كان عملكم مصداقاً للآية الشريفة: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ}. لقد أمر القرآن بصراحة، أي دون أيّ تأويل، أن «أَعِدُّوا لَهُمْ»؛ أعدّوا في المواجهة مع الأعداء «مَا اسْتَطَعْتُمْ». وهذا ليس احتمالاً دينياً أو رواية ضعيفة، بل هو نصّ القرآن الصحيح. مبادرتكم هذه مهّدت الأرضيّة لأعمال أعظم ستُنجز بعد الآن.

هذا الإبحار [حول العالم] أوضح لنا أنفسنا ولكم ولكلّ من يطّلع على قضيّتكم قيمة الثورة الإسلاميّة وأهميّتها. لماذا؟ لأنّ الثورة الإسلاميّة منحتنا هذه المعرفة والقدرة والثقة بالنفس. الثورة الإسلاميّة منحتنا هذه الهمّة والجرأة على المبادرة إلى مثل هذا العمل العظيم. لم يكن شيءٌ من هذا قبل الثورة الإسلاميّة. ففي العهد المشؤوم للبهلويّين والقاجاريّين، لم نكن مع امتلاكنا هذه السواحل والإمكانات البحريّة كافة على دراية ومعرفة بالبحر.

تمكّنت خطوتكم هذه أن ترفع صورة إيران الدولية وترتقي بها. إن القيمة السياسية لعملكم لا تقل عن العسكرية، إن لم نقل أكثر. مجرد أنكم تمكّنتم من تنفيذ مثل هذه الحركة العظيمة في البحر هذا يصنع للبلاد سمعة دولية، فقد كان لإيران هذا الكم من القوى والشباب والقدرة العلمية والمهارة لتتمكّن من إنجاز هذا العمل العظيم. لقد منح سمعة دوليّة للبلاد.

 كان شهر محرّم هذا العام مفعماً بالحماسة ببركة عنايات بقيّة الله، أرواحنا فداه. حاول الأعداء أن يجعلوا محرّم باهتاً، فحدث ما كان في النقطة المقابلة تماماً لما أرادوه. لقد كانت عاشوراء هذا العام أكثر حماسة وحركة ورونقاً وفائدةً من السنوات السابقة. إنّ العمل من أجل الله وفي اتجاه الأهداف الإلهيّة يحظى بعون الله المتعالي.

لو استطاعت القوى العظمى، ما توانت عن أن تسجل المحيطات باسمها أيضاً، فالنهب والاستئثار بالمصالح البشرية جزء من خصال أمريكا. لقد كسرت حركة المجموعة البحرية 86 حول الكرة الأرضية هذا الأمر وأثبتت أن المياه الحرة ملك للجميع.

ينبغي توفير أمن الملاحة والنقل البحري للدول كلها. يعتدي الأمريكيّون اليوم على ناقلات النفط ويقدّمون العون إلى عصابات التهريب البحريّ. هذا انتهاكهم الكبير، ويجري في منطقتنا، ونحن على علم من هنا وهناك أنّهم يفعلونه في أماكن أخرى أيضاً. هذا انتهاك لقانون بشري دولي، ولا يمكن التغاضي عنه.

إنّ النجاحات والكمالات الكُبرى وأنواع التقدّم والآمال المتحقّقة للبشر تولد كلّها من رحم الجهود والمشقّات. لا يكفي أن ينظر المرء إلى قمّة جبل حيث صعد بعض الأشخاص [مثلاً] إلى الأعلى ويقول: نرغب في أن نكون هناك أيضاً. هذا ما أثبتموه وهو درسٌ مهمّ.