«تتزايد هذه الأمور التي تدمر الأسرة يوماً بعد يوم في الغرب، وهذه الأشياء كلها تدمر أساس الأسرة. إنّ الحرية الجنسية والتوسّع المُفرط في الاعتداءات الجنسية تهدم الأسرة. اقتبست قبل بضع سنوات من كتاب أحد الرؤساء الأمريكيين، وقد كانت الإحصاءات مرعبة بالمعنى الحرفي للكلمة، إحصاءات الاعتداءات الجنسية والفجور، ولا عقاب على الاعتداء الجنسي! لا يعاقبون على الاعتداء، لكن هناك عقاب على الحجاب. يتحرّش رذِلٌ أو سافلٌ بمرأة محجبة فيُستدعى إلى المحكمة، وهناك يطعن تلك المرأة ويقتلها. ليست هذه المُعضلة [فقط]، فقد يُحكم مدّة بالسجن على الرذِل ذاك، لكن هذا الهجوم على الحجاب ومناهضته لا يُدان إطلاقاً بوصفه عملاً قبيحاً! لماذا؟ هذه أسئلة بلا إجابات، ولا يجيبون عنها، إذ ليس هناك منطق»، كان هذا جزءاً من كلمة قائد الثورة الإسلاميّة في لقاء مع فئات نسائيّة مختلفة في 27/12/2023، والإمام الخامنئي أشار إلى الحادثة المريرة التي وقعت في أوّل 2009 واستهدفت السيّدة المصريّة مروة الشّربيني.

 

الاعتداء العنصري ضدّ الشّربيني

كانت الشّربيني سيّدة مصريّة من أهالي الاسكندريّة، وسافرت عام 2004 برفقة زوجها إلى ألمانيا لإكمال دراساتها العُليا. قبل قرابة شهر من قتلها كان هناك شخصٌ يُدعى ألكس دبليو يتجوّل في إحدى حدائق ألمانيا برفقة ابنه، وعندما رأى مروة نعتها بالإرهابيّة وحاول نزع الحجاب عن رأسها بالقوّة. أدّت هذه الحادثة إلى تقديم الشربيني شكوى ضدّ المهاجم في إحدى المحاكم الألمانيّة، فحكمت على المخطئ بدفع 780 يورو غرامة.

 

وقوع الجريمة في ساحة المحكمة

بما أن الحكم واجه اعتراض دبليو، انعقدت جلسة لإعادة النّظر في هذا الاعتراض في 1/6/2009 في مدينة درسدن. أيّدت المحكمة تجديد النظر في الحكم الأوّلي، الغرامة. خلال التجاذبات شَهَر المتهم الألماني ذو الأصول الروسيّة سكينه من حقيبته وأنهى على مرأى من القاضي وزوج الشربيني ونجلها حياتها بـ18 ضربة!

عند وقوع هذه الجريمة العنصريّة، كانت الشربيني البالغة 32 عاماً حاملاً برضيع يبلغ ثلاثة أشهر. لم يكتفِ المجرم بجريمته، بل هاجم زوجها علوي عكاز أيضاً ووجّه إليه بسكّينه ثلاث ضربات ألحقت به جراحاً خطرة. رغم هذا، استطاع زوج الشربيني تخليص نفسه وإنقاذ حياته. حكمت المحكمة في النهاية بالحبس المؤبّد على المجرم. ولأنّ الشربيني تعرّضت لهذا الهجوم بسبب حجابها لُقّبت بعد استشهادها «شهيدة الحجاب».

 

رمز مكافحة «المعاداة للإسلام»

تفاعل رئيس المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، أيمن مزيك، مع هذه الجريمة التي تعبّر عن العداء للإسلام في مجتمع هذا البلد، وقال: «وفاة الشربيني تجعلنا أشدّ يقظة ووعياً في التعامل مع الخصومة الخفيّة والعلنيّة للإسلام مع ألمانيا».

إنّ المقتل المريع للشربيني بسبب ارتدائها الحجاب على يد متشدّد ألماني استتبعه اعتراضات في مصر وبعض نقاط العالم أيضاً. ففي بلدها الأصلي، تظاهر عددٌ كبير من المواطنين الغاضبين في ذاك الوقت مقابل السفارة الألمانيّة اعتراضاً على مقتلها.

ما هو مسلّمٌ به أنّ الشربيني کان في مقدورها بعد تعرّضها للاعتداء العنصري الذي مارسه الألماني المتشدّد أن تتجاهل هذه الحادثة لكنّها اختارت مسار المواجهة لـ«معاداة الإسلام في الغرب» وجرّت المجرم إلى المحكمة. لقد بذلت روحها في هذا المسار لتتحوّل إلى رمز لمكافحة معاداة الإسلام في الغرب.

 

المصادر:

1ـ المصري الیوم

https://www.almasryalyoum.com/news/details/2551268

2ـ الجزیرة

https://www.aljazeera.net/women/2022/3/17/%D8%A8%D8%B9%D8%AF-13-%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A7-%D8%AA%D8%AE%D9%84%D9%8A%D8%AF-%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%89-%D9%85%D8%B1%D9%88%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D9%86%D9%8A

3ـ دويتشه فيلّه

https://www.dw.com/ar/%D8%AF%D8%B1%D9%8A%D8%B3%D8%AF%D9%86-%D8%AA%D8%AD%D9%8A%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D8%B4%D8%B1%D8%A9-%D9%84%D9%85%D9%82%D8%AA%D9%84-%D9%85%D8%B1%D9%88%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D9%86%D9%8A/a-49428027