أنتم تسمعون هذه الأيام عن قضايا أفريقيا. البلدانُ التي كانت تحت نفوذ فرنسا تنتفض شعوبها ضد فرنسا واحدة تلو أخرى، وتطيح بالحكومات العميلة لفرنسا [على يد] الناس! طبعاً جيوشها تمسك زمام المبادرة لكن الناس يساندونهم، أي لا تمتلك القوى الغربية اليوم وفي مقدمها أمريكا ثم أوروبا القُدرة السابقة. إنّهم يتّجهون نحو الضعف. هذا الضعف يزداد يوماً بعد يوم.

 

 أفول قوى الاستكبار الأوروبية

 

كان من مؤشرات اقتدار أمريكا القدرة على تغيير الحكومات والدول. هل في مقدورها أن تفعل الأمر عينه اليوم؟ أبداً. لا في ما يخص بإيران، ولا في ما يخص أيّ بلد آخر. أمريكا مُجبرة اليوم على إطلاق حرب مركّبة لتوجيه ضربة إلى الحكومات التي تروم توجيه الضربات إليها. الحرب المركّبة مُكلفة جدّاً بالنسبة إليها، ولا تُحقق النتائج في نهاية المطاف.

 

الحرب الأمريكية المركّبة مخفقة ومُكلفة جدّاً

 

العالم على أعتاب تحوّل معيّن أو في بدايات تحوّل ما. خطوطه العريضة هي أمور عدة. في الدرجة الأولى ضعف القوى الاستكباريّة في العالم. لقد ضَعُفَت القوّة الاستكبارية لأمريكا وهي تضعف أكثر فأكثر. كذلك حال بعض الحكومات الأوروبية. ومن الخطوط الرئيسية الأخرى له ظهور قوى إقليمية وعالمية جديدة.

 

ضعف القوى الاستكباريّة وظهور قوى جديدة

 

أمريكا في طور الضعف، والقوى الغربية والاستكبارية تضعف. ليس هذا شعاراً بل حقيقة، وهو كلامٌ يصرّحون به بأنفسهم. هم أنفسهم يقولون إنّ المؤشّرات على اقتدار أمريكا في العالم نحو التراجع. مثل ماذا؟ مثل الاقتصاد. فمن أهم المؤشّرات على اقتدار أمريكا الاقتصاد القوي، ويقولون إنه يتجه نحو التراجع، وأحدها إمكانية التدخّل في الدول. كانت أمريكا تتدخّل في مختلف البلدان، فيما تتجه هذه الحالة اليوم نحو الأفول.

 

ضعف القوى الغربية حقيقة وليس شعاراً

 

أعطانا القرآن معياراً. يقول القرآن: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ}. حديثنا عن هذا الأمر، ولذلك علامة: {وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ} (الفتح، 29). فإذا رأيتم أن الطريق الذي نسلكه هو طريق يسعد الكفار، فاعلموا أنكم لستم «أشداء على الكفار»، ما يعني أنكم لستم «مع رسول الله». [أما] إذا رأيتم أنه العكس، والطريق الذي تسلكونه يزعج الاستكبار والحكومات القاهرة والمعادية للدين والإسلام ويغضبها، فهذا «أشداء على الكفار».

 

المعيار لكوننا مع رسول الله (ص) أن نثير غضب الاستكبار