على أعتاب ولادة السيدة فاطمة الزهراء (ع)، التقى قائد الثورة الإسلامية، الإمام الخامنئي، جمعاً من النساء والفتيات، اليوم الأربعاء (27/12/2023)، متطرّقاً إلى «تبيين النظرة المنطقية والعقلانية للإسلام إلى مختلف الأبعاد لحضور النساء في الأسرة ونشاطهن غير المحدود في المجتمع والسياسة والمستويات الإدارية شتى».  
وعدّ سماحته هوية المرأة وقيَمها وحقوقها وواجباتها وحرياتها وحدودها «قضية مصيرية وحاسمة للغاية». وقال: «يوجد نهجان عامان في العالم الغربي والإسلامي متعارضان إزاء هذه القضية المهمة جداً».  
في هذا السياق، تحدث الإمام الخامنئي عن «تهرّب النظام الحضاري والثقافي الغربي من مناقشة القضايا المهمة للمرأة»، «ولأنه ليس لدى الغربيين أي منطق في ما يتعلق بالمرأة، يفرضون أفكارهم عبر إثارة الجلَبة والغوغائية، وشراء الشخصيات السياسية وغير السياسية، والاستخدام الأدواتي للفن والأدب والفضاء المجازي، والسيطرة على المراكز الدولية المتعلقة بالمرأة».  
مع الإشارة إلى الإحصاءات الرسمية المروّعة عن الفساد الأخلاقي في الغرب، قال سماحته: «لماذا تبرز كل مسألة من شأنها أن تدمّر الأسرة يوماً بعد يوم في الغرب، وفي المقابل لا إدانة أو تحرّك جاداً ضد المعارضين للنساء المحجبات؟».  
في المقابل، وصف قائد الثورة الإسلامية منهج الإسلام في قضية المرأة بـ«المعاكس تماماً لتعامل الغرب، وبالمنطقي والاستدلالي». وقال: «تُعدّ قضيّة المرأة في الإسلام من نقاط قوّته، ولا يظنّ بعض الأشخاص أن علينا الردّ على القضايا كافة ذات الصّلة بالمرأة ».

وعدّ سماحته المساواة بين الرجل والمرأة في قضية الكرامة والقيم الإنسانية من مكونات المنطق القوي والعقلاني للإسلام، قائلاً: «في القيم الإنسانية والارتقاء الروحي ليس للرجل والمرأة أي تفضيل على بعضهما بعضاً».
وشرح الإمام الخامنئي: «حتّى أنّ الله في بعض الأحيان، وفي المجالات الروحية، قد فضّل النساء على الرجال
في القرآن، وقدّمهن قدوةً للمؤمنين كافّة، مثل امرأة فرعون والسيّدة مريم». 
كذلك، رأى سماحته أن الحضور في المجتمع والمسؤوليات الاجتماعية يُعدّ من بين المجالات الأخرى في أدوار الرجل والمرأة المتساوية. وقال: «إن الانخراط في السياسة ومقّدرات البلاد الأساسية، وِفقَ تعبير الإمام [الخميني] الجليل، حق وواجب على المرأة؛ فقد جاء في الروايات أن الاهتمام بالشؤون الاجتماعيّة، بما في ذلك أمور المسلمين مثل قضية غزة اليوم، واجب الجميع».
أيضاً، رأى قائد الثورة الإسلامية أن الواجبات الأسرية تختلف فيها المرأة عن الرجل وفق الإمكانات والقدرات البدنية والعقلية لكل منهما. واستدرك: «شعار "المساواة بين الجنسين" المطلق، كما يعبّر بعضهم، خطأ، والصواب: العدالة بين الجنسين».
وبيّن سماحته أن الواجبات الخاصة بالمرأة مثل الإنجاب وتربية الأطفال تتناسب مع التركيبة الروحيّة والجسدية والعاطفية لها، مضيفاً: «على الرغم من اختلاف الواجبات الأسريّة بين المرأة والرجل، فإن حقوقهما الأسريّة واحدة وفقاً لتصريح القرآن الكريم».
ولذلك، ذكر سماحته أنّ دور الأم أهم الأدوار وأفضلها في خِلقة الإنسان «لأنه يضمن استمرار النسل وحياة الإنسان». وتابع: «فكرة وجوب الأعمال المنزلية على المرأة خطأ تماماً، وينبغي أداء الأعمال في المنزل بتفاهم».

ورأى الإمام الخامنئي أن سبيل المعالجة لبعض الأضرار، مثل الأذى الجسدي داخل الأسرة، هو سنّ قوانين تتضمن عقوبات قاسية بحق الرجال الذين يجعلون أجواء المنزل غير آمنة للمرأة. 
في جزء آخر من حديثه، رأى سماحته أن تقدّم المرأة في مختلف القطاعات، في عهد الجمهورية الإسلامية، يتعدّى العشرة أضعاف مما كانت عليه قبل الثورة الإسلامية. وقال: «مع أننا لم نتمكن بعدُ من جعل البلاد إسلاميةً بالمعنى الحقيقي، إذ لا تزال غير مكتملة، لكن قد تحققت هذه النجاحات، وإذا ما طُبّق الإسلام بالكامل، فإن هذه النجاحات سوف تتضاعف».
كذلك، عدّ قائد الثورة الإسلامية الجدارة «المعيار الوحيد في إسناد المسؤوليات الاجتماعية والسياسية إلى الرجال والنساء في مناصب مثل الوزارات والنيابة في المجلس».
وفي ختام كلمته، أشار الإمام الخامنئي إلى الانتخابات المهمة في آذار/مارس 2024، مؤكداً أداء النساء أدواراً في هذا المجال في المجتمع والأسرة.