الكاتب: علي جزيني

إنّ المنظومات التي عرضتها الجمهورية الإسلامية في إيران تدل على تطور تكنولوجيا حققتها الجمهورية الإسلامية في هذه السنوات السابقة أي في مدة قصيرة جداً. المثال الأساسي على ذلك الصاروخ الفرط-صوتي من نوع «فتاح 2» الذي يختلف جذرياً عن «فتاح 1» من ناحية أنه يناور بسرعة عالية في الطبقات المنخفضة من الغلاف الجوي، الأمر الذي يصعب على أنظمة الاعتراض الصاروخية مثل «اس ام ثلاثة» أو «أرو»، الإسرائيلية أي السهم، أو المنظومات الأمريكية، اعتراض مثل هذا النوع من الصواريخ في طبقات الإكسوسفير أي الطبقات العليا من الغلاف الجوي.

واقع أنه يناور في هذه الطبقات المنخفضة يصعّب على هذه المنظومات إذا لم نقل يستحيل أن تعترضه. في النتيجة، إن هذه المنظومات كونها مخصصة لاعتراض أهداف على ارتفاعات أعلى.

من ناحية أخرى، نظام «9 دي» المطوَّر في نظام الدفاع الجوي المبني على منظومة «خرداد 3» يتيح لها أن تتمتع بعدد صواريخ أكبر للتعامل مع خطة الإغراق الجوي التي قد تتّبعها أسلحة الجو المعادية من ناحية أنها قد تُطلق عدداً كبيراً من الأهداف الوهمية أو الصواريخ المجنّحة أو القنابل.

لنفترض مثلاً أن منظومة «خرداد 3» تسعُ ثلاثة صواريخ. هذا النظام يمكّنها من حمل ثمانية صواريخ في الآلية الواحدة ما يتيح لها التعامل مع أهداف أكثر. إذاً، هنا تم التطوير على منظومة موجودة بكلفة أي لن لم تُصنع منظومة جديدة بل ما حدث آلية إطلاق الصواريخ جرى وضعها في الكتيبة أو بطارية الدفاع الجوي نفسها. وبعض المنظومات تكون مخصصة لاعتراض الأهداف العالية والبعيدة بمدى خمسة وسبعين كيلومتراً إلى مئة، في حين أن هناك منظومات أخرى مخصصة للتعامل مع الإغراق الجوي مع تحييد ذراع أخرى أو أسلوب آخر تكتيكي لأسلحة جو العدو.

تكمن الفكرة الأساسية أيضاً في موضوع الكلفة، إذ إنّ الصواريخ الاعتراضية أرخص من الصواريخ الاعتراضية الكبرى. صحيح أنّ الصواريخ الكبيرة قادرة على التعامل مع مثل هذه الأهداف، ولكن من ناحية أخرى عددها أقلّ وهو ما لا يشكّل اعتراضاً مثالياً.

صناعة صواريخ أصغر لنفس المنظومة يسهّل التعامل مع مثل هذه الأهداف الصغيرة الحجم كالصواريخ المجنّحة، فَلو جرى رصدها افتراضاً على مسافة ثلاثين كيلومتر اً عن الهدف المستهدَف، يمكن التعامل معها بصواريخ ذات مناورة أعلى، وتحقّق الاعتراض المثالي.

بالنسبة إلى «شاهد 147» هي طائرة تملك محرك «تربو بروب»، وهي تقنية أظهرتها إيران لأول مرة في طائرة «غزة» التي عرضتها منذ سنتين، والطائرة بحسب الارتفاع المعلن تدخل إيران في مجال صناعة طائرات «الهيل» كما تسمّى بالإنكليزية (HALE)، أي طائرات الاستطلاع عالية الارتفاع ويمكن تزويدها بأنظمة سطع إلكتروني وأنظمة رادار نشِط لرصد القواعد الأمريكية أو الإشارات الإلكترونية للقواعد من مسافات بعيدة.

يمكنها أيضاً التحليل الجغرافي عبر الرادارات البعيدة المدى وتحليل مسافات واسعة من سطح الأرض. هذا الأمر غير ممكن أو ممكن بدرجة أقلّ في عمل المسيّرات السابقة مثل «شاهد 129». أما «شاهد 147»، فتفتح أبواباً جديدة أمام قدرات الاستطلاع الجوي والاستخبار الإلكتروني واستخبار الرادار الخاص بقوات الجمهورية المسلحة في إيران

.

*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي موقع arabic.khamenei.ir