في رأيكم ما هو السبب الرئيسي في إخفاق الكيان الصهيوني في المئة يوم الأخيرة من العدوان على غزة؟

أكمل كيان الاحتلال الصهيوني الإرهابي 100 يوم من حرب الإبادة الجماعية ضدّ الفلسطينيّين بهدف الاستيلاء على قطاع غزّة المحاصر من أجل توسيع المستوطنات الصهيونيّة غير القانونيّة. تجاوز عدد الشهداء 22 ألفاً، منهم 8,000 طفل و6,000 امرأة ونحو 55,000 جريح و10 آلاف مفقود تحت الأنقاض، وفي الضفة الغربية المحتلّة، يتزايد عدد الشهداء والجرحى والمعتقلين أيضاً.

 مجرم الحرب الصهيوني ورئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، يكرّر يوماً بعد يوم أنّ "إسرائيل" «ستستخدم قوّتها كلّها لتدمير حماس»، وهو الشعار الذي ظل الصهاينة يستخدمونه منذ عام 1987 عندما تأسّست حركة المقاومة الإسلامية وبدأت في مواجهة الاحتلال في فلسطين في الانتفاضة الأولى.

 لكنّ كيان الاحتلال أخفق منذ ذلك الحين في محاولاته جميعها لتدمير «حماس»، وفي كلّ مناسبة، كانت قوى المقاومة الفلسطينيّة هي التي ظهرت أقوى وأكثر تجذّراً في الشعب وأفضل استعداداً عسكريّاً وتحظى بدعم شعبي مهمّ في غزّة والضفة الغربية والأراضي التي يحتلّها الاحتلال الصهيوني منذ عام 1948.

 في الوقت نفسه، يتزايد الشعور بأنّ الردع العسكري الصهيوني يضعف، مع غياب انتصار وعجز واضح في هزيمة «حماس» وجماعات المقاومة الفلسطينية الأخرى، وهو شعور يتنامى داخل جمهور الكيان الصهيوني، وقد تزايد هذا الشعور منذ الهزيمة المذلّة التي مُنيَ بها الجيش الصهيوني في لبنان عام 2006، عندما طرد «حزب الله» جنود الاحتلال وأذيالهم بين أرجلهم.

تكمن القوّة العسكرية للجيش الصهيوني في أنه يهاجم غزّة من الجو وبالمدفعية الثقيلة والدبابات، مع العلم أنّ الفلسطينيّين في القطاع ليس لديهم أنظمة دفاع جوّي. باختصار، إنّ قوّات "الدفاع" الصهيونية جيدة فقط في مهاجمة المدنيّين العزّل إلى حدّ كبير.

لكنّنا اليوم نرى أنّ حتّى دعم الدول الأوروبيّة لـ"إسرائيل" انخفض بصورة ملحوظة مع انتهاكها حقوق الإنسان في غزّة بسبب العدوان العسكري الصهيوني. حين نرى المظاهرة الكبيرة في 11 نوفمبر/تشرين الثاني، التي شارك فيها نحو 300 ألف متظاهر مؤيّد للفلسطينيّين في مسيرة حاشدة في وسط لندن، احتجاجاً على هجمات جيش الاحتلال الصهيوني على قطاع غزّة، وكذلك في مظاهرات مختلفة حول الأراضي الأوروبية كافة، نعلم تماماً أنّ حتّى أصدقاء "إسرائيل" لن يستطيعوا المضيّ بعد الآن بغضّ البصر عن جرائم الإبادة وأفعال "إسرائيل" المشينة بحقّ الفلسطينيين على كامل خريطة فلسطين التاريخية.

"إسرائيل" سقطت بكل ما للكلمة من معنى، ورغم الآلام والجراح يبقى الشعب الفلسطينيّ شامخاً منتصراً مصرّاً على استعادة حقوقه جميعها في أرضه من البحر إلى النهر.