إنّ نتيجة وخلاصة ما أراده الإمام [الخميني] الجليل بشأن فلسطين هو ألّا تُعقد الآمال على محادثات التسوية. لقد كان سماحته يعتقد بوجوب تمكّن الفلسطينيّين من استعادة حقّهم في ميدان العمل، وأن يُجبروا العدوّ، أي الكيان الصهيوني، على التراجع إلى الخلف، وأن يُضعفوه. وأنّه على شعوب العالم كلّها، خصوصاً الحكومات الإسلاميّة، أن تدعم الفلسطينيّين.
لقد خاض الفلسطينيّون الميدان في قضيّة «طوفان الأقصى»، وعملوا، وبادروا، ودفعوا العدوّ نحو زاوية لا يوجد فيها أمامه أيّ سبيل للهروب، أو وسيلة للخلاص.
كان قد جرى إعداد خطّة شاملة وواسعة من قبل أمريكا والعناصر الصهيونية وأتباعهم وبعض حكومات المنطقة، ووفق هذه الخطّة الشاملة، تقرّر أن تتغيّر العلاقات والمعادلات في المنطقة. وأن يتمّ تنظيم علاقات الكيان الصهيوني مع حكومات المنطقة وفق رغبة الكيان نفسه، وهذا يعني سيطرة الكيان الصهيوني على السياسة والاقتصاد في منطقة غربي آسيا برمتها، بل في العالم الإسلامي بأسره... في مثل هذه اللحظة الحساسة، بدأ هجوم «طوفان الأقصى»، وجعل كل مخططات العدو تذهب هباء.
كانت عمليّة «طوفان الأقصى» ضربةً قاصمة للكيان الصهيوني. كانت ضربة لا يُمكن تعويضها. لقد وضعت الكيان الصهيوني على مسار لن ينتهي سوى بالزوال والاضمحلال.
يتحدّث أحد المحلّلين الأمنيّين ويقول: «إذا جرى نشر مضمون النقاشات والخلافات بين مسؤولي "إسرائيل" على وسائل الإعلام فسوف يغادر 4 ملايين شخص "إسرائيل".»؛ إنّها الهجرة العكسيّة. أي إنّ الضياع والاضطراب والتخبّط بين مسؤولي "إسرائيل" بلغ هذا الحدّ.
قضيّة فلسطين أصبحت قضيّة العالم الأولى... لقد حاولت الدعايات الرسميّة لوسائل الإعلام التابعة لأمريكا والمراكز الصهيونيّة الثريّة أن يفعلوا ما من شأنه جعل الناس ينسون بأنّه كان هناك شيء يُدعى «فلسطين»، واليوم، إنّ قضيّة فلسطين هي القضيّة الأولى حول العالم رغماً عنهم. إنّهم يُطلقون الشعارات في شوارع لندن، في ساحات باريس، وفي جامعات أمريكا، تأييداً لشعب فلسطين، وضدّ الكيان الصهيوني.
أمريكا مصابة بالارتباك مقابل هذا الإجماع العالمي للشعوب [دعماً لفلسطين]، وسوف تُجبر عاجلاً أو آجلاً على سحب يدها من مساندة الكيان الصهيوني.
لم يُعرِض شعب فلسطين عن المقاومة على الرغم من كلّ هذه المشكلات والمصاعب. إنّه يدافع عن المقاومة. هذا أمرٌ مهمٌ جدًّا، وقد تحقّق ببركة الإيمان الإسلامي والاعتقاد بآيات القرآن الكريم. هذا أمرٌ مهمٌّ جدّاً.
واقع الأمر هو أنّ الكيان الصهيوني قام بحسابات خاطئة وتحليل خاطئ في ما يرتبط بقدرات الجبهة العظيمة للمقاومة. في منطقتنا اليوم جبهة كُبرى تُسمّى جبهة المقاومة، وتمتلك هذه الجبهة قدرات كثيرة. أخطأ الكيان الصهيوني في فهم هذه الحقيقة.
ألقى الكيان الصهيوني نفسه في دهليز مسدود، حيث ستلاحقه الهزائم المتتابعة، ولن يجد سبيل نجاة من هذا الدهليز، بحول الله وقوّته.