجة كلها في الفضاء المجازي والدعاية والتلفزيونات وما شابه وأوصله إلى مسامع الجميع. نعم، قد [لا يسمع] بعضهم، لأنهم يُخفونه، ويصمتون، ولا ينقلونه في الدعايات العالمية، وقد لا يصل إلى مسامع شعوب الدول الأخرى، لكن أولئك الذين ينبغي أن يسمعوا سمعوا صوت الشعب الإيراني. أجهزة وضع السياسات في أمريكا وبريطانيا ونقاط حياكة المؤامرات في العالم، ووكالات التجسس في الدول - أولئك المترصدون - سمعوا صوت الشعب الإيراني هذا العام في 22 بهمن. أولئك الذين ينبغي أن يسمعوا سمعوا.
كانت رسالة الشعب الإيراني في 22 بهمن هي الدعم الكامل للثورة الإسلامية ونظام الجمهورية الإسلامية. كان هذا [الصوت] أعلى من الأصوات كلها. بالطبع، كانت هناك أصوات مخالفة ومعارضة أيضاً. يسعى الأعداء، وإمبراطورية الإعلام في العالم التي هي بيد الصهاينة والأمريكيين، إلى أن يجعلوا أصوات أولئك تتفوق، لكنهم ما استطاعوا. تغلب صوت الشعب على الآخرين. بالطبع، بذل الآخرون سعيهم. لقد بذل المعارضون والمعاندون جهدهم فكانوا يقولون أحياناً: الثورة أو الجمهورية الإسلامية تسير القهقرى، بخلاف الواقع تماماً. هل نسير القهقرى؟ نحن نتقدم في المجالات جميعها بتوفيق من الله وبفضل منه وبحوله وبقوته. لا يعني ذلك أنه ليس لدينا مشكلات، وسأتحدث عنها الآن، إذْ إن المشكلات لدينا ليست قليلة، لكن البلاد اليوم اختلفت كثيراً عما كانت عليه قبل عشرين عاماً وقبل ثلاثين وقبل أربعين. لقد قطعنا شوطاً طويلاً في المجالات شتى، وفي الأمور المادية والمعنوية.
يقولون: البلاد تسير القهقرى! أيّ قهقرى؟ لماذا؟ بعضهم قال إن الجمهورية الإسلامية وصلت إلى طريق مسدود. حسناً إذا وصلنا إلى طريق مسدود، فلماذا ينفق العدو هذا القدر كله من أجل أن يُطيحنا أرضاً؟ حسناً، الإطاحة أرضاً بالشعب والحكومة التي وصلت إلى طريق مسدود لا تحتاج إلى هذا الإنفاق كله. هي تسقط أرضاً وحدها. إنهم ينفقون مليارات الدولارات في العالم! كثير من الدول التي لديها أموال وثروة وتتحرك بعكس اتجاه الشعب الإيراني تنفق من أجل حرف الجمهورية الإسلامية. يقولون ذلك بألسنتهم ويصرحون به أيضاً. لماذا يفعلون ذلك؟ إذا وصلنا إلى طريق مسدود، وإذا كنا ننهار - كما يريد بعضهم أن يُبدي الأمر – فليس هناك حاجة إلى إنفاق هذا المال كله.
أحياناً [يقولون] في مقام الانتقاص من التقدم: لماذا وضعتم جهودكم كلها على التسليح والمسيّرات والصواريخ وما إلى ذلك؟ فبعض الأشخاص يقولون كذلك. حسناً، هذا جوابه: أولاً إنه لازم، ولا بد لدولة لها عدو أن تفكر في الدفاع عن نفسها طبعاً. في بداية الثورة، أراد بعض الأشخاص بيع طائرات «إف 14» لدينا فلم أدعهم يفعلون. علمتُ بالأمر وفضحته. كنا في مشهد - ذهبنا للزيارة أو لعمل ما - وهناك سمعتُ ولم أترك الوقت يدهمنا. حالما سمعت ذلك طلبت المراسل الصحافي وفضحت الأمر وجرى بثه فخافوا وانثنوا عنه. هذه سياسات المخالفين والمعارضين. لدينا أعداء، وعلينا [تعزيز] بُعدنا الدفاعي؛ العقل يحكم بذلك والشرع يقول: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ} (الأنفال، 60). {مَا اسْتَطَعْتُمْ} أيْ إلى أقصى وسعكم وبكل ما تستطيعون، ونحن أنصتنا إلى هذا الأمر أيضاً، وسوف نعزز القوة الدفاعية للبلاد بقدر ما نستطيع، إن شاء الله. هذا أولاً.
ثانياً، هل ما أُنجز في المجالات الأخرى أقل مقارنة بالدفاع؟ لقد أُنجز في الصناعة ومجالات البنى التحتية والطرق والسدود وأمثالها أضعاف ما أُنجز في الدفاع. كل هذا الكم من العمل! بطبيعة الحال إن المسائل الدفاع هي على نحو يريد الأعداء الاستمرار في الدعاية ضدها لأسبابهم الخاصة: إيران لديها مسيّرات، وباعت إلى المكان الفلاني، وأعطت المكان الفلاني... ومن هذا القبيل، لكنهم لا يريدون [أن يذكروا] التقدم الصناعي، بل لديهم دافع للتكتم عليه، ويتكتمون. كلا، نحن أحرزنا تقدماً كبيراً في مجالات أخرى أيضاً. طبعاً، الشعب لم يكترث لهذه الوساوس التي يبثونها. لم يكترث الشعب لهذه الأصوات التي يرفعونها هنا وهناك، ولن يكترث لها بعد هذا أيضاً، إن شاء الله.
هذه هي الأمور التي تُغضب عدونا، وهذه أنواع التقدم التي تثير سخطه وتُغيظه. قال القرآن: {قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ} (آل عمران، 119). هذا ما ترجمه الشهيد الجليل [بهشتي وقال]: «موتوا من هذا الغضب!»[3]. هي ترجمة آية القرآن: {مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ}. العدو يغضب ويمتعض. أعمالهم أفعال عصبية وكلماتهم كذلك. كل ما يقوي إيران سوف يزعجهم. لماذا؟ لأنهم يعرفون أنه إذا ما غدت إيران قوية، فإن المؤامرة ضدها ستكون غير فعالة. لذلك هم لا يريدون أن تغدو إيران قوية. كل ما يجعلنا أقوياء يُغضبهم ويُزعجهم.[4] سيكون [الأمر] كذلك، إن شاء الله وبفضل من الله. النهضة هي حركة والثورة حركة. الثورة لا تعرف توقفاً وسكوناً. لا بد أن تتقدم وتستمر - بتوفيق من الله - وسوف تستمر، إن شاء الله. لذلك، يجب أن تكون البلاد قوية. لقد قلت مراراً – سأشير إلى هذا لاحقاً - إنه ينبغي للجميع أن يبذلوا الجهود، فلا بد من تقوية البلاد.
نحن إذ قلنا إنّنا تقدّمنا، فإنّ هذه حقيقة. قد يكون أفراد من الناس غير مطّلعين على كثير من أنواع التقدّم. نعم، فنحن ضعيفون في الدعايات وأمثال هذه الأمور، وعلينا أن نعلم هذا الأمر. لم نكتسب بعد في الدعايات والأعمال الإعلاميّة ذاك التبحّر والمهارة اللازمة، وضعيفون بعض الشيء. لذلك، لا يجري الحديث عن [بعض أنواع التقدّم]، فلا تُرى ولا تُدرك. أولئك الذين يذهبون ويجولون ويتفرّجون على المعارض و[سائر] الأماكن تغمرهم البهجة، وبعضهم يُذهلون بشدّة. الأجانب الذين يأتون ويأخذونهم أحياناً إلى بعض الأماكن ليروها لهم يتعجبون ويقولون: هل وصلتم إلى هذه الأمور في ظروف الحظر؟ قلت ذات مرّة[5] – طبعاً كان هذا قبل بضع سنوات – إنّ شبابنا كانوا قد صنعوا صاروخاً واختبروه. طبعاً، الأقمار الاصطناعية تلتقط ذلك، فالصهاينة والأمريكيّون وآخرون علموا بتصنيع هذا الصاروخ. وكان أحد المسؤولين الصهاينة[6] المتخصّصين في المجال الصاروخي قد أطلق تصريحاً نُشر في مكان ما ووصلنا أيضاً، وأنا نقلته. كان قد قال: أنا عدوٌّ لإيران لكنّني أمام هذه الحركة التي أنجزوها – هذا الصّاروخ الذي صنعوه في ظروف الحظر – أرفع لهم القبّعة احتراماً.[7]
نعم، «الموت لإسرائيل»، لكن كلامه جيّد.[8] حسناً، إذاً، قلنا إنّنا تقدّمنا، لكن ألَا نعاني ضعفاً إلى جانب أنواع التقدّم هذه؟ بلى، لدينا من الضعف والنقص إلى ما شاء الله! لدينا كثير من النّقص، وهناك أسباب متعدّدة لهذا الأمر. ليست النواقص ومواطن الضعف لدينا قليلة، والناس يشعرون ببعضها ويدركونها. طبعاً هناك الغلاء والتضخّم وتراجع قيمة العملة الوطنيّة، وهذه مواطن ضعف، وهي لدينا. عندنا مواطن ضعف أخرى في مختلف القطاعات الإداريّة وغيرها. مواطن الضعف موجودة لكن في مقدورنا النظر إلى القضيّة من منظورين.
التفتوا جيّداً، وليلتفت شبابنا الأعزّاء خاصّة. من ناحية، توجد أنواع التقدّم والنجاح والإنجازات، وفي الناحية الأخرى مواطن الضّعف أيضاً. يمكن النظر إلى الأمر بطريقتين. الأولى أن ننظر إلى الإنجازات وندرك أنّنا قادرون ونقول: حسناً، سوف نزيل مواطن الضعف هذه بتلك الهمّة نفسها التي اكتسبنا بفضلها هذه الأمور. هذه طريقة للنظر، وهذه النظرة نظرة ثوريّة. ثمة نظرة أخرى هي أن ننظر إلى مواطن الضّعف ونقول: يا رجل! لا جدوى؛ انظر وشاهد أيّ مواطن ضعف لدينا، فلا فائدة من الأمر، ولا يمكن فعل شيء، أو أن نجلس ونضع كفّاً على كفّ، أو نتذمّر، أو نُعلي الصّوت اعتراضاً على هذا الوضع ومواطن الضّعف، ونُضخّمها أضعافاً عدّة. هذه النظرة نظرة رجعية. نعم، هناك ضعف لكن فلتنظروا إلى مواطن الضعف بنظرة ثوريّة. لماذا تنظرون بنظرة رجعيّة؟
بعض الأشخاص حين ينظرون إلى مواطن الضّعف ينكرون أساس الجمهوريّة والثورة الإسلاميّة! لماذا؟ لو عانى شعبٌ من ضعف معيّن، فهل يتوجّب نسيان مكتسباته وإنجازاته؟ أيّ شعب لا يعاني من الضعف؟ ألا تعاني الشعوب الثريّة والأكثر تقدّماً على المستوى العلمي في العالم من الضعف؟ لديهم نقاط ضعف كبيرة. وأنا لو أردت أن أعددها، فسيكون عليّ أن أعرض صفحة أعدّد فيها عناوين نقاط الضعف في أمريكا وبريطانيا وفرنسا والدول المتقدّمة واحدة واحدة، وهي أكبر بكثير من نقاط ضعفنا وأهمّ وأشد: تفشّي الفقر والأمراض والتمييز وانعدام العدالة الاجتماعيّة. هناك كثير من مواطن الضعف هذه [هناك]، أضعاف ما لدينا. نقاط الضعف موجودة في كلّ مكان، [لكن] يجب أن نشحذ الهمم لكي نزيلها. هذا هو الحلّ. ليس الحلّ أن نبدأ فوراً تشويه الجذور والأسس عندما نلاحظ ضعفاً ما.
لديّ إصرار على أن ذاك الطريق الأوّل هو الصحيح: الطريق الثوري، أي حين ننظر ونرى نقاط ضعفنا، نقول إنّنا نملك إنجازات ومكتسبات كبيرة، وهذه الإنجازات كان تحقيقها يبدو لنا مستحيلاً. لذا، فلنشحذ الهمة. أيها الأعزاء، التفتوا! إنني مسؤول في هذا البلد منذ أربعين عاماً بمسؤوليات مختلفة منذ ما قبل رئاسة الجمهوريّة مروراً بها ووصولاً إلى ما بعدها. كانت هناك أيّام لم نكن نصدّق فيها إمكانيّة أن تتحقّق بعض أنواع التقدّم يوماً ما، ولو عددتها، فسوف تتعجبون. مثلاً لم يكن يخطر في بالنا أبداً أن يصل إنتاج الفولاذ إلى مليون طن. ما كان يخطر في بالنا أنه لو كان الإنتاج خمسة آلاف طن، فسوف يصل إلى عشرة آلاف مثلاً! ما هو ماثلٌ اليوم أمام عيوننا لم نكن حتّى نتصوّره. لكن الشعب والشباب بذلوا الهمة، وكان لدينا مسؤولون جيّدون شحذوا الهمم خلال تلك المدة وأوصلوا البلاد إلى ما نحن عليه اليوم. هذه الهمم لا تزال اليوم أيضاً، فلنشحذها لكي نزيل مواطن الضعف. هذه توصيتي.
على الجميع أن يعملوا، وبالدرجة الأولى ينبغي ذلك على المسؤولين، كلٌّ وفق مسؤوليّته القانونيّة. المسؤولون متنوّعون: أحدهم مسؤول عن التخطيط ووضع البرامج، وآخر عن التنفيذ، وآخر عن الإشراف والمراقبة، وآخر عن سن القوانين، وآخر عن وضع السياسات. هناك قطاعات متنوّعة وإدارات ومسؤوليات مختلفة وكلّها لها قوانينها. فليسعَ الجميع وليفعلوا أنشطة جهاديّة وليعملوا دون أن يعرفوا الليل من النهار وليتابعوا الأعمال. هؤلاء هم المسؤولون.
ما يبدو لي هو أنّ الأعمال الاقتصاديّة هي أهمّ أعمالنا اليوم. قبل أيّام احتشد في هذه الحسينيّة عددٌ من المنتجين وروّاد الأعمال الناجحين في البلاد، وقلت[9] لهم [أيضاً]: لا بدّ لهذا البلد أن يحقق نموّاً اقتصاديّاً، فمن دون النموّ لا تتقدّم الأمور. حسناً، لو تقرّر أن يتحقق النموّ الاقتصادي، ولو كان من المقرّر أن يزداد الإنتاج، فلا بدّ أن يكون هناك استقرار اقتصادي وأن يُكبح التضخّم. أحد الأعمال الأساسيّة اليوم التي يتولّاها مسؤولو البلاد والسلطتان التنفيذيّة والتشريعيّة والأجهزة المتابعة والتنفيذيّة – المسؤولون المباشرون وغير المباشرين – هو المعالجة [للمشكلات]. إنها قابلة للعلاج. ليس الأمر على نحو أنه لا علاج لها [بل] هناك طريق لحلّها وعليهم أن يجدوه. فليعالجوا التضخّم؛ هذا الاستقرار الاقتصادي واستقرار الأسعار يدفع البلاد إلى الأمام. إذاً، لا بدّ أن يُنظرَ بهذه النظرة.
فليعمل الناس على هذا النحو أيضاً. طبعاً، إن مسؤوليّة المسؤولين أكبر لكن على الناس أن يعملوا أيضاً. في مقدور الطالب الجامعي أن يعمل، والأستاذ يستطيع أن يعمل، والعامل قادرٌ على العمل، وكذلك التاجر قادرٌ، وأيضاً المزارع قادر على السعي. روّاد الأعمال وأصحاب مزارع المواشي وعلماء الدين هؤلاء جميعاً قادرون على العمل، كلٌّ وفقاً [لاختصاصه]. عالم الدين [مثلاً]... سمعتم ما قاله السيّد آل هاشم هنا حول أنّهم ينطلقون ويذهبون ويأخذون هذا وذاك في جولة إلى المراكز الصناعيّة أو يرونه إياها. حسناً، هذا أحد الأعمال وهو عظيم. إنه يحرّك [الاقتصاد]. هذه الحركات مباركة. يمكن للناشط السياسي أن يعمل، وعليه أن يُبيّن [الأمور]. لا يقتصر النشاط السياسي على أن يجلس المرء ويعثر على نقطة ضعف في الحكومة أو سائر الأجهزة ويعمل على الاستهزاء والإهانة وتضخيم الأمور وأمثال هذه القضايا في الفضاء المجازي، فالنشاط السياسي لا يكون بهذا. إنه يعني أن تنظروا إلى الأجواء السياسيّة في العالم والمنطقة وتشرحوا أهداف الأعداء وتوجّهات الأصدقاء للناس ولمن تعرفون وتدركون أكثر منهم. هذا هو النشاط السياسي.
أو الناشطين على المستوى الاجتماعي والخدماتي. لقد استطعنا مراراً أن نزيل نقاط الضعف الكبيرة عبر الناس. إحداها «كورونا» هذه. خاض الناس مع بدء «كورونا» غمار الميدان وعملوا. لقد أنجز الناس الكثير من الأعمال التي كان لا بدّ أن تنجزها الأجهزة ودخلوا الميدان. في تلك الأيام نفسها، دخلَ الناس وقدّموا المساعدات الإيمانيّة. لقد أنجز الناس كثيراً من الأعمال الخدمية المتنوّعة. أقام النّاس احتفال [الغدير الكبير] في طهران. الناس أقاموه بأنفسهم برغبة وشوق. الناس قادرون. الفعاليّات الاجتماعيّة تضخّ النشاط في الشعب وتضمن التقدّم في البلاد وتؤمّنه وتدعمه.
أحد الأمور المؤثّرة في بثّ القوّة في البلاد وتجعل البلاد قويّة هو الوحدة الوطنيّة. لا ينبغي أن يحدث تنازع على الجزئيات. طبعاً هناك اختلافٌ في وجهات النظر، والمباحثة في اختلاف الآراء أمر جيد، والمناظرات كذلك، لكنّ المنازعة ليست جيّدة. فليتناظروا ويتكلّموا ويتناقشوا في الجامعات والحوزات ووسائل الإعلام العامّة بأدب، وليقدّموا الاستدلالات مع حفظ حرمات الآخرين، فهذا حسنٌ، لكنّ المنازعة ليست كذلك، والمعاداة ليست جيدة، وتلويث اللسان بالكلام القبيح ليس جيداً. هذه الأمور غير جيدة. الوحدة تساعد.
حسناً، التوجّه العامّ للشعب الإيراني هو توجّه الثورة الإسلاميّة. نحن لم نُجرِ إحصاءات لنقول على سبيل المثال كم النسبة المئويّة لمن تعارض آراؤهم في الموضوع السياسيّ الفلاني الآراء العامّة أو تتعارض مع المسؤولين، فنحن لا نعلم هذه الأمور لكنّنا نعلم عموماً أنّ هناك بعض الذين لديهم آراء أخرى ولديهم اعتراض. هؤلاء ليسوا الند للشعب الإيراني بل الاستكبار هو الند. فليحرص الجميع ألّا يساعدوا الاستكبار وألّا يقعوا أداة بيده في وجه الثورة الإٍسلاميّة والإسلام وإيران العزيزة. إنّني أرى المستقبل مشرقاً كما كانت الحال دائماً. وبحمد الله، كلّما كان هناك أفقٌ واضح أمامنا، وصلنا إليه بعد مدة. قدرات الشعب عالية جدّاً، وقدرات البلاد كبيرة للغاية، وإمكانات البلاد كبيرة جدّاً، وسوف يحقّق هذا الشعب إنجازات أعظم، إن شاء الله.
نسأل الله المتعالي أن يثبّت أقدامنا على هذا الطريق، كما نسأله أن يحشر الإمام [الخميني] العزيز الذي دلّنا على هذا الطريق مع أوليائه. نسأل الله المتعالي أن يحشر شهداءنا الأعزّاء مع شهداء صدر الإسلام وكربلاء، وأن يُلحقنا بهم أيضاً.
والسّلام عليكم ورحمة الله.
[1] في بداية هذا اللقاء، تحدّث السيّد محمد علي آل هاشم (ممثل الولي الفقيه في أذربيجان الشرقية، وإمام جمعة تبريز).
[2] الصحيفة السجاديّة، الدعاء الخامس والأربعون.
[3] في إشارة إلى مقولة الشهيد بهشتي الشهيرة: «قولوا لأمريكا أن تغضب، ولتمت من غضبها».
[4] يهتف الحضور شعار: «النهضة مستمرة حتى ثورة المهدي».
[5] خلال كلمته في لقاء جمع من قوات التعبئة المشاركين في مهرجان «خدمة التعبويين»، 4/10/2018.
[6] عوزي روبين (المدير الأسبق لبرنامج الكيان الصّهيوني الصّاروخي بين 1991 و1999).
[7] يهتف الحضور: الموت لإسرائيل.
[8] ضحك الحضور.
[9] كلمته في لقاء روّاد الأعمال والمنتجين والمتخصّصين في الشركات المعرفيّة، 30/1/2023.