التقى قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، صباح اليوم الأحد 6/8/2023، بقادة القوة البحرية وطاقم المجموعة 86 من البوارج الحربية وعائلاتهم. ورأى سماحته أن المَهمة الناجحة والمشرّفة لهذه المجموعة في إبحارها حول العالم هي «نتاج الهمة العالية والإرادة الراسخة والثقة بالنفس وقوة التخطيط والمعرفة العسكرية المتقدمة والإدارة الفعالة والشجاعة والثبات في مواجهة الصعوبات».

وقال الإمام الخامنئي: «مرة أخرى أثبتت هذه الحركة العظيمة أن النجاحات وأنواع التقدم والآمال المحققة تنبثق من قلب الإقدام والسعي وتحمّل المشقة».

كذلك، رأى سماحته أن الإبحار 65 ألف كيلومتر في نحو ثمانية أشهر افتخار غير مسبوق في تاريخ الملاحة البحرية الإيرانية. وقال: «ينبغي ألا يُنظر إلى هذه الحركة الهادفة والعميقة أنها حدث عسكري وبحري فقط، لأن كل عامل من عوامل تشكيله يستحق الاهتمام واستلهام الدروس».

وعدّ قائد الثورة الإسلامية حركة المجموعة البحرية 86 مصداقاً لأمر القرآن الصريح: {أعدوا لهم ما استطعتم من قوة}. وقال: «ارتقى عملكم هذا بمستوى القدرات العسكرية للبلاد، وعزز شعار "نحن قادرون" الذي يُعد أساس تقدم البلاد لدى القوات المسلحة وفي الأذهان».

وبيّن سماحته نتائج هذه الآية بالقول: «الشعور بالضعف والتردد والارتباك يؤدي كله إلى تشجيع العدو على الهجوم والإقدام، ولكن حينما يرى الأخير الاستعداد والقدرة، يعيد حساباته».

وأكد الإمام الخامنئي أن هذا الإبحار الباعث على المفخرة حسّن أيضاً صورة إيران الدولية، وأن قيمته السياسية لم تقل عن العسكرية، ثم تطرق إلى عرض بعض الدروس من هذه الخطوة. 
 
في إشارة إلى السمات الفريدة للبحر وعظمته بصفته معرضاً لآيات الله، عدّ سماحته معرفة الله الدرس الأول من هذا الإبحار. كما ذكّر بدرس آخر هو الثورة، «فخلال الفترات المخزية للعهد البهلوي والقاجاري، ورغم الكثير من السواحل والإمكانات البحرية، لم يكن هناك معرفة بالبحر وقابلياته في البلاد، بل كانت القوة البحرية منشغلة بأمور أخرى، لكن الثورة أخرجت البحر والملاحة من حالة الركود والنسيان». 
 
ورأى قائد الثورة الإسلامية أن الحضور البحري في المناطق البعيدة وأقاصي المحيطين الهادئ والأطلسي عامل صانع لأمن البلاد. في المقابل، قال: «النهب والاستئثار بالمصالح البشرية جزء من خصال أمريكا والقوى العظمى، ولو استطاعوا، ما توانوا عن تسجيل المحيطات باسمهم أيضاً لكي يحجبوها عن متناول الآخرين». 
 
وتابع سماحته في هذا السياق: «أثبتم بحضوركم ومواجهتكم ممارساتهم العدائية في سبيل إفشالهم أو تشويههم هذه الرحلة أن البحار المفتوحة ملك للجميع». 
 
بشأن بعض العراقيل الأمريكية الواهية في الشحن والنقل البحري، قال الإمام الخامنئي: «قولهم "لن نسمح للسفن الفلانيّة بالعبور من المضائق الفلانيّة" كلام سخيف، لأن المياه المفتوحة ملك للجميع. يجب أن تكون البحار والأجواء حرّة للشعوب كافة، ولا بد من توفير أمن الملاحة والنقل البحري للجميع». 
 
وواصل سماحته: «يعتدي الأمريكيّون اليوم على ناقلات النفط ويقدّمون العون إلى عصابات التهريب البحريّ في منطقتنا وأماكن أخرى، وهذه الأعمال انتهاكات كبيرة للقوانين الدولية والبشرية».

أيضاً، وصف قائد الثورة الإسلامية دور العائلات بأنه «مهم في نجاح مَهمة المجموعة البحرية 86». وقال: «كان الصبر والحلم في مواجهة القلق والشوق، والاعتزاز بهذا الامتحان، والشعور بالفخر الواضح عند الآباء والأمهات والأزواج النساء، عاملاً آخر مؤثراً في تحقيق هذه الحركة التاريخية». 

وأضاف سماحته: «انتهت أشواق عائلات القوات البحرية برؤية أحبائهم لكن مكان أحباء عائلات الشهداء لم يُملأ أبداً. كلنا مدينون لهم وندعو الله ألّا يزيل ظلهم من على رؤوس الشعب الإيراني». 

في جزء آخر من حديثه، أشار الإمام الخامنئي إلى مراسم العزاء الحماسية خلال شهر محرم هذا العام، قائلاً: «رغم سعي الأعداء ومحاولتهم جعل شهر محرم باهتاً، لكن في هذا العام وببركة توجهات حضرة بقية الله وعلى عكس رغبات الأعداء تماماً كانت عاشوراء أكثر حماسة ورونقاً وانتفاعاً من السنوات السابقة، ما يدل على أن الله يساعد دائماً كل عمل في طريق الأهداف الإلهية». 

في بداية هذا اللقاء، قدّم قائد القوة البحرية في جيش جمهورية إيران الإسلامية، الأدميرال شهرام إيراني، وقائد المجموعة 86 من البوارج الحربية، الأدميرال فرهاد فتاحي، تقريراً عن مَهمة الإبحار حول الكرة الأرضية. 

كذلك، قرأت في هذا اللقاء زوجة أحد العناصر من المجموعة البحرية 86 نثراً من القلب عن «الشوق والصبر والشعور بالفخر لدى عائلات المجموعة البحرية خلال المَهمة».