رأى قائد الثورة الإسلاميّة، الإمام الخامنئي، خلال لقاء مع جمع من قادة وضبّاط القوّات الجويّة وقوّات الدفاع الجوّي التابعة للجيش صباح اليوم الإثنين 5/2/2024، أنّ مبايعة جمع من منتسبي القوّات الجويّة الإمام الخميني في 8/2/1979 «أعطت دفعة» للثورة الإسلاميّة. وبعدما بيّن سماحته دور الخواص في الدفع إلى الأمام، قال: «يتحمّل الخواصّ مسؤوليّات ثقيلة في إعطاء الدفعة اللازمة لتحقيق أهداف الثورة الإسلاميّة». 
وذكر الإمام الخامنئي أنّ الخواص يُعدّون المسرّعين الحقيقيّين للحركات الاجتماعيّة العظيمة والهادفة، وأضاف: «المقصود بالخواص أولئك الذين يعملون في أوساط فئات الشعب وأصنافه كافة بفكر ودراية وقدرة على التشخيص، ودون الانسياق خلف الأجواء وبثّ الشائعات، وينهضون بمسؤوليّاتهم بشجاعة وفي الوقت المناسب». 
ورأى القائد الأعلى للقوات المسلّحة أنّ بعض نقاط الجذب الذاتيّة في الثورة الإسلاميّة، من قبيل مكافحة الظلم والظالم، والصمود في وجه جبابرة العالم، والاهتمام بدنيا الناس ومستقبل البلاد بالتوازي مع الاهتمام التام بالأمور الروحانيّة، تؤدّي إلى نماءات جديدة. وقال: «رغم توفّر نقاط الجذب الذاتيّة هذه، تحتاج الثورة الإسلاميّة والبلاد إلى من يعطون دفعة إلى الأمام كي لا نُصاب بالتباطؤ والتراخي في الأعمال العظيمة». 
وأضاف سماحته: «كلّ شخص من كوادر الجامعات وطلابها، والسياسيّين، وعلماء الحوزات، وأصحاب المحلات التجاريّة، والصحافيّين، والعسكريّين وسائر الفئات الأخرى يتصرّف انطلاقاً من فهم القضايا ومعرفة اصطفافات الأعداء والأصدقاء هو في عداد الخواص». 
ونبه الإمام الخامنئي من إعداد جبهة العدوّ مشروعاً خاصّاً للخواص، قائلاً: «هدف العدوّ أن يصيب الخواص بالشكّ والتردد، وأن يجعلهم يتأمّلون ويتعلّلون، وقد يذيقهم أحياناً حلاوة الدنيا ودسامتها، فيجذبهم لكيلا يُقدموا في المواقف الحرجة والمواضع الحساسة على ما ينبغي لهم الإقدام عليه، ولا يحدث ما هو متوقّع منهم من إعطاء دفعة إلى الأمام». 
كما رأى سماحته أنّ مسؤوليّة الخواص أمام هذا المخطط هو جهاد التبيين وإحباط بثّ التردد والشكوك من قبل من يتربّصون السوء بالناس.

وشرح قائد الثورة الإسلامية أن مسؤولية الخواص هي البيان الصريح للحقائق واجتناب المراوغة في الكلام، وأضاف: «من الميادين الجادة اليوم لكي يؤدي خواص العالم الإسلامي من علماء دين وعلماء وسياسيين وإعلاميين دورهم هي قضية غزة». 
مع الإشارة إلى فواجع إنسانية في غزة بدعم أمريكا للكيان الصهيوني، عدّ سماحته تبيين هذه الحقيقة من أجل إطلاق مطالبة عامة من قبل الشعوب الإسلامية لحكوماتها بتوجيه ضربة حاسمة إلى الكيان الصهيوني مسؤولية مهمة للخواص. وقال: «الضربة الحاسمة لا تعني الدخول في حرب مع الكيان الصهيوني، بل قطع العلاقات الاقتصادية معه». 
مع تأكيد الإمام الخامنئي أن الشعوب لديها القدرة على إجبار الحكومات على وقف دعم الكيان الصهيوني، قال: «مع أن هذا الكيان الظالم والمستذئب الذي يقتل النساء والأطفال والمرضى والمسنين على هذا النحو، وقد قتل أكثر من عشرين ألفاً، فإن بعض الدول الإسلامية لا تزال تقدم إليه مساعدات اقتصادية، بل يتناهى إلى الأسماع أن بعضها تقدّم أسلحة إليه!». 
في جزء آخر من حديثه، وصف قائد الثورة الإسلامية «الحادثة المذهلة المتمثلة في مبايعة حشد من عناصر القوة الجوية للإمام الخميني» في 19 بهمن سنة 1357 (8/2/1979) أنها تنطوي على دروس لا تنضب. واستطرد: «غدَت القوة الجوية، بتضحيتها وبذاك العمل المخلص والشجاع، رائدة في الانضمام إلى الثورة وقد أدّت دوراً مهماً و"مسرّعاً" في انتصار ثورة 22 بهمن» (11 شباط). 
وأشار سماحته إلى أنّ القوة الجوية في عهد الطاغوت كانت في تصرّف الأمريكيين تماماً وتحت إمرتهم من حيث القيادة ووضع السياسات والتجهيز. وقال: «أخرجت العناصر المؤمنة والثورية، عبر جهاد الاكتفاء الذاتي، القوة الجوية من ملكية أمريكا وحوّلتها إلى قوة إيرانية بالكامل». 
بالإشارة إلى اقتراب يوم «22 بهمن» وذكرى انتصار الثورة الإسلامية، قال الإمام الخامنئي: «مثلما نزل الناس إلى الشوارع في كل المدن والقرى في السنوات الـ45 الماضية دون توقف مرّة واحدة وأعلنوا دفاعهم عن الثورة وولاءهم وبيعتهم للإمام الجليل، فإن هذا العام أيضاً سيشارك الناس الأعزاء، إن شاء الله، بحماسة في مسيرات 22 بهمن التي تعدّ علامة الاقتدار الوطني».